(أعباءٌ وظلالٌ)

سعد محمد مهدي غلام
2025 / 3 / 22

1/
ما الذي تبقّى
من هذه العيونِ
التي رسمتْ كلَّ شيءٍ،
لكنَّها الآنَ تعمي صَاحِبَها؟
أهو عَبَثٌ في المَسارِ،
أم هُوَ عُبُورٌ
لا مُنتهى لَهُ؟
ما زالَ يبحثُ عن نَفسِهِ،
بينَما تُلاحِقُهُ الرِّياحُ
مِن كُلِّ جِهَات.
2/
يَرْسُمُ عُيُونًا
لكنّها تُعميهْ.
أغلقَ قلبَهُ
لا ليحبسَ أمانيهِ،
بل ليُطلِقَ آلامَهْ.
غُبَارُهُ يُواجِهُ الرِّيحَ،
وَرِيحُهُ يُواجِهُ الزَّمانْ.
يَنسى الأشْيَاءَ الَّتي تُلاحِقُهُ،
تَنْسَاهُ الأشْيَاءُ
الَّتي تَلهَثُ وَراءَهْ.
3/
الزَّمَنُ سَرَابٌ
لراكبٍ واحدٍ: الأَمَلْ.
لا وَقتَ للبَحرِ ليَشْدُوَ مع المَدى،
مَشغُولٌ دَائِمًا
بِتَعَقُّبِ الرِّيَاحْ.
الفَرَحُ لَحْظَةٌ،
والحُزْنُ ذِكرَى.
للحُلمِ جُذُورٌ
ولا يَملِكُ أُفُقًا،
للَّيلِ أُفُقٌ
ولا يَحمِلُ الجُذُورْ.
4/
الحَنِينُ
هُوَ الضَّيفُ الوَحِيدْ
الَّذي لا يَستَطِيعُ أنْ يَستَقِرَّ
إلّا هَارِبًا.
العَقلُ دَومًا يَبحَثُ،
والشِّعرُ دَومًا يَهرُبْ.
السِّرُّ أعمَقُ الدُّرُوبِ
لكنَّهُ لا يُصلِحُ للسَّيرْ.
يَصدَأُ اللِّسَانُ
مِن سُكَاتِ العَالَمِ،
وتَصدَأُ الرُّوحُ
مِن صَمتِ الكَلِمَاتْ.
5/
أينما سِرتَ، كَيفَما عُدتْ:
رُوحُكَ أبْعَدُ الطُّرُقَاتْ.
جَرَحتْنِي الحَياةُ
ومُنذُ اللَّحظةِ الأُولى عَرَفتْ:
الدُّمُوعُ هِيَ الَّتي صَقَلتْنِي.
وَطَنٌ صَغِيرٌ هُوَ حُلمُكَ،
ومَعَ ذَلكَ،
لَنْ تُغَادِرَ حُدُودَهُ
مَهما قَطَعتَ المَسَافَاتْ.
6/
الحُبُّ رُوحٌ
تَنسُجُ لَهُ اللَّيلَ سِترًا.
لِلآلَامِ شَواهِدُ
لا تَهدي إلّا إلى الذَّاتْ.
شَجَرَةُ الزَّيتُونِ رَمزٌ،
هَل مَنْ يَزرَعُها أَمَلْ؟
أشَدُّ السُّجُونِ وأخْطَرُهَا
تِلكَ الَّتي تَتْرُكُ خَلفَكَ.
7/
كانَ أبِي فَلّاحًا
يُحِبُّ الأرْضَ ويَكتُبُ،
لمْ يَزرَعْ بَذْرَةً
إلّا وَكَانَ فِي قَلبِهَا حُلمْ.
الحُلمُ طَائِرٌ
يَأخُذُنَا بَعِيدًا
دُونَ أنْ يُلَامِسَ السَّمَاءْ.
8/
لَكِنْ مَا يَبقَى،
فِي كُلِّ العُيُونِ المُطفَأَةِ
هُوَ النُّورُ
الَّذي يُعِيدُ الأَمَلَ إلى الأرْضِ،
فِي كُلِّ قَطرَةِ دَمٍ جَدِيدَةٍ،
تَتَفَتَّحُ الأزهَارُ
فِي قَلبِ الزَّمَانْ.
إنَّ الحَيَاةَ فِي النِّهَايَةِ
نُقطَةُ انْطِلاقٍ جَدِيدَةٍ
لِمَنْ كَانَ قَدْ اختَارَ أنْ يَهبَهَا
كَأنَّهَا حُلمٌ قدْ تَحَقَّقَ،
لكِنَّهُ لا يَنتَهِي
إلَّا بأنْ يَبدَأَ مِن جَدِيدْ.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي