![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
خالد محمد جوشن
2024 / 12 / 14
وقع فى يدى عرضا خطاب وارد من هيئة حكومية تنبه فيه على المرسل اليه انه قد حددت له فيه جلسة بيع ، وهذا الامر يعقبه فورا صدور حكم بالحبس من المحكمة ، حيث يتم اعتبار ان البائع قد بدد المنقولات وهو امر تجيزه الاجراءات القانونية حفاظا على اموال الدولة .
سلمنى الخطاب شخصا ما، لانه توسم اننى بعلاقتى المتعددة فى مدينتنا ربما اعرف الشخص الذى يتناوله الخطاب .
بالفعل دققت فى الاسم جدا واكتشفت انى اعرفه بالفعل واخذت منه الخطاب لتوصيله لصاحبه .
فكرت قليلا فى صاحب الخطاب الذى اعرفه ، واعرف انه شخص انانى للغاية و لاتحركه سوى مصالحه الخاصه ورغم تشدقه بالقيم والمبادىء الا انه لايعرفها على الاطلاق .
ياه لقد باعدت بيننا الايام وصرنا لانلتقى الا نادر ، االتقى به مره اخرى وحيث انى من اصحاب الذاكرة القصيرة فقد نسيت افعاله الدنيئة معى ، ورأيت ان اسلمه الخطاب فانا لا استفيد شيئا من اضراره وليست هذه من شيمى كما اعتقد
وهكذا صنعت معروفا اعتقدت اننى كنت اهلا له ، ودارت الايام ولكن ليس طويلا، فلم تنقضى اشهر على واقعة الخطاب ، حتى تلاقينا فى امر ما لنا فيه مصلحة مشتركه وهو من اشار لى باستعداده للتعاون معى فى سبيل انجازها وفائدتنا معا .
نشطت ذاكرة النسيان وفعلت فعلها معى واعتقدت اننى سوف اجنى خيرا بالتعاون معه ، وبدأت فى اتخاذ الاجراءات الضرورية لانجاز المهمة التى تلاقينا عليها ، ولكن على رأى المثل يامستنى السمنه من طيز النمله عمرك ما هتقلى .
انقلب الوغد على عقبيه ولحس وعده وشن حربا ششعواء لامبرر لها لافساد الصفقه لصالح اخرين وعدوه باكثر ، وبدلا من الانسحاب بهدوء والتراجع فى صمت مثل اى شخص متحضر ، لاك بلسانه القذر اسمى وتقول على اشياء هو يعلم يقينا كذبها واثبت لى انه من الخطأ على الانسان ان يعمل معروفا فى غير اهله .
وللمرة ربما الثانية او الثالثه فى حياتى فقد اضطرنى لمحادثته ونعته بانه سافل لتصرفه القذر وغير المبرر ولم انتظر منه ردا ، واغلقت الهاتف فى وجهه . وشعرت براحة عميقة تغمرنى.
ان من الخطأ على الانسان ان يعتقد فى امكانية ان تتحسن اخلاق الناس او تتغير الى الافضل ، بمضى الوقت او بالتدين او التقدم فى العمر ، ان اخلاق الناس هى بصمة وراثية لصيقة بهم حتى الممات حسنا او قبحا ولا تتغير .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |