|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
فلورنس غزلان
2024 / 11 / 30
كيف نحب وطننا وماهو حلمنا في صورته مستقبلاً؟
الحب عند البعض يعتبر طريقاً للحرية والتحرر من قبضات العادة والتقليد ومن سُلَم الممنوعات، لكنه عند البعض الآخر طريق نحو العبودية والاستغلال والتطويع والذوبان في الحبيب لدرجة إلغائه...إلا حب الوطن..فلايمكنه أن يعيش بدون الحرية والتحرر من كل أنواع العبودية والاستبداد...ومَن آمن بهذا الحب لابد وأن يؤمن بأنه سيصل ويحصل على حلمه...مهما تراكمت الصعوبات ومهما وضعت أمامه من عراقيل وموانع...لأن الشعوب لاتتنفس دون هواء الحرية ممزوجاً بحب الأرض وحب المواطن لأخيه المواطن، يعيشان معاً تحت سقف الوطن والمواطنة، يحكمهم قانون عادل يصون كرامتهم وإنسانيتهم ويساوي بينهم دون أن يطغى طرف على حساب آخر...وهذا لايمكنه أن يتم إلا بنظام ديموقراطي علماني، يحترم كل الطوائف ويمارس فيه الفرد شعائره دون عوائق، دون طغيان طائفة على أخرى ودون فرض دين على الدولة...وباعتبار وطننا السوري مكون من مجموعة من الاثنيات والطوائف المتعددة ، فلن يستوي حكم يطغى فيه طرف على الآخر بحجة الأكثرية العددية...الضمان الوحيد للجميع هو علمانية الدولة وديموقراطيتها وذلك بفصل الدين عن الدولة
لم نحصل على الحرية حين انتفضنا على الطاغية، وكانت النتيجة وبالا على الجميع، فالأسد لازال متلبساً كرسي الحكم بدعم لامحدود ممن يهمهم بقاءه كإيران وروسيا وميليشيات صَنَعتها إيران لتقوم بدورها في مسرح المنطقة العربية التي تبسط نفوذها عليها وتسَيِرها كماريونيت ، وكانت النتيجة تشظي البلاد وتقسيمها لكانتونات...أهمها " ‘ منطقة إدلب وماحولها تحت سلطة " النصرة أو جبهة تحرية الشام " وشرق الفرات تحت سلطة " قسد" ، منذ يومين تدور حرب شرسة على أطراف حلب بين النصرة والنظام، البعض يفرح بأنها خطوة تحريرية َ!!!
أي تحرير بانتقالكم من حكم الأسد لحكم النصرة؟ مالفرق ؟
نريد أن نتخلص من الأسد نعم، لكن الأسوأ منه هو ماتفرضه النصرة كنوع حكم في المناطق التي تسيطر عليها، لايشكل إلا صورة مقيتة مستبدة أي وجه آخر للعملة الأسدية بثوب ديني طائفي ،
أتسعدكم البرامج التعليمية السائدة في إدلب؟ وطريقة العيش والقوانين التي تحكم بالسوط والجلد؟
حالكم يا أبناء بلدي كمن يستجير من الرمضاء بالنارِ...
بانتظار صحوة ما وعمل جماعي يتصدى لكل هذا الانحطاط الفكري ــ المجتمعي...نرجو لكل مواطن سوري في الداخل أن يتحلى بالصبر وألا يهرع وراء مصلحة " أردوعانية أو إيرانية أو روسية ولا أسدية..." نريد سورية وطن للجميع دون تمييز أو تفريق...
أتمنى عليكم ألا تخلطوا حسب بعض المفاهيم العقيمة ..."أن العلمانية تعني الكفر والإلحاد"..إنها نهج سياسي يحترم كل الأديان ...ويحمي كل الطوائف..".من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر"...فهل أنتم أكثر وعيا وفهماً من كتاب الله؟
فلورنس غزلان ــ باريس