من يجرؤ على الهمس في إذن ترامب؟!

عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 27

نعم، من يجرؤ، ويقول بلسان عربي مبين يترجم إلى الإنجليزية باللكنة الأميركية، أن تهجير الشعب الفلسطيني أو أعداد من أبنائه إلى الأردن ومصر هو إعلان حرب على هاتين الدولتين العربيتين، ناهيك به إنتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب العربي الفلسطيني. وأهم هذه الحقوق، إقامة دولته الحرة المستقلة في أرض آبائه وأجداده، وعاصمتها القدس. ما حصل في غزة، خلال خمسة عشر شهرًا انقضت، ينهض دليلًا ساطعًا على تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه وجاهزيته لتقديم الغالي والنفيس لتحرير أرضه ونيل حقوقه. فقد بلغ التوحش الصهيوني ذروته، خلال هذه المدة، بأحدث ما في ترسانات بلادكم من أسلحة. وكان هدف إسرائيل الإستراتيجي غير المعلن تهجير أهل غزة إلى سيناء، لكنها أخفقت في تحقيقه بالقدر الذي آلت إليه بقية أهداف العدوان من حبوط وخسران. أما إرغام شعب على ترك أرض آبائه وأجداده، منذ آلاف السنين، لشذاذ آفاق جرى تجميعهم من أصقاع الأرض كلها في بدايات القرن الفارط وارسالهم الى فلسطين، فهذا ما لا تجيزه القوانين المتوافق بشأنها عبر العصور، ومن ضمنها القوانين الأميركية ذاتها. ولا ريب أن فعلًا كهذا، إن قُيِّضَ له أن ينفذ ولو بشكل جزئي سيراكم المزيد من الجمر تحت الرماد.
السيد الرئيس، إذا ولا بد من الترحيل، فالحقيق به شذاذ الآفاق الذين لا حق لهم في فلسطين، وما أكثر الأدلة الفاقعة المؤكِّدة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر، أن معظم هؤلاء لديه جنسية ثانية، لأنهم على ثقة تامة بأن فلسطين ليست لهم ولن تكون.
السيد الرئيس، يعلمنا التاريخ وهو خير معلم، أن احتلالًا واحدًا في التاريخ لم يُصب نُجحًا إلا في حالة واحدة، يسميها أهل الضلاعة والاختصاص فصل الجغرافيا عن التاريخ. الجغرافيا بمعنى الأرض، والتاريخ بمعنى الإنسان. بيان ذلك، أن الاحتلال الأجنبي الدخيل يستحيل استتباب الأمور في صالحه ما لم يتخلص من صاحب الأرض، كما فعل أجدادكم البيض مع الهنود الحمر، أهل أميركا الحقيقيين. في هذا الجانب، المشروع الصهيوني أخفق، وعوامل إخفاقه تتعاظم كل يوم. فعدا عن تمسك الشعب العربي الفلسطيني بأرض آبائه وأجداده، فإن أعداد نفوسه في فلسطين التاريخية أكثر من اليهود المستجلبين كما تعلمون من مشارق الأرض ومغاربها. وعليه، لن تنعم منطقتنا بالأمن والأمان والاستقرار ما دام العدوان الإسرائيلي قائمًا ضد الشعب العربي الفلسطيني ومصحوبًا بالتنكر لأبسط حقوقه المشروعة.
السيد الرئيس، الشعب الفلسطيني لن يرضى بديلًا عن أرض آبائه وأجداده وطنًا، والحق إلى جانبه وهو في الجانب الصحيح من التاريخ، وأي محاولة تتنكب لهذه الحقيقة مآلها الإخفاق.
في السياق ذاته أيضًا، لقد أخطأ من قدم لكم من مستشاريكم أو غيرهم إحاطة من أي نوع كان بأن شعبي مصر والأردن سيقبلان تهجير الشعب الفلسطيني الشقيق، أو سيتنازلان عن سنتيمتر واحد من وطنيهما لهدف مرفوض وغير مشروع لأنه في مبتدئه وفي خبره يصب في صالح الباطل.
أخيرًا، وكي لا نطيل عليكم آخذين بنظر الاعتبار مشاغلكم الكثيرة ومهامكم الكبيرة، نحيطكم علمًا فقط بأن الطفل الصغير في عالمنا العربي بات يعي أن إسرائيل ما كان لها أن تواصل عدواناتها المتكررة ضد العرب، وتستمر في احتلال أراضيهم وتعربد في سماواتهم من دون دعم بلادكم المفتوح.
نحن على ثقة يا سيادة الرئيس أن مؤسساتكم المعنية تعرف الحقيقة، وتدرك جيدًا من هو صاحب الحق في فلسطين ومن هو الدخيل المعتدي. وتعلم علم اليقين من هو الدخيل الطارئ على تاريخ منطقتنا وجغرافيتها. وعليه، فإن السؤال الحائر الباحث عن إجابة منذ عقود، هو متى تتوقف أميركا عن دعم الباطل والإنحياز الأعمى إلى المعتدي؟!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي