![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 3 / 5
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المفتون على ما يبدو ببهدلة الحُكَّام، بالحرف قبل يومين: "الغبي بايدن صرف على أوكرانيا 350 مليار دولار، ونحن نعمل على استعادة أموالنا". كلام ينطوي على تشخيص دقيق لعقلية راعي البقر التاجر الأميركي. عقلية تمجد القوة، وتعبد الدولار، تأخذ أكثر مما تعطي. بايدن وترامب حكما الدولة ذاتها في فترتين متتاليتين، وهي دولة مؤسسات كما يُفترض، فما الذي تغير، وهل أحدث ترامب انقلابًا في أميركا؟! أبدًا، لم يحصل شئ من هذا، مع أن ترامب قوي الشخصية ومدعوم من تيار واسع يمثل "الواسب" العنصريين أصحاب شعار أميركا أولًا.
ما حصل على وجه التحديد في عهد المخرفن بايدن، أن أميركا ارتأت جر روسيا إلى حرب في أوكرانيا، لاستنزافها واضعافها دون الدخول في مواجهة مباشرة معها. وهذا ما بات يقره ويعترف به صحفيون أميركيون كبار، منهم بوب وودورد، مؤلف كتاب "الحرب". ولكن عندما أخفقت الأداة المستخدمة في تنفيذ الهدف، وتكاد اليوم تنهار أمام روسيا العملاقة، وجدت أميركا ذاتها، ولكن في عهد ترامب، أن من الغباء الاستمرار في إنفاق مليارات الدولارات في حرب خاسرة. من هنا نفهم تصريحات ترامب الحادة ضد هذه الحرب، لإقناع الأميركيين بدعم سياسات وقفها. ولا مشكلة لدى راعي البقر الأميركي من التضحية برأس الأداة، أي زيلينسكي، وربما نظامه وبيعهما في سوق النخاسة بأرخص الأثمان.
أما الفاعل الرئيس، فمهما سلكنا من طرقات البحث عنه، فلن نجده إلا في كلمة واحدة، هي القوة. المقصود قوة الطرف المُستهدف، أي روسيا. الأمة الروسية قوية، بلادها مترامية الأطراف (17 مليون كيلومتر مربع) في بطنها ثروات هائلة، ولديها قاعدة علمية صناعية هي الأضخم في العالم، فضلًا عن حيازتها قوة عسكرية جبارة وسبعة آلاف رأس نووي.
تأسيسًا على ما تقدم، وفي تحليق مشروع في فضاءات الأمل والطموح والخيال، نجزم لو أن العرب قوة بحجم روسيا أو حتى أقل، لكنهم قوة يُحسب لها حساب، صدقوني سيظهر رئيس أميركي سيتجاوز إلزام الكيان اللقيط بحل عادل لصراعنا معه إلى تفكيكه باعتباره مشروعًا لم يعد مجديا لراعي البقر، التاجر الأميركي.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |