سلبطة أميركية

عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 13

السلبطة لغة، تعني فرض أمر ما بالقوة. ويمكن تفسيرها بالسطو على أملاك الآخرين بالقوة. وهذا السلوك، يمارسه ثاني رئيس أميركي يعود إلى البيت الأبيض بعد انقطاع، أي دونالد ترامب.
على رؤوس الأشهاد، وبنبرة تبدو وكأن الموضوع يندرج في سياقات طبائع الأمور بالمنظور الأميركي، يدعو ترامب إلى ضم جزيرة غرينلاند الدنماركية الغنية جدا بالثروات الطبيعية إلى أميركا، بدعوى أهميتها الاستراتيجية للأمن الأميركي. ويدعو أيضًا إلى سيطرة أميركا على قناة بنما، بل و"دمج" كندا مع أميركا.
بهذا التوجه المعلن، يقدم ترامب نفسه ممثلًا حقيقيًّا للعقلية الأميركية بأهم محدداتها، ونعني تمجيد القوة واحترام الأقوياء، ثم إباحة التوسع على حساب الجيران وفي أراضي الآخرين.
ربما لا يعرف كثيرون أن ولايات أميركية بكاملها ليست في الأصل أميركية، وإنما تسلبطت عليها أميركا بالقوة وضمتها. ومن هذه الولايات، نيفادا، وكاليفورنيا، ويوتا، وأريزونا، ونيومكسيكو، ولويزيانا، وتكساس. هذه الولايات في الأصل أراضٍ مكسيكية، عدا لويزيانا. ففي العام 1845، توسعت أميركا على حساب المكسيك وتسلبطت على ما يُعرف اليوم بولاية تكساس وضمتها. وبين العامين 1846 و 1848 تسلبطت أميركا على المكسيك أيضًا في حرب عدوانية وضمت باقي الولايات الخمس المذكورة. أما ولاية لويزيانا، ففرنسية أصلًا، اشترتها أميركا بالمال.
هذه هي العقلية الأميركية الحقيقية التي يعول عليها بعض النظام الرسمي العربي المتهالك لإجبار الكيان اللقيط على الانسحاب من أراضٍ احتلها بالقوة، وإقامة سلام عادل وشامل في المنطقة. بالعكس، أميركا تحترم من يحتل اراضي غيره بالقوة ويتوسع على حسابهم، فكيف عندما يكون اسرائيلها؟!!!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي