|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2024 / 12 / 14
كان ثقيل الوطء على العقل والنفس مشهد دبابات العدو، وهي تتقدم في المنطقة العازلة في الجولان المحتل وتسيطر على جبل الشيخ من دون أن تُطلق عليها رصاصة واحدة، وقد أصبحت على بعد 20 كيلومترًا من دمشق.
الأكثر إيلامًا، كانت استباحة طيران العدو لسوريا، وتدمير أسلحتها وموانئها ومراكز الأبحاث العلمية فيها.
بطبيعي الأمر، أول ما يفرض نفسه هنا سؤال: أين الجيش الذي تتقدم صفة العربي في تسميته على كلمة السوري.
وأخيرًا، بدأت الحقائق تتكشف، وهي مُرَّة بقدر ما هي مخجلة ومخزية.
السياسي السوري اليساري المعروف، قدري جميل، رئيس جبهة التغيير والتحرير يُحمِّل المسؤولية للنظام السابق ورئيسه، وذلك في حديث لقناة "روسيا اليوم". الحديث موجود في صفحتي لمن يرغب بالإستماع إليه. نترفع عن إيراد الشتائم التي كالها لبشار الأسد، لكنه تساءل محقًّا: لماذا هرب بهذه الطريقة المخجلة، وكان عليه على الأقل أن ينقل السلطة لنائبه، كما ينص الدستور، ليحافظ على مؤسسات الدولة ومنها الجيش للدفاع عن سوريا؟!
أما عمر قناة، نائب قائد اللواء المسؤول عن مطار دمشق، فيتحدث بالصوت والصورة عن هروب وزير الدفاع وقائد القوات الجوية ورئيس الاستخبارات. ذكر الرجل تفاصيل تعيب كل نظام عربي، وبشكل خاص على صعيد تعرية طبيعة النخب التي تحكم العرب. تلقى أوامر بتجهيز أسطول سوريا من الطائرات المدنية كلها، لتنتقل بأسرع وقت إلى اللاذقية، لكنه ماطل في تنفيذ الأوامر، كما يقول. اتصلوا به مرة ومرات وأمروه بأن يطلق النار على كل من يخالف الأوامر، لكنه ظل يماطل ويتحجج بأن الطيارين هربوا، حتى وصلت التنظيمات المسلحة إلى المطار.
أما بشار الأسد، فيؤكد عمر قناة أنه لم يهرب عن طريق مطار دمشق ولا بطائرة سورية. بخصوص هروبه، تُتَداول حتى اللحظة روايتان. الأولى، أنه لم يعد من موسكو بعد الزيارة الأخيرة إليها قبل انهيار النظام بأيام، بل بقي هناك. الثانية، هرب إلى موسكو بترتيب أخفاه عن أقرب مقربيه، تخيلوا !!!.
ويُتداول أنه في سبيل التمويه، طلب إلى بثينة شعبان أن تعد له خطابًا، وعندما حضرت إلى "قصر الشعب" لم تجد أحدًا.
بالطبع، أي قوات مسلحة في العالم عندما تختفي قيادتها "العليا" والتي تليها فجأة، يذهب كل من الضباط والجنود إلى منزله.
لاحظوا أن الحاكم العربي لا يثق بشعبه، ولا بأي عربي حتى أقرب المقربين إليه. هذا هو النظام الذي تاجر بالمقاومة والممانعة على مدار ستة عقود. وفي رمشة عين، دار ظهره لسوريا وطعن المقاومة في فلسطين ولبنان بظهرها.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |