إذا كان الإسرائيليّان نتن – النازي و غالانت مجرما حرب – و هما كذلك ! – ماذا عن الذين يموّلون هذه الجرائم و يسلّحونها و يدافعون عنها ؟!؟

شادي الشماوي
2024 / 11 / 26

آلان غودمان ، جريدة " الثورة " عدد 881 ، 25 نوفمبر 2024
www.revcom.us

تهم أوامر الإعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائيّة العالميّة في حقّ الوزير الأوّل لإسرائيل نتنياهو ( نتن – النازي ) و وزير دفاعه ( السابق ) يوآف غالانت لا يمكن إنكارها . و إسرائيل ليست تحاول جدّيا إنكارها .
متحدّثا باسم نتن – النازي و كامل الحكومة الإسرائيليّة ، في تدوينة له ، فورا بعد 7 أكتوبر 2023 ، أصدر غالانت هذه الأوامر للجيش الإسرائيليّ الذى شرع في تدمير غزّة و سكّانها :
لقد أمرت بحصار كامل على قطاع غزّة . لن يوجد كهرباء و لا غذاء و لا وقود ، كلّ شيء مغلق .
و هذه الأوامر، كما أكّدت التُهم ، جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة . هكذا إنطلق التصعيد الإسرائيلي للإبادة الجماعيّة . و قد زاد سوءا يوما بعد يوم مذّاك .
لكن إذا كان حكّام إسرائيل مجرمي حرب ، ماذا يجعل هذا من حكّام هذه البلاد ؟
إذا كان حكّام إسرائيل مجرمي حرب ... ماذا يجعل هذا من الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة ؟
في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 99 ، على @BobAvakianOfficial ، " بينما يندّدون ب " الإرهابيّين " ، حكّام هذه البلاد يدعمون بسفور الإرهاب " ، طرح بوب أفاكيان التالي :
" الإرهاب يعنى القتل المتعمّد لناس أبرياء ، و هذا شيء يتعيّن على جميع الناس النزهاء أن يعارضوه بقوّة .
حسنا ، وفق هذا المفهوم – و بأيّ مفهوم عقلانيّ – إسرائيل دولة إستيطانيّة إرهابيّة تزعم أنّ لها الحقّ في تحدّى القانون الدوليّ ، حتّى إلى درجة إقتراف إبادة جماعيّة ، كما تفعل في فلسطين .
و الواقع هو أنّ إسرائيل لم تكن لتستطيع بسهولة و بصفة متكرّرة أن ترتكب جرائما كبرى ضد الإنسانيّة و جرائم حرب، إن لم تكن مدعومة تمام الدعم من قبل الولايات المتّحدة . "
و يسترسل ليحاجج و يوضّح أنّ :
" يدعم بايدن و أساسا كامل الحكومة و الطبقة الحاكمة في الولايات المتّحدة ، و نهائيّا ضمنها كمالا هاريس - إسرائيل في إرتكاب الإبادة الجماعيّة ضد الشعب الفلسطينيّ على مرأى ومسمع من العالم قاطبة ... و لا يعزى ذلك إلى" قوّة اللوبي اليهوديّ " - أو لفهم سخيف و فاحش بأنّ " اليهود يتحكّمون في كلّ شيء ". و إنّما يُعزى إلى كون إسرائيل تنهض ب " دور خاص " كقلعة مدجّجة بالسلاح لدعم إمبرياليّة الولايات المتّحدة في جزء إستراتيجيّا هام من العالم ( " الشرق الأوسط " ) . و قد كانت إسرائيل قوّة مفتاح في إقتراف الفظائع التي ساعدت على الحفاظ على الحكم الإضطهادي للإمبرياليّة الأمريكيّة في عديد أنحاء العالم ."
إذا كانت إسرائيل دولة إستيطانيّة إرهابيّة ، ماذا عن الولايات المتّحدة ؟
كلّ تهمة بجريمة ضد المسؤولين السامين في الحكومة الإسرائيليّة تمّ تمويلها و تسليحها و التمكين منها من قبل حكّام الولايات المتّحدة . و كذلك الحال مع القنابل و الصواريخ و المدافع و إستخدام الفيتو في الأمم المتّحدة لإيقاف إصدار إيقاف إطلاق نار . و المعلومات المخابراتيّة لإستهداف المدارس و المعاهد و المستشفيات و المدنيّين . و التجويع و نشر الأمراض و التعذيب و القتل . و الأطفال الذين قُتلوا و الأيتام .
و أكثر من ذلك !ليست الولايات المتحّدة مجرّد شريكة في جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانيّة التي إقترفتها إسرائيل . بالمعنى الأشمل و الأكثر تحديدا ، الولايات المتّحدة محرّض على هذه الجرائم .
و قد وضع بايدن ذلك بفجاجة و بصفة متكرّرة و مباشرة : " إن لم تكن إسرائيل موجودة ، كانت سيكون على أمريكا أن توجد واحدة . كان سيكون علينا إيجاد واحدة لأنّها [ إسرائيل ] تحمى مصالحنا ".
ليس على أمريكا أن توجد إسرائيل . لكن " أمريكا " تحتاج إلى تمويل و تسليح و تبييض وجه – القيام بكلّ ما يلزم – للحفاظ على إسرائيل كمجتمع أبارتايد / فصل عنصري مسلّح نوويّا ، على إستعداد لفرض هيمنة الولايات المتّحدة على كوكب تستغلّه و تضطهِده . أو كما وضع ذلك حكّام الولايات المتّحدة في أكبر هراء مريض يقلب الأمور رأسا على عقب، إنّهم " يدعمون حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها ".
بإختصار ، إذا كان حكّام إسرائيل مدانين بجرائم تاريخيّة ضد الإنسانيّة – و هم كذلك ! – فإنّ حكّام الولايات المتّحدة مدانين حتّى أكثر .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي