|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عصام محمد جميل مروة
2024 / 12 / 12
من عواقب مهزلة سقوط الانظمة العربية واحدة تلو الاخرى سواء كان منذ بادية الربيع العربي البائس والملغوم بكل ما تعنى الكلمة لغياب الضمير الانساني في معاقبة او محاسبة او وضع حداً لهذا الوحش المتغطرس جزار غزة الذي صعد الى اعلى قمة في هضبة الجولان المحتلة التي مُنحت لإسرائيل مجددا عام 1981 وحينها فعل ما يمكنه القيام بموجب احترام الحدود الدولية ألرئيس حافظ الاسد الذي بنى سوريا على نظرية انتفاضة حزب البعث العربي الاشتراكي مما قاد المنطقة الى مآلات لا يُسمح لنا في التعاطى الايجابي لتلك النظرية قولاً وفعلاً و تطبيقاً بعد نفوذ خلفهِ وابنه بشار الاسد المخلوع او الذي ربما لم يُسمح لَهُ اطلاق رصاصة الرحمة الاخيرة من علياء "" جلق الشام دمشق "" ، التي لها سمعة غير مسبوقة في التحرر من العبودية ونيَّرها الاثر اذا ما عُدنا قليلاً للوراء حيثُ تبرز وحدها سوريا حاولت عبر تظافر شعبها في التصدي للإستعمار الفرنسي والانجليزي إبان فترة سقوط الإمبراطورية العثمانية وكانت مباشرة ولادة الكيان الصهيونى المتغطرس الجديد ، فمنذ حينها وسوريا تبقى قلعة منيعة ضد مرور الجيوش المحتلة عبر حدودها والتوغل داخلاً لرسم حدود إسرائيل الكبري !؟. رغم وجود قناعة تامة لدى العديد الذين سوف ينتقدون هذا العرض عن اهمية دور سوريا وجعلها حصناً منيعاً لتحقيق تقدم إسرائيل رغم احتلال هضبة الجولان عام 1967 وصاعداً كانت اشبه بالثورة التعويمية لدور الشعب العربي السوري الذي خاض مسارات حرب تشرين اكتوبر المجيدة عام 1973 لكن مَنْ فك الارتباط العضوي العسكري كان العراب انور السادات الذي فتح درب اسقاط مشروع المقاومة المسلحة الشعبية الضخمة التي كانت شعلتها مُضائة من عاصمة المقاومة بيروت التي تلقت منذ اشهر قليلة ضربات عدة ادت الى تدمير مقومات حزب الله الذي ربما قاد الى ما وصلنا اليه الان بعد سقوط اخر القلاع في محور الممانعة والمقاومة سوريا .
لكننا نتساءل مع كل تلك المهالك عن دور الذين اخذوا في امساك بزمام الامور بعد طرد بشار الاسد او تنحيه وغياب علني لدور ايران ومراجعة روسيا نشر وحداتها في الساحل السوري المطل على تركيا التي تنخرط في محور حلف شمال الاطلسي الناتو ومراقبة إسرائيل كل خطوة صغيرة او كبيرة لكل تحركات ممن كانوا دُعات داعمين للنظام السوري المُنهك والساقط كأوراق التوت في مهب الرياح العاتية .
كذلك هناك رؤية جداً تستحق المداولة في تعزز مدى النجاح السريع الذي حققه بينيامين نيتنياهو عندما فتح ابواب اجواء الطيران الحربي الاسرائيلي الى شن غارات تدريبية ضد كل ثروات جيش سوريا وعلى كافة المحافظات وصولاً الى حدود تركيا ، ولم تقدم تركيا ولا سواها من الدول العربية نقداً حتى في بيان رسمي او علني عن ما تفعله إسرائيل في تحطيم كل امكانيات بناء الدولة السورية التي استقلت عام 1946 وكانت الوحيدة التي وقفت بوجه الكيان الصهيونى ومشاريع التسوية رغم التسهيلات التي قدمتها الولايات المتحدة الامريكية مؤخراً في عصر حافظ الاسد حينما التقى ألرئيس بيل كلينون في جنيف ، عن تسهيلات في رفع العقوبات اذا ما تم التوافق على معاهدة سلام مع إسرائيل اسوة بمصر والمملكة الاردنية الهاشمية.
لكن حافظ الاسد رفض وشدد على استيعاد تحرير هضبة الجولان وكل نقطة حدودية متنازع عليها قبل ترسيم الحدود الدولية على اسس ثابتة.
الان بينيامين نيتنياهو يراقب عبر هضبة الجولان السورية بلا منظار ويُشاهد عن غربهِ الجنوب اللبناني الذي لم يتمكن دخوله عسكرياً لوقوف المقاومة ضد جحافل جيشه المتغطرس الذي يتفوق بكل التقنيات البرية والبحرية والجوية ، كما انهُ ينظر الى دمشق بلا منظار بعد حفر عشرات الكيلومترات ورفع متاريس كأنهُ يستعد للتوغل واحتلال كامل سورية ، رغم تواجد مئات الالاف من المسلحين الذين يُنشبهم النصر بعد إسقاطهم النظام ، لكنهم لم يتلوا بياناً واحداً في إشارة الى عواقب التوغل الصهيوني المُرتقب .
عصام محمد جميل مروة..
اوسلو في / 12 كانون الأول- ديسمبر / 2024 / ..
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |