|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
شيرزاد همزاني
2024 / 12 / 3
في عالمنا اليوم أصبح للأعلام دور مهم وذلك لعدة اسباب منها سهولة ايصال المعلومة ,امكانية الحصول عليها واستخدامها مع أو ضد من هو محل اهتمامنا.
ولأني من المنبهرين بدول القانون - ليس قائمة السيد نوري المالكي دولة القانون - فانا - واعوذ بالله من كلمة انا -اعيش في اوروبا لأكثر من عقدين ,قضيت ست سنين منها في بريطانيا وحوالي ١٨ سنة في السويد. والشخص عندما يعيش في مجتمعٍ ما فإنه يتأثر به سواءً أراد أم لم يُرِد.
ولأن كلامنا عن الأعلام وأهميته كسلطة رابعة فأنني أبدأ مقولتي بقول أحدهم "عندما تبول السلطات الفاسدة على الشعب يأتي دور الأعلام الفاسد ليصور للشعب أنها تمطر" أنتهى الأقتباس( نقلته من الذاكرة ,فيكون مع نُقِلَ مع تصرف)
سأضرب ثلاثة أمثلة ,أثنان من الأعلام السويدي والآخر من الأعلام البريطاني. عندنا هنا في السويد برنامجين اسمه Kalla fakta و uppdrag granskning مهمة البرنامجين الرئيسية هي فضح السلطة إذا أخطئت .. طبعاً هناك من يقول لا أحد يعمل في سبيل الله , نعم فالسبق الصحفي يعني مكافئات , مشتركين أكثر في الصحيفة او الجهة الاعلامية واحياناً جوائز..
هذا فضح أحد أهم أحزاب الحكومة وهو حزب ديمقراطيو السويد اليميني المتطرف من خلال تحقيق جريء دخل سرا الى مكنبه وزرع عملاء وكاميرات خفية واحدث برنامجهم ضجة عندنا في السويد والبرنامج اسمه ترول فابريكن او مصنع السحرة . وحصل البرنامج على جائزة اعلامية مهمة وزاد عدد مشاهدي القناة التي بثت البرنامج. البرنامج فضح كيف ان الحزب المذكور آنفاً كان يستخدم اليوتيوب وقنوات اعلامية اخرى لتشوية سمعة منافسيه بل وحتى المتحالفين معه في الحكومة ,نفس الحزب عند حفلة زفاف رئيس الحزب دُعي احد رؤساء العصابات للحفل وتم كشفه وفضحه في الجرائد .. والآن فجر البرنامج قنبلة من العيار الثقيل وهو قيام مدير مستشفى بالتوسط لتعيين أخته في مركز مرموق في السلك الصحي ,, هنا في السويد لا يجوز ان يشترك أي من أقرباء الشخص محل التعيين في تعيينه منعاً لحدوث تحييز
هذان مثلان ذكرتهما والبرنامجان لهما سنين يمارسون الرقابة على السلطات في الدولة .. المؤسسات تراقب عملها حتى لا تخالف القانون خوفاً من السلطة القضائية وكل سلطة من السلطات الثلاث تخاف وتخشى السلطة الاخرى وفي نفس الوقت متعاونة بينها لتمشية امور البلد وخدمة المواطن - وليس القاءد والحزب - على أفضل وجه.
المثل الثاني هو ما حدث لرئيس الوزراء البريطاني عندما أكتشف الأعلام أنه حصل على بطاقات لمشاهدة بعض المباريات في الدوري البريطاني مجاناً .. قامت القيامة عليه .
هنا تظهر مشكلتان .. الأولى إن الأعلام حر وفاعل ,,, لكن الأهم إن الدولة هي دولة مؤسسات وقوانين … يا شرقنا البائس لو أن حكوماتك ديمقراطية وشعبك يعرف حقوقه لكان الوضع مختلف ,, جزء من عدم وجود الحرية في بلادنا يقع على الأعلام .. لا أدعي أنه ليس هناك صحفيين يخاطرون بحياتهم لأظهار الحقيقة لكن أغلب أعلاميينا هم طبول للسلطة ويساعد السلطة على ابقاء الشعب جاهلاً سواء من خلال تضخيم منجزات صغيرة أو ذكر أنجازات لم تحدث أصلاً ..الخ
كأن تآمر رجال الدين والزواج الكاثوليكي بينهم وبين السلطة لا يكفي فجاء الأعلام الفاسد ليضيف لوجبتهم الكريهة البهارات …