تساؤلات حول هروب رئيس المجلس الإقليمي لسيدي سليمان خارج الوطن

أحمد رباص
2024 / 11 / 29

ماذا يقع حاليا في إقليم سيدي سليمان؟ منذ أيام، ونحن نتلقى من محمد تحفة، اليوتوبر المغربي المقيم بالديار الأمريكية، ومن مناصرته نجيبة جلال، الصحافية المغربية، سيلا من المعلومات عما يجري في سيدي سليمان من أنشطة ومناورات تشتم منها رائحة الفساد، أبطالها منتخبون يستعينون في قضاء مآربهم الدنيئة برجال من الأمن والمحاماة.
آخر مستجد في هذا المسلسل الطويل أذاعه كخبر غير سار ليلة أمس تحفة ونجيبة على الأقل، هو ذاك الذي يفيد بأن عبد الواحد الخلوقي، رئيس المجلس الإقليمي والمنسق الإقليمي لحزب الاتحاد الدستوري بسيدي سليمان، تمكن من الهروب إلى الخارج مباشرة بعد تأييد محكمة النقض للحكم الذي أصدرته محكمة الاستئناف في حقه والقاضي بإيداعه السجن لمدة عشر سنوات في ما بات يعرف بقضية "عصابة الأورو".
محاولة الهروب "الناجحة" والمفاجئة هاته تستدعي طرح العديد من الأسئلة حول الإجراءات المتخذة أثناء محاكمته في حالة سراح. لماذا لم يتم اتخاذ تدابير احترازية مثل سحب جواز سفره أو إدراجه في قائمة الممنوعين من السفر؟ هذه الإجراءات تُعتبر أساسية لضمان امتثال المتهمين للقضاء، خاصة في القضايا ذات الطابع الجنائي الخطير.
ولكن يجب الوقوف عند سؤال مهم: لماذا سكت حميد المهدوي عن هذه الفضيحة، خاصة وأنه من أبناء المنطقة، ويرتبط بعلاقات مباشرة بشخصياتها البارزة والنافذة والتي تطفو أسماؤها على سطح سيل الفضائح؟ هل يمكن اعتبار سكوت المهدوي عن مسلسل الفضائح "الغرباوي" المذاع على اليوتوب مؤدى عنه بشكل مسبق؟ هذا السؤال يستمد مشروعيته من كون اليوتوبر جمع ثروة في زمن قياسي وبشكل استثنائي بين إخوانه في الحرفة. يقال إنه بدأ العمل كصحافي سنة 2014، وإذا قمنا بخصم ثلاث سنوات التي قضاها وراء القضبان، تبقى سبع سنوات، وهي بدون شك مدة قياسية راكم فيها ما راكم من الثروة التي شهد عليها بنكيران بعظمة لسانه.
كما أثار هذا الهروب انتقادات حادة تجاه الجهات المعنية، سواء على المستوى القضائي أو الأمني. فالقضية كانت معروفة بخطورتها منذ البداية، إذ وُجهت فيها تهم ثقيلة تتعلق بتكوين عصابة إجرامية، وهو ما كان يستدعي تشديد الرقابة على المتهمين الرئيسيين، وعلى رأسهم الخلوقي.
فضلا عن الجانب القانوني، يُلقي فرار الخلوقي بظلال ثقيلة على المشهد السياسي المغربي، ويضع الحزب الذي ينتمي إليه أمام امتحان صعب. فرئيس المجلس الإقليمي ليس مجرد مسؤول محلي، بل هو رمز للتمثيل الديمقراطي والمساءلة السياسية. هروبه يعكس إخفاقاً مزدوجاً، يتمثل في فقدان الثقة في المؤسسات القانونية وغياب الرقابة السياسية الحازمة داخل الأحزاب.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي