ڤلاديمير زيلينسكي: الكوميديان الذي أصبح قائدًا، والقائد الذي أضاع وطنه

ثائر ابو رغيف
2025 / 3 / 1
في عالمٍ تتداخل فيه السياسة مع الدراما، تبرز قصة ڤلوديمير زيلينسكي كواحدة من أكثر التحولات إثارة للجدل. من ممثل كوميدي إلى رئيس لدولة تواجه حربًا وجودية، مرت مسيرة زيلينسكي بمنعطفاتٍ أثارت الإعجاب والنقد على حد سواء. لكن هل تحولت مسيرته من "كوميديا الشاشة" إلى "مأساة الواقع"؟
قبل دخوله الساحة السياسية، كان زيلينسكي نجماً كوميدياً معروفاً في أوكرانيا، خاصة عبر مسلسله الساخر "خادم الشعب"، الذي جسّد فيه دور مُعلمٍ عادي يصبح رئيساً بعد أن تنشر له تسجيلية انتقادية ضد الفساد. المفارقة أن هذا الدور الخيالي فتح له باباً إلى الرئاسة الحقيقية. في عام 2019، فاز زيلينسكي بنسبة 73% من الأصوات، مستغلاً شعبيته الفنية ووعوده بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات. آنذاك، رأى فيه الكثيرون رمزاً للأمل، شخصاً قادماً من خارج النخبة التقليدية ليكسر حاجز الاستقطاب السياسي
واجه زيلينسكي عقبات جسيمة منذ بداية حكمه. ورغم إطلاق إصلاحات تشريعية ومحاولات لتعزيز الشفافية، بقي الفساد المستشري والتوترات مع روسيا في دونباس وقضية شبه جزيرة القرم تحديّاتٍ عالقة. انتقده البعض لافتقاره إلى الخبرة السياسية، واتهموه بالسذاجة في تعامله مع الكرملين، خاصة بعد محاولاته الفاشلة لإجراء مفاوضات سلام مع موسكو، والتي رأى فيها خصومه تنازلاتٍ غير مدروسة
مع الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، تحول زيلينسكي إلى رمز للمقاومة (للقوى الرأسمالية حصراً). فتم تهويل خطاباته ورفضه مغادرة كييف رغم الخطر لتحويله لرمز للشجاعة. لكن الحرب كشفت عن تناقضاتٍ عميقة. فمن جهة، حصل على دعم غربي غير مسبوق، لكن من جهة أخرى، دمرت البنى التحتية لأوكرانيا، وهُجّر الملايين، وفقدت البلاد سيطرتها على أجزاء من شرقها وجنوبها. هنا يطفو سؤال النقاد: هل كان زيلينسكي قادراً على تجنب الحرب بسياسة خارجية أكثر واقعية؟ أم أن صعوده كـ"مُحارب" هو نتاج ظروف خارجة عن إرادته؟
يرى مؤيدو زيلينسكي أنه قائدٌ اضطر لمواجهة قدرٍ مفروض عليه، وأن الحرب كشفت عن إصرار شعب بأكمله، لا عن فشل فردي. أما منتقدوه، خاصة داخل أوكرانيا، فيشيرون إلى أن سياسته ما قبل الحرب تجاه موسكو مثل التصريحات المثيرة للاستفزاز حول الانضمام إلى الناتو قد ساهمت في تصعيد الأزمة كما يُلام على عدم تحقيق وعوده الإصلاحية بسبب تركيز كل الموارد على المجهود الحربي
العنوان "القائد الذي أضاع وطنه" يلامس واقعاً عميقاً. فبالنسبة للبعض، الحرب دمرت أوكرانيا كدولة قادرة على البقاء دون مساعدة خارجية، وجعلت مستقبلها رهناً بإرادة الحلفاء..
تكمن مأساة زيلينسكي في أنه تحول من "بطل كوميدي" إلى "بطل تراجيدي" بفعل قدرٍ جعل من حربٍ كارثية محكاً لشرعيته. تاريخياً، نادراً ما يخرج القادة المنتصرون من الحروب مهزومين، لكن الثمن الذي ستدفعه أوكرانيا يطرح أسئلةً وجودية: هل كان النصر ممكناً؟ وهل القائد مسؤول عن ثمن البقاء؟ الجواب كتبه دونالد ترمپ أليوم حين إستضافه في ألبيت الأبيض
فقد إنتهت زيارة الرئيس الأوكراني ڤولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض بعد أن دخل في جدال حاد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ ونائب الرئيس جيه دي فانس، الذي اتهمه بسلوك "غير محترم" خلال محادثاتهما في المكتب البيضاوي
في تحديث على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترمپ إنه قرر أن زيلينسكي "ليس مستعدًا للسلام إذا بقي ألدعم الأميركي، لأنه يشعر أن مشاركتنا تمنحه ميزة كبيرة في المفاوضات"، وقال إن الرئيس الأوكراني "أهان الولايات المتحدة الأمريكية في مكتبها البيضاوي". وأضاف: "يمكنه العودة للطاولة عندما يكون مستعدًا للسلام
في محادثاتهما السابقة، أخبر ترمپ زيلينسكي مرارًا وتكرارًا أنه "يقامر بأرواح الملايين، و بالتسبب بحرب عالمية ثالثة"، وطلب منه التوقف عن التمسك بمزيد من الضمانات الأمنية قائلاً "إما أن تبرم صفقة أو سنسحب ألدعم"
يبدو أن ترمپ يرسم تكافؤًا زائفًا بين جانبي الحرب ويضع نفسه "لصالح أوكرانيا وروسيا" بينما يسعى إلى التوصل إلى اتفاق سلام، في تناقض صارخ مع تعليقات زيلينسكي حول پوتن باعتباره "قاتلًا" و"إرهابيًا" غزا أوكرانيا، ولم يكن مستعدًا للتنازل معه عن الأراضي الأوكرانية
لقد اشتبك الاثنان مرارًا وتكرارًا أثناء الإجتماع حول وجهة نظرهما بشأن روسيا والمفاوضات، فضلاً عن مدى الدعم الأوروبي لأوكرانيا
كما اتهم جيه دي فانس زيلينسكي بعدم شكر الولايات المتحدة على دعمها و"الترويج للحزب ألديمقراطي في أكتوبر"، بدلاً من إظهار كلمات التقدير للولايات المتحدة والرئيس الذي يحاول إنقاذ بلده
في نهاية المطاف سيحصل مايريده ترمپ وسيضطر زيلينسكي مرغماً على التنازل عن الأراضي ألتي أستولت عليها روسيا وسيذهب كقائد/كوميدي أضاع وطنه بسبب إصرار دهاقنة الساسة في القارة العجوز على مطالبته بالإنضمام للناتو وهذا هو اهم أسباب ألحرب, يذكرني هذا بصدام حسين ألذي دفعته ممالك الرمل لاشعال حرب مع ايران لحماية تلك الممالك, حرب قضت على خيرة شباب العراق وارجعت العراق قرونا للوراء وجعلته ارضا مشاعة للغرباء.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات
المنشورة لا تعبر
عن رأي المركز وإنما
تعبر عن رأي أصحابها
|
1 - مقارنة مدهشة وغريبة بين صدام وزيلنسكي
|
العدد: 880977
|
|
لبيب سلطان
|
2025 / 3 / 1 - 10:23
|
|
السيد ابو رغيف المحترمم مقارنتك في المقالة بين صدام وزيلنسكي غريبة عجيبة حقا فالاحرى هو ان بوتين يحاكي صدام وليس زيلنسكي كون بوتين هو من غزا وهو من ورط شعبين جارين بحرب مدمرة وكلاهما ديكتاتوريان واتخذا قرار الحرب والغزو والدمار ضمن نهج توسعي وكلاهما غطا عدوانه بنفس الاسباب الواهية المفبركة زيلنسكي يشبه عرفات ليس له غير المقاومة والدفاع عن شعبه سواء كان كوميدي او موظف حسابات كعرفات او عالم ذرة.جوهر قضية اوكرانيا هو ان هناك من ينكر انها شعب ودولةوهو بوتين..تتماما كما ناتنياهو يرفض ان فلسطين شعب ويستحق دولة..وبدل فرض حقوق الشعوب في تقرير مصيرها كمبدأ والدفاع عنه تجاه الديكتاتوريين والامبرياليين القوميين المتطرفين نرى عروبيينا يبررون لبوتين انه فطحل وان زيلنسكي كوميدي ولايفهم بالسياسة ...اراكم تفهمون بها كثيرا حين تظهرون ان الديكتاتور المعتدي له حق بالغاء حق شعب في تقرير مصيره وتضعون على المعتدى عليه الذي يدافع عن بلده اللوم انه لم ينصاع حفاظا على بلده التي واضحا سيبتلعها الديكتاتور لولم يقاومه ومثلها تقارن المعتدى عليه بصدام مثلابينما هو نفس بوتين كلاهما معتدي وهنا يضيع اي منطق
33
|
2 - ألخلاف في وجهات ألنظر لا يفسد للود قضية
|
العدد: 880983
|
|
ثائر ابو رغيف
|
2025 / 3 / 1 - 12:02
|
|
عزيزي لبيب اولا أشكرك على مرورك ألكريم وإهتمامكبهذا ألموضوع, أنا لم أقل أن بوتن ليس بدكتاتور ألشبه ألذي اجريته على زلنسكي وصدام هو ان كلاهما قد غرر بهما الاول من قبل ممالك ألنفط ألتي كانت تخشى تصدير ألثورة الإيرانية والاخر زيلنسكي غرر به ألغرب ليقوم بمعركتهم ليحجموا بوتن, زلنسكي رجل لاناقة ولاجمل له في دور السياسي سوى في مسلسله الكوميدي وسواء شئنا ام أبينا مايخطط له البيت الأبيض بخصوص أوكرانيا أو غزة سيتحول إلى صيرورة مازال ألخصيان يحكموننا. لك فائق مودتي
28
|
3 - وانا اتمنى على الاخ ثائر ان يكتب لنا عمااصاب روسيا
|
العدد: 881012
|
|
الدكتور صادق الكحلاوي
|
2025 / 3 / 2 - 00:26
|
|
في الثلاث سنوات من حربها العدوانية على جارتها اوكرانيا -وهل حصيلتها مشجعا تاكتيكيا وستراتيجيا الان وستراتيجيا لو استمرت -او لو استمرت مع -الدعم الميركي-في السنوات الاربع القادمات-اقول هذا لسببين الاول لان الغالبية العظمى من الكتاب الكرام يركزون فقط على خسائر وضعف اوكرانيا مقارنة بروسيا وثانيا اليس ما اصاب ويصيب روسيا وشعبها البائس واقتصادها المتخلف علامة واضحة للمصير التاريخي الذي يعمل من اجله كل من يعرف الوحشية الروسيه التي يمكن تشبيهها فقظ بالوحشية الاسلامية وما تمثله من خوف او تخويف لكل العالم المتقدم -تحياتي
24
|
4 - قراءة خاطئة للموضوع
|
العدد: 881015
|
|
ثائر ابو رغيف
|
2025 / 3 / 2 - 10:05
|
|
الأخ صادق ألكحلاوي مقالي يتناول ألوضع ألحالي وبعد المعاملة ألمزرية لزيلنسكي من قبل البيت الأبيض حيث تم طرده بكل معنى الكلمة ولاتنسى أن ادارة بايدن كانت اكبر المانحين لاوكرانيا اما في مفهوم الخسارة والربح اتفق معك ان روسيا خسرت الكثير من الموارد البشرية لكنها أحتلت أجزاء شاسعة في اوكرانيا يسكن معظمها اوكران من اصول روسية. ألمقال ليس مقارنة روسيا باوكرانيا وليس عن مقارنة الدكتاتور صدام بزلنسكي كدكتاتور المقارنة كانت بخصوص دفع ممالك الرمل لصدام في معركة مهلكة ضد ايران لتحجيمها وبنفس الطريقة دفع الناتو بزلنسكي لحرب روسيا لتحجيم بوتن بدل قيام الناتو بهذا العمل ولو قرأت أخبار أليوم ستعلم أن المملكة المتحدة منحت زلنسكي مبلغ يقارب 5 بليون دولار كقرض لشراء المزيد من الأسلحة الا يوضح ذلك لك من يدفع باوكرانيا نحو المهلكة. ارجو أن تقرأ المقال بدلا من الحكم عليه من العنوان. تحياتي
22
|
5 - الدكتور صادق الكحلاوي
|
العدد: 881017
|
|
ثائر ابو رغيف
|
2025 / 3 / 2 - 12:20
|
|
نزولاً عند رغبتك أخي ألكريم أنزلت مقالا بخصوص ماذكرته عما اصاب روسيا أرجو أن يلقى إستحسانك وهذا هو ألرابط: https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=859816
35
|
6 - هل ان الناتو دفع زيلينسكي لحرب روسيا
|
العدد: 881018
|
|
لبيب سلطان
|
2025 / 3 / 2 - 12:31
|
|
تحية مجددة لاستاذ ابو رغيف فقط وددت ان تزود القارئ بدليلك ان الناتو دفع زيلنسكي للحرب مع روسيا ؟ واما تعليقي فهي الا اكذوبة بوتينية مخابرااتية سخيفة لتغطية عدوانه على اوكرانيا والواقع يدحض هذه الاكذوبة بكاملها ..اول الامور ان اكبر دول الناتو كانت دهن وعسل مع بوتين تذهب ميركل ليأتي ماكرون لموسكو ومشروع الغاز نورث ستريم ومصانع رينو واستثمارات اكسون موبايل في سيبريا..لو كانت دول الناتو لها نية عدوانية وهجوم على روسيا لما تداخلت اقتصادياتها وتكاملت بسرعة مع روسيا...امر اخر يدحض هذه المقولة وحاء هذه المرة على لسان لافروف نفسه ابعد تقدم فنلندا لعضوية الناتو عام 2023 فاحاب على سؤال هل ستهاجموها كما اوكرانيا ..اجاب ان النزاع مع اوكرانيا ليس بسبب الناتو .سيدي لافروف يقول ذلك ..وانتم تصرون ..اليس امر غريب..ثم ان بوتين نفسه يعلن سياسته علنا انه سيرجع عظمة روسيا الامبلااطورية اي كما كانت بحدود 2017 او على الاقل بحدود 1991..وتتهمون زيلينسكي انه تم استخدامه من الناتو او من الغرب ..هل لدى اوكرانيا مطامع في روسيا وهل لها مصلحة ان تدخل في صراع معها ..وهل قامت بعمل ضد روسيا كدولة ..كلا
24
|
7 - مرحبا بالأخ لبيب مرة أخرى
|
العدد: 881019
|
|
ثائر ابو رغيف
|
2025 / 3 / 2 - 13:29
|
|
في قناة أي بي أس الإسترالية وتحت عنوان ما هي أهمية دور حلف الناتو في الأزمة الأوكرانية الراهنة؟
يقول روبرت برينكلي، سفير المملكة المتحدة السابق في أوكرانيا، إنه من مصلحة الناتو مساعدة أوكرانيا
-إنهم يتلقون الكثير من الدعم السياسي والاقتصادي بالإضافة إلى الدعم العسكري الدفاعي وذلك لأن أوكرانيا دولة ديمقراطية، وهي دولة ذات سيادة حرة تعرضت لهجوم مع سبق الإصرار وغير مبرر
26
|
|
هل ترغب
بالتعليق على الموضوع
؟
|