![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 26
أبدعت كتائب القسام في رسم لوحة حضارية، تكفلت وسائل الإعلام الحديث بنقل تفاصيلها إلى أرجاء المعمورة كافة. أخيرًا، أدرك العالم الحقيقة كما هي على أرض الواقع، جاءته هذه المرة من انتاج أبطالها الفعليين من دون تزوير وتزييف وفلترة صهيونية.
ظهرت أسيرات الكيان في أبهى صورة، لم تفارق الابتسامات وجوههن. تحدثن للعالم بلغة الضاد مع لكنة لا بد منها، بدت لافتة جاذبة على ألسنتهن عمَّا تلقينه من معاملة راقية. لم يخفين مشاعرهن، فقد شكرن مقاتلي القسام بالإسم، وكيف كانوا يحموهن ويحافظون على حياتهن من قصف جيش كيانهن الهمجي المتوحش.
بعد وصولهن فلسطين المحتلة 1948 أدلين بتصريحات هي شهادة حق للمقاومة وشعبها، لم تلبت أن انتشرت على صفحات وسائل الإعلام الالكتروني أسرع من النار في الهشيم. أخبرن الدنيا كلها، أنهن توقعن أشياءً فوجدن من الرقي والمعاملة الحسنة ما لم يخطر على بال أيٍّ منهن. بشهادتهن قولًا واحدًا، الشئ الوحيد الذي كان يخيفهن هو القصف الهمجي لجيش كيانهن بالسلاح الأميركي. عدا ذلك، لم يشعرن أنهن أسيرات، بل مَلِكَات. "المرأة عندهم ملِكَة..." هكذا قالت أكثر من أسيرة بلسان واحد، داخل الكيان الشاذ اللقيط، وقبل العودة إلى أهاليهن. وُدِّعت الأسيرات بحفاوة، وتلقَّين هدايا من أبطال المقاومة، هي خارطة فلسطين. وشاهدهن العالم وهن يلوحن بأيديهن لرجال المقاومة مودعات شاكرات ممتنات.
في المقابل، تحدث اثنان من الأسرى الفلسطينيين المحررين، هما محمد قاسم عارضة من جنين ومحمد الرجبي من الخليل عن فظائع داخل السجون الصهيونية لا يتصورها عقل بشر في القرن الحادي والعشرين. تجويع. إهانات. شتائم. إذلال. تعذيب تعجز اللغة عن تصوير وحشية أساليبه. أمراض جلدية. عناية طبية شبه معدومة. بإيجاز، ما يحدث في سجون الكيان الشاذ اللقيط لا يمكن أن يقارفه بشرٌ أسوياء، ويستحيل أن تقبل حدوثه في سجونها دولة بمعايير العصر، بل هو سلوك عصابات من القَتَلة وقطَّاع الطرق والمجرمين. وزاد الكيان على ذلك ليؤكد أنه بالفعل كيان عصابات قتلة وشذاذ آفاق، منع أهالي الأسرى من الاحتفال بخروجهم إلى فضاءات الحرية. فرح أهل الأرض يستفز الكيان، لأنه يُشعِره بما يخشاه ويهجس به دائمًا، وهو الزوال القادم لا محالة عاجلًا أم آجلًا.
غاب مجرم الحرب المُلاحق قانونيا النتن بن نون عن المشهد، ولم يظهر أيٌّ من أعضاء العصابة الفاشية الحاكمة في تل الربيع المحتلة. في الجانب الآخر من الصورة، حضر أبطال المقاومة على رِفعة في مستوى التنظيم المُحمَّل برسائل ذات عناوين عدة، أبلغها: لن تكسروا إرادة شعبنا، ومصير احتلالكم مزبلة التاريخ.
كان لافتًا ظهور أبطال المقاومة ببنادق حديثة، تُصنَّف من الأسلحة المعيارية لوحدات النخبة في جيش النازية الصهيونية. الرسالة هنا واضحة، ولا نرى أنها تحتاج لمزيد بيان.
مقول القول، الكيان الشاذ اللقيط خسر معركة الصورة، بالإضافة إلى إخفاقاته في تحقيق أيٍّ من أهدافه عدوانه الجنوني الهمجي ضد غزة ولبنان. الكيان يقف عاريًا أمام العالم أجمع بوجهه البشع، وحقيقته البغيضة، وسلوكه الهمجي. كيان على هذه الشاكلة، غير مؤهل قطعًا للبقاء. ونرجح أن زارعيه في فلسطين، ومتعهديه بالدعم المفتوح، بدأوا يعاينونه من زوايا وحسابات مختلفة.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |