|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عصام محمد جميل مروة
2024 / 11 / 28
خلال عمليات الوعد الصادق الذي دعى اليها سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله إبان بداية عملية خطف الجنود الصهاينة في خلة وردة الواقعة ببلدة عيتا الشعب حينما كان اكبر صدمة محلية لمقدرة قوات المقاومة الاسلامية التابعة لحزب الله في سيطرتها ضد تقدم وحدات اسرائيلية راجلة بأتجاه البلدة فكانت كمائن الوحدات الخاصة مستعدة لخطف اعداد غير محددة للجنود بعد قتلهم واخدهم بعيداً وربما المرة الوحيدة في تاريخ المواجهة مع الجيش الصهيوني الذي يُقال عَنْهُ لا يُقهر ولا ينهزم لا بل بإمكانهِ احتلال اراضي عربية واسعة خلال ساعات قليلة حسب دعايات قال عنها الأعور موشي دايان الذي قاد الجيش الاسرائيلي خلال حرب 1967 - ولاحقاً بعد حرب الغفران عام 1973 . فكانت عملية الوعد الصادق متلازمة لحرب الاسناد التي دامت منذ 8 اكتوبر 2023 لغاية فتح الحرب المدمرة في 23 ايلول الماضي 2024 ، بعد سلسلة هجمات طالت قيادة حزب الله وصولاً الى استشهاد الامين العام الشهيد حسن نصرالله ، ونائبه لاحقًا السيد هاشم صفي الدين، وقائد الميدان الشيخ نبيل قاووق ، والصفوف الاولى والثانية والثالثة وحتى الرابعة ، لوحدات الرضوان التي كانت تخطط لشن عملية ضخمة ما فوق السياج الفاصل خلف الاسوار الفاصلة عند الحدود مباشرة.
لكننا اليوم نقول ونعترف ان تكرار المشهد الذي تم تداوله صبيحة يوم 13 -14 آب خلال عدوان تموز 2006 بعد اعلان وقف اطلاق النار فكانت الحشود النازحة من مناطقها في جنوب لبنان والضاحية قد وصلت الى امكنة عشقها الابدي خلال ساعات قليلية وهناك من سار على الاقدام من مدينة صيداً فجراً بإتجاه القرى الحدودية ، ومع اطلالة فجر يوم امس كانت المشاهد تتكرر ولكن هذه المرة بخطورة اكبر رغم التحذيرات التي اعلنتها إسرائيل في عدم الاقتراب من القري والبلدات المدمرة الحدودية في الخيام ، وكفر كلا، ومركبا ، وحولا ، و طير حرفا ، وعيتا الشعب ، وميس الجبل ، وشقرا، والبياضة ، وشمع ، وربما قري خلف الخطوط الامامية فكانت جموع الاهالى سارت على الاقدام وهناك لم يستطيع انتظار صفوف السيارات فغادرها مشياً للوقوف على على اطلال المنازل التي ما زالت تحتضن الاجساد تحت ركامها منذ بداية مطلع عدوان ايلول.
هناك مَن لا يقدر قيمة العودة لان النزوح عن ارض الاجداد والاباء والابناء لها رونق مختلف في هذه الحرب التي طالت 416 يوماً منذ اعلان الاسناد ، و 58 يوماً بعد بداية الغارات الجوية الاسرائيلية الهمجية التي لم تستثني حتى المقابر والمدافن في مناطق قالت عنها اجهزة المخابرات الصهيونية ان حزب الله يخرج علينا من بين فتحات الاسمنت والدمار اضافة الى نتوأت الارض الصخرية المترامية على حدود لبنان مع شمال فلسطين من الناقورة وصولاً الى مرتفعات مزارع شبعا التي تعانق هضبة الجولان المحتلة .
عندما اطل النبيه قائد الجنوب وحركة امل الاستاذ نبيه بري ، وشريك حزب الله في السراء والضراء حيث ركز في دعوته الصباحية يوم امس قائلاً "" أيُها الجنوبيون والشرفاء في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي والاوسط والشمالي، وعلى مدار تخوم عاصمتنا الغيورة جنوب بيروت في ضاحيتها الصاخبة العاهدة المنتفضة التي تعرف كيف تقاتل العدو - عودوا الى حيثُ وُلدتم وعشتم وتربيتم و رؤوسكم شامخة أحراراً كما اكد على عزيمة بيئة المقاومة التي تستنير باقوال السيد موسى الصدر حينما صرح ان إسرائيل شر مُطلق وعلينا محاربتها - وعندما اعتنق سماحة السيد الشهيد حسن نصرالله صيغة العدو الاضعف من بيت العنكبوت - ارهابهم مقابل مقاومتنا "" .
طبعاً هناك مَن يلتحف الفضاء بعد فقدان المأوى الذي بناه بالعرق والدماء وتلك الطبقة الفقيرة المعدومة التي عادت الى معاودة نشاطها في ثقافة الثورة ضد الكيان "" وربما كانت صيغة فدا - السيد الشهيد "" ، الحزن الوحيد الذي لن يتغيير اذا ما شاهدنا الالاف التي تلتقى في نصرها السامق الاعلى الذي جسد علاقة متينة ما بين الارض والناس .
النوم في العراء والبرد بلا مياه بلا كهرباء بلا دواء ولكن فوق الدمار الكبير يستصغرهُ سكان المناطق التي دارت رحى الحرب عليها ، لكن غياب الأمين واصحاب المقاومة ورجالها الافذاذ البواسل ، هو الافظع لديهم
العودة الى ديار الكرامة والعزة والشهامة هي جزأ كبير من الإسناد المتمادي لأهلنا على الطرف الاخر في جنوب الجنوب فلسطين المحتلة.
اوسلو في / 28 تشرين الثاني - نوفمبر / 2024 / ..
عصام محمد جميل مروة..
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |