عودة المجد

خالد خليل
2024 / 12 / 13

يا عائدًا والنصر في كفّيهِ قد

خضّبته أضواءُ فجرٍ أزهرِ

يا منْ تفجّرَ في ملامحِ وجههِ

سرُّ الخلودِ ووهجُ مجدٍ أطهرِ

لمْ تنحن يومًا، فكنتَ مشعشعًا

مثلَ السيوفِ على العدى في المحشرِ

حرًّا، ومهما أثقلتْك عواصفٌ

وقفتَ كالطودِ المنيعِ الأيسرِ

عودًا به الأرضُ انتشتْ وتوشّحتْ

بالنورِ، بالبشرى، وبهجةِ مصدرِ

رفعتْ جبينَ الشمسِ عالٍ نخوةً

وأقمتَ للحقِّ البناءَ الأطهرِ

يا قائدَ الجيلِ الذي حملَ الرؤى

فأضاءَ دربَ المستحيلِ المجهَرِ

جمّعتَ منْ أشتاتِها أممًا بدتْ

خيطًا من الأحلامِ يشكو المُنكرِ

يا منْ أفاقتْ في حروفِكَ صيحةٌ

تُحيي القلوبَ، وتُشعلُ المستبشرِ

أنتَ البلادُ إذا استغاثتْ أرضُها،

وأنتَ راياتُ العُلى في المنبرِ

صنعتَ للوطنِ الكبيرِ كرامةً

ترفّ في أفقِ السماءِ الأنضرِ

ورفعتَ مجداً من رمادِ حضارةٍ

حتى أضاءَ شعاعها كالجوهرِ

وفي القلوبِ، زرعتَ غرسَ محبةٍ،

فسقاكَ كلُّ مخلصٍ ومطهرِ

وبنيتَ حلمَ العربِ وحدةَ أمّةٍ،

تسمو كأفلاكِ النجومِ الزهرِ

يا شامخًا بينَ الملاحمِ قائدًا،

يحيا بهِ صوتُ الضميرِ الأعصرِ

يا حُلمَ أمجادِ الزمانِ وروحَها،

سِرْ في الطريقِ مجدّدًا، لا تعذرِ

يا نبض هذا الشعبِ، أنتَ ملاذُهُ،

وحياتهُ، وبيانهُ، والمصدرِ

فاسلَمْ لأمّة عزّها متجلٍّ،

فيك الضياءُ وفيك حلمُ المشتري!

أيُّ الجموعِ تفورُ مثلَ الأبحرِ

وتُضيءُ بينَ هتافِ حرٍّ مُكْبرِ؟

أيُّ الصيحاتِ اعتلتْ أعراسها

لتُشعلَ التاريخَ في ليلٍ مُغررِ؟

أيُّ الطبولِ تُعيدُ مجدًا غابرًا

فتدقُّ في القلبِ الرجاءَ المُنتظَرِ؟

أيُّ البشائرِ تنثني كزهورِها

في حضرةِ الفتحِ الكريمِ الأطهرِ؟

عادَ القريبُ إلى الديارِ كأنّهُ

نجمٌ أضاءَ على السماءِ الأنورِ

ألقى على الدنيا عبيرَ شموخهِ

وسقى قلوبَ العاشقينَ بمعصرِ

يا منْ حملتَ على الجبينِ كرامةً،

ومضيتَ تبني في الظلامِ المُقفرِ

شمسًا، على أفقِ الحياةِ تناثرتْ،

فأضاءتِ الدنيا كروضٍ أخضرِ

أنتَ الذي هزَّ الفلولَ بعزمِهِ،

وأعادَ للتاريخِ مجدَ الأعصرِ

أنتَ الشعاعُ إذا التقتْ أحلامُنا،

وأقامَ فينا وحدةَ المتحرّرِ

أيُّ البلادِ تطاولتْ في حلمِها،

لتُصافحَ الفجرَ الجديدَ بأنضرِ؟

أيُّ الحدودِ تلاشتْ أضواءُها،

لتكونَ صوتَ الحقِّ عبرَ المنبرِ؟

يا قائدَ الأجيالِ، سرْ بأمانةٍ،

وامضِ بشعبِكَ نحوَ كلِّ مفخرِ

واجعلْ مآربَ في السماءِ معانقًا،

حلمَ الزمانِ وحكمةَ المتدبّرِ

سِرْ يا عظيمًا حيثُ راياتُ العُلى،

ترفُو مجدَ الأمةِ المستبشرِ

لا تلتفتْ إلا لظلِّ رسالةٍ،

فيها الحياةُ وعزَّةُ المتقدّمِ

نحنُ الذينَ إذا دعاكَ نداؤُنا،

ألقوا إليكَ الروحَ دونَ تكسّرِ

فافتحْ لنا بابَ الفضاءِ وكنْ لنا،

طودَ البقاءِ ورايةَ المتحرّرِ!

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي