|
|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |

شروق أحمد
2025 / 10 / 16
"عندما سُئل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عن رأيه في حال الأمة الإسلامية: فكان جوابه: الأمة التي تحارب الفقر بالدعاء وتحارب الفساد بخطب المنابر وتحارب البطالة بالزواج والإنجاب فهي قطعاً أمة ميتة وإكرام الميت دفنه..."
الأمة العربية هي أمة التعالي على باقي الأمم، ونحن لم نخترع حتى عود الثقاب والأدهى من ذلك أننا نتهم الجميع بالعمالة والمؤامرات ونحن أول الأمم في الخيانات والطعن وراء الظهر، نحن أمة ترى نفسها فوق العالم وفوق الجميع وأننا لا نحتاج إلى أحد بينما تقف شعوبنا طوابير لشراء ال iPhone. كل مساجد الشرق الأوسط تلعن وتسب أمريكا وإسرائيل ونفسه خطيب المسجد عند أول نزلة برد يأخذ مضاد حيوي أمريكي أو دواء تم تطويره على يد علماء إسرائيليون، لا يأخذون دواء صيني أو دواء روسي، وعندما يأتي وقت الجد لا نثق إلا بالطبيب الأجنبي أو الدواء الغربي.
يتشدق معظم الوطن العربي بدولهم، أو ترى الأغاني الوطنية من كل عام تصدح عن النصر والقوة العسكرية وكل الوهم العربي بشأن القوة ومواجهة الصعاب، وأول أصبع يرفعه مسؤول إيراني تقوم الدول العربية بالهرولة إلى أمريكا، لشراء أسلحة طورتها إسرائيل أو لشراء الحماية الغربية، وترى الأغاني في المناسبات الوطنية مع صور الطائرات الحربية والمناورات البرية وتعتقد أنهم سيحررون كوكب المريخ من شدة الفنتازيا في تلك الأغاني، وهذا الادعاء سقط على عتبة كل الحروب والمواجهات، ها هو الحوثي ميلشيا مسلحة تهدد الشرق الأوسط كله، أين تلك القوة القاتلة الضاربة؟ أم أنها بروباغندا للداخل، لتخويف الشعوب فقط.
شعوب الشرق الأوسط تدعي أنها لا تحتاج الغرب، بل في كل مجلس وكل بيت يدعون أنهم لا يحتاجون شيء من تلك الدول الرأسمالية والإمبريالية، وتراهم يحجزون تذاكر السفر قبل أشهر للذهاب إلى تلك الدول الإمبريالية بل ويتشدقون عند شرائهم الماركات العالمية ويلهثون حول أحدث صرعات الموضة التي تأتي من دول المؤامرات، لذلك نحن شعوب لا أحد يأخذها على محمل الجد، ولا أحد يقف عند عتبة بابنا لطلب المساعدة أو حتى طلب للحلول، فقط يقفون لطلب المال، الدول العربية شعوباً وحكام لا تأتي إلا بالتهديد والحلول الإجبارية، وفي كل خطاباتهم يدعون أنهم أصحاب الحلول عبر تكبير وتهليل الذباب الإلكتروني والمطبلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والحقيقة خلف الكواليس أنهم أُجبروا على قبول الحل وليس طواعية منهم.
كل الخطابات الرنانة والتي لم تعد تعمل بشكل فعال خصوصا في عالم السوشيال ميديا لأن الحقيقة أصبحت تأخذ خمس دقائق للظهور خلافاً عما كان يحدث في السابق حيث يكذب العرب إعلاميون وقيادات وحتى الشعوب حيث كانت الحقيقة تحتاج عقود وسنين طويلة للظهور، عندها تكون الأحداث قد انتهت وتم رميها في سلة المهملات، وهذا لا يحدث اليوم. كل التعالي وكل الغرور الوهمي سواء الاجتماعي أو السياسي أصبح من الماضي لأن الواقع اليوم يقول إننا لا نملك شيء حتى عود الثقاب وحتى أجهزة تنقية المياه ولا حتى مكرونة الطبخ لذاك تحب الشعوب العربية الحديث والحديث لتضييع حقيقة، أننا عاجزون حتى عن اختراع حبوب الأسبرين وكل ما تحتاجه البشرية من الماء والدواء حتى الطائرات التي تأخذنا في رحلة صيفية إلى إحدى الدول التي يسبونها ليلاً نهاراً.