![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدو اللهبي
2024 / 12 / 13
يمثل الإسلام السياسي إحدى أبرز القضايا الجدلية في العالم العربي، حيث يرتبط هذا التيار بتوظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية. ورغم أن له جذورًا تاريخية وثقافية عميقة، إلا أن تطور الإسلام السياسي في العصر الحديث أدى إلى بروز مخاطر حقيقية، لا سيما على صعيد انتهاكات حقوق الإنسان.
والأمثلة على ذلك كثيرة في عالمنا العربي والاسلامي فالسودان فرض قوانين الشريعة في عهد عمر البشير أدى إلى قمع المعارضين، والتمييز ضد المرأة، وإبادة جماعية في دارفور.
وإيران: استخدامها الدين لقمع المعارضة وإعدام المعارضين، واضطهاد الأقليات مثل البهائيين، وفرض قيود صارمة على النساء.
وكذلك طالبان منع النساء من التعليم والعمل، وتنفيذ إعدامات باسم الدين.
داعش: الإعدامات الجماعية، سبي النساء، وتدمير التراث الثقافي.
الإخوان المسلمين في مصر يعملون على تصاعد الطائفية، تقييد الإعلام، وقمع المعارضين.
الجزائر (العشرية السوداء): صراع دموي مع الجماعات الإسلامية المسلحة أودى بحياة 200 ألف شخص.
هذه الأمثلة توضح كيف يؤدي الإسلام السياسي إلى قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان باستخدام الدين كأداة سياسية.
فجماعات الإسلام السياسي غالبًا ما تسعى إلى فرض تفسيرها الخاص للشريعة الإسلامية على المجتمعات، ما يؤدي إلى تقييد حرية التعبير، والصحافة، والفن، وحتى حرية المعتقد. في العديد من الدول التي سيطرت فيها هذه الجماعات على السلطة، شهدت هذه المجتمعات تضييقًا على الصحفيين والمثقفين والنساء والمعارضين السياسيين.
إن أحد أكبر الانتقادات الموجهة للإسلام السياسي هو تهميش دور المرأة في المجتمع، حيث تفرض سياسات وممارسات تحد من حقوق النساء في التعليم، والعمل، والحياة العامة، وحتى في اختيار أسلوب حياتهن. كثيرًا ما تستخدم هذه الجماعات قوانين تمييزية لتقييد المرأة تحت مبررات دينية.
فالإسلام السياسي غالبًا ما يتداخل مع الحركات الجهادية المسلحة، التي تعتمد العنف وسيلة لتحقيق أهدافها. وقد أدى هذا التداخل إلى اندلاع صراعات مسلحة، وإشعال الحروب الأهلية، وظهور جماعات إرهابية تستغل الدين لتبرير أفعالها.
تلجأ بعض الأنظمة السياسية التي تتبنى الإسلام السياسي إلى استخدام الدين كأداة لقمع المعارضة. يتم وصف المعارضين بأنهم "أعداء الدين" أو "كفار"، ما يبرر اتخاذ إجراءات صارمة ضدهم مثل الاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإعدام.
ففي عهد الإسلام السياسي تتفاقم الانقسامات الطائفية في بعض البلدان العربية. عندما يتم تسييس الدين، يصبح الانتماء الطائفي أساسًا للتمييز، مما يؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي وتصاعد العنف الطائفي..
إسقاط الأنظمة العسكرية في العالم العربي واستبدالها بجماعات الإسلام السياسي والميليشيات الدينية أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة، تصاعد العنف الطائفي، وقمع الحريات. أمثلة على ذلك تشمل ليبيا التي غرقت في صراعات الميليشيات، واليمن الذي يشهد نزاعًا طائفيًا مع الحوثيين، والعراق حيث ملأت الجماعات المسلحة الفراغ السياسي. بدلًا من تحقيق الديمقراطية، وزادت الفوضى والاستبداد الديني، مما يقوض حقوق الإنسان ويعمّق الأزمات.
عندما تكون الأولوية للإيديولوجيا الدينية والسيطرة السياسية، تتراجع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. يتم تجاهل الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية لصالح فرض الأيديولوجيا..
الإسلام السياسي يشكل خطرًا ملموسًا على حقوق الإنسان في العالم العربي، حيث يقود إلى تقييد الحريات، وقمع المعارضة، وتعزيز التفرقة الطائفية. ويتطلب التصدي لهذه الظاهرة في تعزيز قيم المواطنة والديمقراطية، وترسيخ فصل الدين عن السياسة، وحماية حق الأفراد في ممارسة معتقداتهم بحرية دون قمع أو استغلال من أحد..!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |