![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2025 / 1 / 3
أشعر بالقهر، وأتميز غيظًا كلما تداولت الفضائيات خبرًا عن توسع دبابات العدو داخل الأراضي السورية، وقصف طيرانه مواقع هناك. ويتملكني شعور بأن دبابات العدو قد تدخل شمال بلادنا في أية لحظة، فالتاريخ يعلمنا أن أحدًا لم يوقف الحرب وهو منتصر. فكيف عندما يكون هذا ال"أحد" كيان مجرد من القيم، زرعه الأنجلوساكسون في فلسطين ليواصل عدوانه بأسلحتهم ضدنا ويتوسع في أراضينا. أما الهدف الاستراتيجي للزارعين والمزروع، فهو حراسة ضعفنا وضمان ديمومة أسباب تخلفنا لأطول أمد ممكن، من أجل إحكام سيطرتهم على منطقتنا ونهب ثرواتها. لنعترف بالحقيقة المرة، العدو خرج من المواجهة الأخيرة يده العليا. المقاومة في غزة قاتلت برجولة قلَّ نظيرها، وكان رجالها وما يزالون عند حسن ظن أحرار العرب بهم. ولكن ليس من العدل ولا الإنصاف أن يُطلب منهم أكثر مما فعلوا ويفعلون، في ظروف قاسية فوق طاقة البشر على الاحتمال يعانيها أهلنا في غزة. المقاومة اللبنانية ممثلة بحزب الله، واجه رجالها العدو ببسالة، فأنزلوا به خسائر مؤلمة، ومنعوه من التقدم في جنوب لبنان، والاستقرار في أي بقعة أرض دخلها. لكن العدو أخذ حزب الله بالإختراق الأمني، ووجه لقيادته ضربات قاسية كما بات معلومًا. واضطر الحزب إلى وقف إطلاق النار لأسباب تتعلق أيضًا بتعمد العدو إلحاق دمار هائل بالبنى التحتية في الجنوب، وتحت ضغط الدولة اللبنانية. الأشقاء في اليمن ما يزالون على العهد في إسناد المقاومة مُتحدِّين العدو الحاقد وزارعيه في فلسطين، الذين أخذوا في الآونة الأخيرة يعتدون على المنشآت اليمنية نيابة عن كيانهم اللقيط. لكن اليمن العزيز الشقيق بعيد عن فلسطين، ويظل تأثيره محدودًا وخاصة في ظل وضع رسمي عربي يغيظ الصديق ويسر العدو.
أما سوريا، فقد غدت بلا جيش. حكمها 62 سنة نظام بإسم القومية العربية وتحرير فلسطين، وكان من أولى أولوياته أن يبني جيشًا وطنيًا هدفه الرئيس حماية سوريا الدولة، وأن يوفر له امكانات ردع العدو. ولكن يبدو أن النظام بنى جيشًا لحمايته، بدليل اختفائه فور سقوط النظام.
الخطر يقترب منا نحن في الأردن، فماذا نحن فاعلون؟
اذا كان بيننا من يراهن على اتفاقية وادي عربة، فأؤكد له أنه مخطئ، كي لا أقول شيئًا آخر. وليس مستبعدًا أن يكون البعض منا ينام في عسل وعود أميركية، وربما بريطانية وصهيونية. هؤلاء بالذات مدعوون إلى إزالة نظارات الأوهام عن عيونهم، والعودة إلى وثائق وعود الغرب الاستعماري لحكام عرب خلال السنوات المئة الأخيرة، للإعتبار من مآلاتها !
ماذا تنتظر الحكومة في ديرتنا الأردنية، وعَلامَ يراهن السيستم؟!
الأردنيون يثقون بالمؤسسة العسكرية، وفي ظل تزايد الخطر على بلدنا فلا خيار سوى المباشرة بفتح مراكز تدريب على استخدام السلاح بمختلف أنواعه للشباب والشابات وكل من يرغب.
إذا تجرأ العدو الأحمق على دخول أي أرض أردنية فيجب تدفيعه ثمنًا غاليًا، وإذا تمادى فلتكن نهايته في الأردن. ولنحدد من الآن أماكن لدفن جيف جنوده وضباطه، ولتكن في مساحات خالية في منطقتي البترا ووادي موسى بالذات. لن نقبل أن يقتلنا العدو بالجملة، ويحرق أطفالنا ونساءنا بطائرات أميركا وصواريخها. الموت أحسن مئة مرة من أن يحصل لنا ذلك، ونراه بالعين لا قدر الله. فكل من يستشهد منا، يُفترض أن يأخذ معه على الأقل ثلاثة أو أربعة من المعتدين. هذا يتطلب الحيطة والحذر والإستعداد، وأهم الأفعال وأولها في هذا الاتجاه فتح مراكز التدريب على السلاح.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |