الإسلام -الأصولى-هو الحل

كريم عرفان
2019 / 9 / 1

بالتأكيد العنوان أصاب دهشة الكثير ؛ وهذا يعود إلى أزمة كبرى في المجتمعات العلمية والثقافية وهى أزمة " تحديد المصطلح " ؛ وهوما يجعل الكثير من المثقفين خاصة الذين يتناولون التراث العلمى والفلسفى الإسلامي يتعاملون مع العلوم والمعارف الإسلامية بكثير من السطحية والإنطباعات الذوقية التي تفتقد "التأصيل "العلمى ..
فمثلا مصطلح كالأصولية الذى اكتسب معانى سلبية كثيرة تدور حول العنف والتطرف الفكرى والدينى ..هو مصطلح له مفاهيم ومعانى مغايرة تماما لما نشأ في أذهان أكثر المثقفين لما استقر عندهم من تطرف وعنف ..وربما يكون المعنى "معاكس " تماما ..فالأصولية في التراث العلمى الإسلامي منسوبة للأصول ..وفى التراث العلمى في الإسلام هناك ( أصول الدين ) أي علم العقيدة باختصار ..أو علم (أصول الفقه ) الذى وضعه" فيلسوف الفقهاء "كما بينا من قبل ..وهو ذلك العلم الذى يضبط معايير الأحكام الشرعية ويزنها بميزان دقيق حساس وهو علم "عقلى" نقلى أو كما قال الإمام الغزالى وهو يتحدث عنه " وأشرف العلوم ماازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع" وهو علم تميزت به الحضارة العربية الإسلامية وهو من الأمور القليلة التي أجمع عليها الباحثون في الشرق وفى الغرب ..فما بال تلك المفردة الفلسفية الراقية " الأصول " اكتسبت من قبل كثير من المثقفين ذلك المعنى السلبى الذى يعاكس الحقيقة التي يدل عليها مصطلح الأصول ..فلماذا نضيع الشىء الإيجابى الذى ورثناه عن أئمة الإسلام والعروبة وفلاسفتهم
والحق أقول أنه لا أمل في تجديد أو تغيير في العقلية العربية الإسلامية دون حل مشكلة "أزمة المصطلح " وأيضا مشكلة التعامل السطحى مع الثقافة العامة ككل أو الثقافة الإسلامية على وجه الخصوص ؛ ولا يمكن إيجاد صيغة حوار مشتركة بين التيارات الثقافية المختلفة دون وضح حلول لهذه المشكلات والبحث عن أرض مشتركة ..فكما يقول الخليفة المأمون المعتزلى ( اجعلوا بينكم وبين من يخالفكم في الرأى "أصولا " فإذا فرعتم رجعتم إليها ).

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي