![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدو اللهبي
2024 / 12 / 3
المجتمعات العربية هي أحد المجتمعات التي تربي أفرادها على الخضوع للحاكم والجلاد، حيث يرون القوة فيه صفة إيجابية حتى لو جاءت على حساب حقوقهم وكرامتهم..
العيش تحت سيطرة أنظمة قمعية مستبدة على مدى عقود جعل من الشعوب العربية شعوب فاقدة للوعي الديمقراطي والسياسي.
فقدانهم لهذا النوع من الوعي يجعلهم شعوباً مستباحة للأنظمة
والقوى الخارجية الطامعه..
ووفقاً لهذه المقدمة، يمكن القول إن الأحزاب الليبرالية في الغرب قد وجدت نفسها في مأزق معقد حين فتحت أبوابها للاجئين والمهاجرين من هذه الشعوب دون دراسة كافية لتأثير ثقافاتهم السياسية والاجتماعية على المجتمعات المستقبِلة. إن انتقال شعوب تفتقر إلى وعي ديمقراطي وسياسي ناضج إلى دول تتسم بأنظمتها الديمقراطية المتقدمة قد يُشكل تحدياً لهذه الأنظمة، خاصة إذا لم تُرافق هذه الهجرة برامج فعالة لدمج القادمين الجدد في المجتمعات المستقبلة وتعريفهم بقيم الديمقراطية والمواطنة..!
فأحزاب اليمين المتطرف في الغرب ترى دائمًا بأن المهاجرين هم غزو ثقافي يهددون قيمهم المسيحية، وقد قال ترامب مرة بأن المهاجرين يسممون الدم لهذه البلاد..!
أما الأحزاب الليبرالية غالباً ما تتبنى مواقف مبدئية قائمة على قيم الانفتاح، التعددية، والمساواة، وهو ما يجعلها تتجنب تبني خطاب معادي المهاجرين
وقد تكون مترددة في اتخاذ مواقف أكثر تشدداً تجاه الهجرة خوفاً من أن تُتهم بالعنصرية أو التخلي عن مبادئها. لكنها بحاجة إلى استراتيجية متوازنة تعترف بالمخاطر المحتملة، مثل تحديات الاندماج الثقافي واحترام القيم الديمقراطية، مع الحفاظ على قيم الإنسانية والتعددية.
الاعتراف بأن الهجرة غير المدروسة قد تُهدد الديمقراطية لا يعني معاداة المهاجرين، بل يتطلب سياسات واضحة للتعامل مع هذه القضية، بما يشمل تعزيز التعليم والتأهيل والاندماج لضمان أن تصبح الهجرة قوة إيجابية بدلاً من أن تُستغل كذريعة لتفكيك المجتمعات الغربية. وهذا ماحصل
إعادة انتخاب ترامب بدعم شريحة من المهاجرين تمثل انتكاسة للديمقراطية الأمريكية، لأنها تشير إلى استغلال الفجوات الثقافية والسياسية داخل المجتمع لتحقيق مكاسب سياسية. هذا يطرح تساؤلات حول قدرة الأحزاب الليبرالية على إدارة ملف الهجرة بشكل يوازن بين حماية القيم الديمقراطية وحقوق الانسان ،وضمان اندماج المهاجرين وتعليمهم بالقيم الديمقراطية التي أفتقدوها في بيئتهم الأصلية و إحترام حقوق الأقليات وحقوق الإختلاف والتنوع في الغرب ، أمور قد تعزز من وعيهم الديمقراطي وتمنع من الإتيان بترامب اخر مستقبلاً....!