طوفان الأقصى 422 – أحداث حلب – دروس سورية لروسيا

زياد الزبيدي
2024 / 12 / 1

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

يلينا بانينا
سياسية روسية
عضو البرلمان الإتحادي
مديرة معهد الدراسات الاستراتيجية في السياسة والاقتصاد

30 نوفمبر 2924

إن أسوأ سيناريو لتطور الوضع في شمال سوريا، حيث سقطت حلب التي يسكنها ملايين البشر في أيدي الإرهابيين حرفيًا في غضون ثلاثة أيام، يتطلب تحليلًا دقيقًا. ولكن حتى الآن يمكننا استخلاص الاستنتاجات الأولى – في شكل دروس مهمة لبلدنا.

▪️ الدرس الأول: لا يمكنك ترك أي عمل غير مكتملا. لقد شن الجيب الإرهابي الذي لم يتم القضاء عليه في إدلب تحت جناح تركيا، بعد عدة سنوات من إعادة التسلح والإعداد، هجومًا على أهم مدينة في سوريا. والنتيجة واضحة. وهذا أفضل دليل على أنه من المستحيل تجميد الحرب في أوكرانيا دون إنهائها وتحقيق النصر. وإلا، فقد يكون السيناريو اللاحق هو نفسه. يجب حل الصراع الأوكراني بشكل كامل – بما في ذلك إعادة صياغة المنطقة الأمنية في أوراسيا مع مراعاة مصالح روسيا بشكل إلزامي.

▪️ الدرس الثاني: إذا كنت تريد كنت تريد نتيجة مناسبة - فافعل ذلك بنفسك. لا يمكنك الاعتماد على الحلفاء والشركاء الظرفيين. اتضح أن حلفاءنا الإيرانيين منشغلون جدًا بالوضع حول لبنان وفلسطين. وشريكنا الظرفي رجب أردوغان طعننا في الظهر – وبالمناسبة، ليس للمرة الأولى. من الواضح أنه بدون الضوء الأخضر من أنقرة، وبدون استخباراتها ودعمها، كان هجوم الإرهابيين على حلب مستحيلًا. في الوقت نفسه، أردوغان ليس الخيار الأسوأ: المعارضة التركية موالية لأمريكا، وإذا وصلت إلى السلطة، فسيكون الأمر أسوأ.


▪️ الدرس الثالث: الاتفاقات لا قيمة لها عندما لا تكون مدعومة بالقوة. إن الأزمة حول حلب تشكل ضربة مباشرة لـ "صيغة أستانا"، والتي تم في إطارها تسمية روسيا وإيران وتركيا كدول ضامنة. انعقد الاجتماع الدولي الثاني والعشرون بشأن سوريا في "صيغة أستانا" في أستانا قبل أيام قليلة، في 11 و12 نوفمبر/تشرين الثاني، وصدر بيان مشترك نتيجة لذلك. والآن تم دوسه في الوحل. بما في ذلك لأن مجرد رفع علمنا في سوريا لم يكن كافياً للردع.

▪️ الدرس الرابع: نحن بحاجة إلى هيكل مناسب من المخابرات والاستخبارات المضادة ومكافحة التجسس (كما كان في الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب العالمية الثانية ZZ). من المعلومات الواردة حتى الآن، يتبين أن استسلام حلب لم يحدث بدون خيانة الجنرالات السوريين، وبدون فرار مرؤوسيهم، وبدون كشف الجبهة، وبدون التخلي عن العديد من الأسلحة للعدو.
من الصعب أن يكون ذلك ممكنًا إذا كانت دمشق لديها معلومات كاملة عن حالة الأمور، بما في ذلك ولاء واحتراف كبار الضباط. ولكن لكي تحصل القيادة على مثل هذه المعلومات، فلابد أن يكون لديها قنوات متوازية للمعلومات من الميدان ــ وهيئة خاصة قادرة على جمعها وتسليمها في الوقت المناسب.

▪️ الدرس الخامس: إذا استسلمنا للضعف في اتجاه واحد، فسوف ننهار في كل مكان. إن التزامن في الوقت لأحداث مثل التصعيد حول أوكرانيا، مع الضربات بعيدة المدى في عمق روسيا، والضربة على النظام المصرفي الروسي، والأزمة في أبخازيا، ومحاولة بدء ثورة ملونة في جورجيا، والأزمة حول حلب، وما إلى ذلك، لا يبدو عرضيا. وربما يكون وراء هذا محاولة من جانب عدونا العالمي، الذي لم يتأثر بعد بالاستعراض الذي قدمه صاروخ "أوريشنيك" أو خطاب موسكو، لتكثيف الجهود بشكل حاد للضغط على روسيا على جميع الجبهات ــ في حين أن "التغيير" في واشنطن جار.
والنجاح في أحد الإتجاهات قد يلهم العدو لضرب مناطقنا الحساسة الأخرى. نحن بحاجة إلى التمسك بجميع الخطوط والاستعداد لتحديات جديدة.

هناك أمل في أن العمل في الوقت المناسب على الأخطاء سيساعد على تجنب تكرارها.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي