![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 8
تذكروا كلامي هذا، بناء على قراءة مجريات الأحداث واحتمالاتها بعد عودة ترامب للبيت الأبيض خاصة، بل وأكاد أقول سجلوه عليّ. هذا العام، 2025، قد يشهد حدوث "شيء ما" بين الأردن والكيان الصهيوني. لا نستبعد أن يكون هذا الشيء ما احتكاكًا عسكريًّا كإختبار قوة، أو تحريك خلايا نائمة للعبث بالأمن الداخلي. العدو يرى أن خللًا استراتيجيًّا طرأ على موازين القوى في المنطقة لصالحه، وعليه أن يستغله لتحقيق الوهم التوراتي المعروف بإسم "اسرائيل الكبرى". لم يعد العدو يخفي أهدافه، بل يجاهر بها ويعلنها بكل صلف ووقاحة. وكان آخرها إعلان حسابات تابعة للخارجية الصهيونية عن خارطة الوهم المسمى "اسرائيل الكبرى"، وتشمل فلسطين كلها وأجزاء من الأردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية.
ونحن نرجح أن هدف الكيان اللقيط الرئيس في هذه المرحلة، هو ضم فلسطين المحتلة سنة 1967(الضفة). وكل ما يثيره من غبار ومحاولات لخلط الأوراق، إنما يتغيَّا تحقيق هذا الهدف، لكن الأردن بالذات في مُجمل الأحوال مستهدف. من اليوم وصاعدًا، لن يدع العدو مجالًا للإنبطاح ودفن الرؤوس في الرمال. أمامنا في الأردن خياران: إما أن ندفنه وخرافاته في الأردن، أو الاستسلام. والتاريخ لن يرحم من يتنازل عن سنتيمتر واحد من أرضه. على كلٍّ، ما يحصل نتائج ترتبت على مقدمات كانت بدايتها هزيمة النظام الرسمي العربي سنة 1948، وزرع الكيان في فلسطين. وتوالت هزائم النظام الرسمي العربي وإخفاقاته على الصُّعُدِ كلها، إلى أن توجت بإنهياره وهرولته بالعصا والجزرة الأميركيتين إلى مسرحية مدريد للسلام المزعوم سنة 1991.
عندما دبَّ أحرار الأردن والعرب الصوت محذرين منذرين: مسرحية مدريد فخ يُراد منه منح العدو فرصة لتهويد فلسطين المحتلة سنة 1967 وزرعها بالمستوطنات تمهيدًا لضمها لاحقاً، كان يُرد عليهم بالعدمية وعدم فهم التحولات الدولية. وها هي الأيام أثبتت من هم قصيرو النظر، الذين بمسيس الحاجة إلى دروس في ألف باء الصراع مع عدو كالذي نواجه.
وبعد انطلاق مسرحية مدريد، دأب الواعون المخلصون على قرع أجراس الخطر، مُذكِّرين بالقاعدة التاريخية الناظمة للصراعات عبر التاريخ، ومفادها:" لن تحصل على طاولة المفاوضات أبعد من مرمى مدفعيتك على الأرض"، فكيف عندما تفاوض من دون مدفعية أصلًا؟! ومع من؟! مع عدو مجرد من القيم، يعاني من عقد نقص متراكمة عبر التاريخ، ومدجج بأحقاد التوراة. كانت هذه التحذيرات تُقابل بالإزدراء والتساؤلات الاستنكارية، في زمن التهافت على العدو من دون ضوابط وبلا "بريكات". وقد تأكد أن هدف المتهافتين، كان حماية كراسي الحكم والإمتيازات !
على كل، نحن أمام حقائق مرة دهمتنا ولا مجال لدفن الرؤوس في الرمال، كما قلنا. دبابات العدو على مشارف دمشق. وخارطة "اسرائيل الكبرى" لا تعبر عن موقف مجموعة من المتطرفين أو جهة ما في خارجية العدو، بل تمثل موقف الكيان كله، وعلى رأسه مجرم الحرب النتن. وقد عبر عن موقفه العدواني تجاه الأردن، في كتابه "مكان بين الأمم".
لا خيار سوى الاستعداد، والعدو لا يقيم وزنًا للشجب والاستنكار حتى لو كانا بأشد العبارات.
ولكن لا ندري كيف سنقاوم الخطر الصهيوني الداهم، وفي بلدنا 14 قاعدة عسكرية أميركية وقواعد بريطانية وألمانية وفرنسية؟!!!
وماذا عن اتفاقية وادي عربة، التي خرقها العدو مليون مرة آخرها إعلان خارطة "اسرائيل الكبرى" شاملة الأردن؟!!!
وليس يفوتنا التذكير أيضًا باتفاقيات الماء والغاز، فكيف نقاوم العدو وماؤنا من عنده وغازنا أيضًا؟!!!
نحن على قناعة تامة أن اسرائيل ليست خارقة، ولن تكون، وهزيمتها ممكنة، بل وممكنة جدا. لكن قوة اسرائيل من ضعفنا، شعوبًا وأنظمة. والأهم، أن للمقاومة الرادعة والمؤلمة للعدو شروطًا، لا بد من الأخذ بها وطرحها بمنتهى الصراحة والوضوح.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |