ألكسندر دوغين يتحدث عن الإشارات الخفية لبوتين – 4-5 مقاطعات أخرى من أجل السلام

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع


*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
بوابة تسارغراد

13 مارس 2025

ظهور بوتين في كورسك بزيّ عسكري وإجراؤه اجتماعًا مع رئيس الأركان العامة الجنرال غيراسيموف مباشرة على خط الجبهة يُظهر عزم روسيا القاطع على تحقيق نتائج العملية العسكرية الخاصة دون أي تنازلات.

هذه إشارة إلى العزم والإرادة والتركيز والتصميم. وفي الوقت نفسه، تؤكد على نجاحات روسيا في تحرير منطقة كورسك. كما أوضح بوتين أننا لن نقتصر على هذا التحرير، بل سيتم إنشاء منطقة عازلة قد تمتد إلى مقاطعة سومسكايا الأوكرانية بقدر ما تتطلبه مصالحنا الوطنية. قد تشمل كل مقاطعة سومسكايا أو ربما مناطق أوسع.

جيش "الشمال" الذي تم نشره تدريجيًا في منطقة كورسك لتحريرها، لم يعد مجرد قوات حدودية. إنه جبهة كاملة تشكلت وحققت نتائجها وألحقت هزيمة عسكرية هائلة بالقوات الأوكرانية، بما في ذلك في منطقة كورسك. وقد تجمعت هذه القوات هناك دون الإضرار ببقية خط الجبهة. لم يتم نقلها، بل تم تجميعها. أي أننا نمتلك في هذا الاتجاه جيشًا قتاليًا ممتازًا ومنظمًا ومنتصرًا.

وبوتين بزيّه العسكري على حدود مقاطعة سومسكايا أظهر أن عزم روسيا على مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف المحددة لا يتزعزع.

أعتقد أن المفاوضات مع الممثل الخاص لترامب، ويتكوف، الذي وصل اليوم إلى موسكو، ستسير بشكل بناء. سنستمع إلى عرض الجانب الأمريكي. فنحن في الواقع نحارب الولايات المتحدة. بشكل عام، هذا شأنهم الداخلي كيف ينظمون علاقاتهم مع صنيعتهم زيلينسكي. رأيه لا يهم أحدًا، وقد قال بوتين ذلك مرارًا. لكن رأي الولايات المتحدة يهمنا، لأننا نحاربهم.

إذا كانت الولايات المتحدة تنوي السير نحو السلام، فسنخبرهم برؤيتنا، وسيشاركوننا تصوراتهم. وهذا في حد ذاته لحظة إيجابية. سواء وافقونا أم لا، فإن بوتين سيظهر مواقفه التفاوضية. وهذه المواقف ثابتة: تغيير النظام في أوكرانيا والاعتراف على الأقل بأراضينا الدستورية. لكنني أعتقد أن هناك أيضًا تحرير 4-5 مقاطعات أوكرانية من الوجود النازي.

باختصار، بوتين بزيّه العسكري أمام الجيش الروسي المنتصر هو صيغة ما، أو رمز لكيفية سير المفاوضات مع الولايات المتحدة. من جانبه، يحاول ترامب تقديم حجج قوية. لقد استأنف مساعدة أوكرانيا بالاستخبارات والأسلحة. هذه خطوة عدوانية وقوية من الناحية العسكرية، وإن كانت سياسيًا خاسرة. هذا خطأ: ليست كل خطوة قوية هي خطوة ناجحة. لأن بوتين يرد بخطواته القوية.

لقد كنا نحارب الولايات المتحدة حتى النهاية. ولكن إذا كان ترامب يريد القول إنه ينوي القتال بشكل أكثر جدية، فهذا يتعارض تمامًا مع سياسته الخاصة وسيقوده إلى مأزق. لكننا مستعدون لذلك. بوتين يُظهر أن روسيا في حالة تعبئة، وأن جيوشًا جديدة يتم تشكيلها، وقوات جديدة يتم تجميعها. نتعلم كيف نحارب بشكل صحيح، نتعلم كيف نهاجم، نتعلم كيف ننتصر. نحن نستعيد تماسك المجتمع وروحنا القتالية.

ولهذا السبب، فإن ظهور بوتين في منطقة كورسك بزيّ عسكري هو استمرار لكلماته السابقة بأن روسيا لم تبدأ بعد بشكل جدي. ولكن الآن — سنبدأ.