![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
علاء اللامي
2025 / 3 / 22
مع رابط لتحميل كتاب "التنازع والخصام فيما بين بني أمية وبني هاشم" للإمام تقي الدين المقريزي. تمهيد: من حق الناس أن تفخر بمن تشاء وتتعاطف مع هذه الشخصية أو الجماعة الإسلامية القديمة أو تلك فهذا ليس من شأن الباحث في التراث العربي الإسلامي، ولكني أريد من خلال هذه القراءة في هذا الكتاب لفقيه وإمام وحافظ من أهل السنة والجماعة على مذهب الإمام الشافعي هو المقريزي أن أبين لبعض المتفاخرين المعاصرين حقيقة بني أمية في كتب تراثهم ومراجعهم وأنهم جاهلون أو في الأقل متأخرون وعياً بهذا التراث بعدة قرون عن أسلافهم في قضية حسمت وانتهى فيها الجدل. الهدف إذن إيصال الحقيقة لمن يجهلها أما مَن كان يعرفها ويكابر ويُحكِّم هواه أو عصبيته فهذا شأنه!
لنبدأ أولا بالتعريف بالإمام تقي الدين المقريزي: إنه أحد أئمة وأعلام المذهب الشافعي رابع مذاهب أهل السنة والجماعة. يلقبه بعض الباحثين العرب والأجانب بعميد المؤرخين العرب المسلمين في العصور الوسطى فهو من أهل القرن الثامن الهجري (766 - 845 هـ = 1365 - 1441 م). في كتابه هذا، وعلى ص 43 فصل بعنوان "عداوتهم - يقصد بني أمية - للرسول والإسلام" يدرج المقريزي أسماء الشخصيات الأموية المشهورة ويعرف بها وسأنقل تعريفاته بلغتها كما هي مع التوضيح أين اقتضى الأمر ذلك.
واللافت أن الشيخ المقريزي لم يدرج بينهم يزيد بن معاوية ثاني خلفائهم والآمر بقتل الحسين بن علي سبط النبي العربي الكريم وصحبه وسبي آل بيت النبي، واستباح المدينة المنورة ثلاثة أيام، ورمى الكعبة بالمنجنيق. وقد أجاز عدد من فقهاء ومحدث أهل السنة والجماعة لعنه، وألَّف الفقيه الحنبلي ابن الجوزي البغدادي كتاباً في جواز لعنه عنوانه "الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد".
وممن أجازوا لعن يزيد من فقهاء ومحدثي ومؤرخي أهل السنة والجماعة ابن كثير: "وهو رواية عن أحمد بن حنبل اختارها الخلال، وأبو بكر بن عبد العزيز، والقاضي أبو يعلى، وابنه القاضي أبو الحسن. وانتصر لذلك أبو الفرَج بن الجوزي في مصنَّف مفرد وجوز لعنته" (ابن كثير: البداية والنهاية 8/223). علما بأن ابن تيمية يشكك في ثبوت هذه الرواية عن الإمام أحمد.
وممن قالوا بجواز لعن يزيد الشيخ الإمام التفتازاني: "قال التفتازاني: فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه" (ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 1/277-278). وممن نحوْا هذا النحو أيضا الفقيه الشافعي الكيا الهرَّاس فقد "استفتيَ في يزيد، فذكر فصلا واسعا من مخازيه حتى نفدت الورقة، ثم قال: ولو مُددتُ ببياض لمَددتُ العنان في مخازي هذا الرجل. وأشار الغزالي إلى التوقف في شأنه، والتنزه عن لعنه، مع تقبيح فعله" (ابن العماد: شذرات الذهب 1/278). لنقرأ ما كتبه المقريزي عن بني أمية في كتابه:
1-أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية مات على كفرة وحادَّ "نازع وعادى" الله ورسوله.
2-عقبة بن أبي معيط أبان بن عمر بن أمية: كان أشد الناس عداوة وأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد داس على رقبته وهو ساجد يصلي في بداية الدعوة "حتى كادت تسقط عيناي" كما قال النبي. وجاء عقبة ذات مرة بسلى شاة (السلى من أحشاء الشاة) وألقاها على الرأس النبي وهو يصلي. وقد أمر النبي بقتله بعد معركة بدر فقُتل.
3-الحكم بن أبي العاص بن أمية: وكان عارا في الإسلام مؤذيا للرسول يشتمه ويسمعه ما يكره وكان غموصا (مطعونا) في دينه. ضبطه النبي ذات مرة وهو يقلد مشيته وحركاته ويسخر منه ويتجسس عليه ويبلغ أخباره لأعدائه. وقد لعنه النبي ولعن مَن يخرج من صلبه وطرده من المدينة فظل مطرودا منها حتى توفي النبي وخلفه أبو بكر ثم عمر وقد رفضا طلبه بالعودة إلى المدينة ثم استُخلِف عثمان فعاد إليها.
4-مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية: صار أول خليفة من بيت آل مروان من بني أمية بعد تنازل معاوية الثاني بن زيد عن الخلافة الأموية وتورثها أبناؤه. وهو أول من شق عصا الإسلام من غير تأويل (حادثة استيلائه على فدك). وقالت له عائشة في حديث "أشهد أن النبي لعن أباك وأنت في صلبه فأنت فضض (أي قطعة) من لعنة الله/ الكاشف للزمخشري (ت ٥٣٨هـ) ". ومروان هو من قتل طلحة بن عبيد الله الذي يلقبه الصحابة بـ "الشهيد الحي" واحد العشرة المبشرين بالجنة، حين كمن له في موقعة الجمل ورماه بسهم قاتل متهماً إياه بالمشاركة في مقتل عثمان. الحاكم النيسابوري - المستدرك على الصحيحين ج3 – ص371، وابن سعد - الطبقات الكبرى ج3 ص 167. ابن حجر العسقلاني - الإصابة في تمييز الصحابة ج3 –ص 432.
5-عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن أمية: عادى الله ورسوله ومات كافرات فقد قتله حمزة في غزوة بدر. وهو أبو هند زوج أبي سفيان وأم معاوية والملقبة بآكلة الأكباد.
6-الوليد بن عتبة بن عبد شمس بن أمية: قتله علي بن أبي طالب في بدر.
7-شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن أمية: قتله حمزة في بدر.
8-أبو سفيان صخر بن حَرب بن أُمَيَّة: عادى الإسلام ونبيه وقاد جيش المشركين في أحد التي قتل فيها حمزة عم النبي وحزب الأحزاب في غزوة الخندق. وكان كهفا للمنافقين وكان في الجاهلية زنديقا. وحرض عليا ضد أبي بكر فرده عليا وقال له "ما زلتَ عدوا الإسلام وأهله فما ضرَّ الإسلام ذلك شيئا. إنا رأينا أبا بكر أهلا لها".
وأبو سفيان وابنه معاوية من المؤلَفة.
*المؤلفة قلوبهم. جماعة من وجهاء وشيوخ القبائل العربية كان النبي يعطيهم الأموال ليستميل قلوبهم للإسلام. وأحيانا يشمل تأليفُ القلوبِ التوليةَ في مناصب ومهمات معينة كجباية الصدقات.
9- معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية: وهو الذي مثل بجسد الشهيد حمزة وجدع أنفه بعد استشهاده. فلما نهزم معاوية يوم أحد دخل على عثمان ليجيره وكان النبي قد طلبه فجيء به اليه فوهبه لعثمان الذي تشفع له فإذا وجده بعد ثلاثة أيام قتله فجهزه عثمان وسار به فأمر النبي بأن يقتل فقتل وقيل قتله عمار بن ياسر وزيد بن حارثة وقيل علي بن أبي طالب. ومعاوية هذا هو أبو عائشة أم عبد الملك بن مروان وهو أعرق الناس في الكفر لأن أحد أبويه – الحكم - لعين رسول الله والأخر هو معاوية بن المغيرة.
10-أم جميل أروى بنت حرب بن أمية وهي التي لقبها القرآن حمالة الحطب لأنها كانت تحمل الشوك والعضاة " شجر له شوك" وتطرحه في طريق سير النبي.
ينتهي هذا الفصل في صفحة 59 من الكتاب.
*رابط لتحميل كتاب "التنازع والخصام فيما بين بني أمية وبني هاشم" للإمام الحافظ تقي الدين المقريزي:
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D9%85-%D9%85%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%87-%D9%88%D8%A8%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B2%D9%8A-pdf