![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 19
الخرافة في تعريفها العلمي، أفكار وممارسات وعادات لا تستند إلى أي تبرير عقلي ولا تخضع لأي مفهوم علمي، على صعيدي النظرية والتطبيق. وعليه، فالعقلية الخرافية هي تلك التي تسيطر على الفرد والجماعة بحيث يكون للخرافة دورها البارز في تفسيرهم للأحداث وتعليلها، وفي نقل المعلومات وتمثيلها.
رحالة انجليزي اسمه "لين"، كان قد زار مصر في النصف الأول من القرن التاسع عشر وأقام فيها فترة، ولم يلبث أن ألف كتاباً بعنوان:"أخلاق وعادات المصريين الحديثين"، قال فيه:"العرب ميالون جداً للخرافة، وهم في مصر أكثر ميلاً إليها من غيرها من البلدان".
وفي كتاب أحمد أمين "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية"، الصفحة 117 نقرأ:" عقب تولي محمد علي عرف الكثير من الأتراك اعتقاد المصريين في الجن، فكانوا يلبسون بالليل ثياباً سوداء أو بيضاء، ثم يخرجون زاعمين أنهم جن، فيخاف المصريون ويهربون، فيغتنم الأتراك هذه المسألة ويفعلون ما يريدون".
وفي القرن 21، سمع كاتب هذه السطور بأذنه ملتحياً متكرشاً ومفعماً شحماً وخرافات، ذات مساءٍ ليس بعيداً بالصدفة، يكلم امرأة على إحدى الشاشات، قائلاً:" عندما يظهر الجن لك دعيه يكلمني علّنا نتفاهم على حل". الجن وكذلك العفاريت والشياطين، كائنات غير مرئية ولا يمكن إخضاعها لنظر العلم وتجاربه أو تبريرها كحقيقة ملموسة بمنطق العقل. وبالتالي، فإن امتلاء رؤوس البني آدميين بخيالات عن الجن والعفاريت والشياطين، والتصديق بأنها مصدر الشرور، ينسحب عليه تعريف الخرافة المومأ اليه فوق. وليس بعيداً عن تعريف العقلية الخرافية، ارتباط الإنسان العربي الذهني والنفسي والفكري بأسلافه الذين انتقلوا إلى العالم الآخر قبل مئات السنين. ولا أظننا بحاجة إلى أدلة لإثبات ذلك، فهي متكثرة وفاقعة كما الشمس في رابعة نهار تموزي في صحراء بني يعرب.
ونختم باستحضار حقيقة أن المشعوذين والكهنة ورجال الدين على مر العصور، أكثر الناس ترويجاً لسطوة الكائنات غير المرئية في العالم السفلي، من أشباح وشياطين وعفاريت وجن. ومن يقرأ الأساطير السومرية والبابلية، قبل التاريخ بعشرات القرون، لن يجد صعوبة في تحديد أصل هذه كلها.
وأنتم صديقاتي وأصدقائي والقراء الأعزاء من المتابعين، هل تعتقدون أن الكائنات غير المرئية حقيقة أم خرافات؟! وما رأيكم بما يتردد من قبل أُناس تعرفونهم أكثر مني، أن هناك في عالم الجن كفراً وإيماناً، وأن الجن يتزاوجون مع البشر وبعض هؤلاء الأخيرين يتزوجون من الجن في السر أحياناً؟!!!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |