|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

نهاد ابو غوش
2025 / 10 / 17
نهاد أبو غوش
- كيف ترى الصمت العربي والاسلامي تجاه مجاعة غزة وهل هناك ضغوط خارجية؟
• المواقف العربية والاسلامية تراوح بين العجز والشلل، وأحيانا تبدو بعض المواقف أقرب للتواطؤ منها للضعف الناشئ عن الشلل، وينطبق هذا الوصف على الدول والحكومات كما على القوى الشعبية من احزاب ونقابات وأطر مجتمع مدني مختلفة، وفي رأيي أن هذه الحالة ليست وليدة هذه المرحلة أو مجرد تباين بشأن هذه الحرب بعينها. بل الأمر يمثل حصيلة تراكمية لعقود وسنوات طويلة من الأزمات والخيبات وفشل الدولة الوطنية الحديثة في كل امتحاناتها، وبخاصة في مجالات التنمية أو الحريات والحقوق والديمقراطية، فضلا عن اي إنجاز في قضية العرب المركزية التي كانت وما زالت فلسطين، يمكن أن نعزو جانبا من هذه الأزمة إلى انتشار الفساد والقمع والاستبداد، ووصول بعض الدول إلى مرتبة "الدولة الفاشلة" والحروب الأهلية الداخلية، لكن كل ذلك لا يعفي النخب والمثقفين والقوى الحية والطليعية من مسؤولية التقصير تجاه مجزرة العصر التي حركت المجتمعات الأوروبية والأميركية (الشمالية واللاتينية) ولم تحرك الشارع العربي.
- بعض الغزّيين خرجوا يدافعون عن مصر، آخرون يهاجمونها، كيف ترى موقف الفلسطينيين تجاه مصر؟
• لنميز بين المواقف الرسمية للسلطة والفصائل ، وأقصد كل الفصائل بما فيها فتح وحماس، وبين مواقف فردية متفرقة لكاتب هنا أو خطيب مسجد هناك، أو لمؤثرين على وسائل التواصل. المواقف الرسمية كلها تجمع على مركزية الدور المصري ومحوريته، ليس فقط لأن مصر هي الشقيقة الكبرى بل لأن مصر هي قدر الفلسطينيين وهي تتحمل دورا رئيسيا في رعاية الحوار الوطني واتفاقيات التهدئة وجهود الوساطة. وعلاقتها بغزة هي علاقة خاصة ومميزة في الاتجاهين أي لمصر تجاه غزة، وللغزيين تجاه مصر. قد تصدر مواقف نافرة من بعض المسؤولين لكن يجب أن يؤخذ ذلك في سياقه ويعطى حجمه، ليس هناك تيار أو حتى شريحة فلسطينية تعادي مصر أو قيادتها، هناك مواقف فردية وحزبية يمكن فهمها، كما يمكن فهم وجود مواقف متباينة داخل الشعب المصري نفسه، هناك إعلاميون ومعلقون مصريون لا يتوقفون عن مهاجمة الفلسطينيين وبعض فصائلهم وخاصة حماس، بل إن بعض الأقلام والأصوات تخصصت في ذلك، هذا بشكل عام أما بشكل خاص فهناك قناعة واسعة أن مصر بحجمها ومكانتها وتاريخها هي أكبر وأهم وأقوى من يمكنه وقف الحرب ونصرة الشعب الفلسطيني. جريمة الإبادة والتهجير أخطر ومنعها أولى من أية اتفاقيات ثنائية أو معاهدات سلام أو تفاهمات، إسرائيل لا تستطيع أن تعادي مصر، هناك ملاحظات كثيرة تنتشر بين الناس حول سماح مصر لسفن تحمل ذخائر وأسلحة لإسرائيل بالرسو في موانئها، بينما دول افريقية واوروبية منعت ذلك لأنه يمثل مشاركة في جريمة الإبادة. موقف مصر ضد التهجير هو محل تقدير ومبادرتها لطرح المشروع العربي ضد خطة ترامب ايضا محل تقدير عال، لكن لماذا لا ينسحب ذلك أيضا على الموقف من الإبادة والتجويع والتهجير الداخلي؟
*نص مقابلة صحفية
|
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |