محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها

عصام محمد جميل مروة
2024 / 11 / 24

ليس بعيداً عن وهج الاعلان الصاخب والعادل الذي تم تقديمه للمجتمع الدولى كونهُ يُنصف عدالة المجتمع فيما يهم الذين يتابعون فصول جزار بينيامين نيتنياهو وعصاباتهِ التي تتشدق بالحضارة الوحيدة التي تخضع لحكم ومراقبة المجتمع الدولى لما تقوم بأعمال دفاعية عن الديموقراطية المُفرِطة في المنطقة وبرزت عناوينها منذ الساعة الاولى لطوفانات عملية غلاف غزة الى كتابة هذا الموضوع لم تكن دولة الكيان إسرائيل الغاصبة تعتقد بأنها سوف تتعرض لمثل تلك المهالك على حسب نداءات كل عصابات الصهاينة ! اذاً، سواء كانوا في المعارضة ام يقفون الى جانب حكومة هذا الوحش الصهيوني الذي اصبح قاتلًا للأطفال والنساء والشيوخ وحتى للحجر وللشجر الذي يتم حرقهِ منذ الساعات الاولى حينما اتصل بهِ كل قادة الدول المتقدمة في الصناعة ، واخص هنا ذكر ادارة البيت الابيض ، و وادارة داونينغ ستريت عشرة ، و قصر الاليزيه ، و كافة ضباط وقادة حلف شمال الاطلسي الناتو وامينه العام ياناس ستولتنبرغ ! حينها عندما تفاجئوا جميعاً بما حصل من اعتداء و اداء لاعضاء حركة المقاومة الاسلامية حماس وحلفاء لها منظمة الجهاد الاسلامي وفصائل المقاومة وكانت "" الهجمة والغزوة و الموقعة "" ، فعلاً صدمة لكل تلك المجموعات والدول التي تمنح اسرائيل وتغذي وتغطي جرائمها تحت بنود مقاومة الارهاب وامتلاك قرار الدفاع عن وجودها بإستخدام كل ادوات الاسلحة التي لم يتم استعمالها في دول منشئها على نطاق تجارب "" الطائرات الأف 35 التي تسبق الصوت بمئات المرات "" والاف 16 والاف 15 ، لكل ما انتجته مصانع ومعامل الاسلحة والتقنيات العالية القيمة والتكلفة والاثمان وبالمناسبة ، إسرائيل وحدها مَنْ تمتلك تلك الطائرات الارهابية التي تستخدمها الان في دك وشن غارات على ما تبقى من ابنية داخل قطاع غزة المقاوم ، ومنذ 58 يوماً لم تغب عن الاجواء اللبنانية حيثُ كما يقول المثل الشعبي الدارج "" تم فلاحة الارض في غير موسم معروف "" ، بما معنى ان الغارات فعلت فعلها داخل مناطق العمق الجنوبي والقري المواجهة اضافة الى تدمير ممنهج لأبنية الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت حيثُ تُعتبرُ مقر ومركز ادارة حزب الله الذي رافق حركة حماس منذ السابع من اكتوبر 2023 لفتح جبهة اوسع لاسناد مشروع وحدة الساحات وإن كان قائد الحلف تحول الى شهيداً على درب القدس جراء استخدام القاذفات ال 35 في العملية التي كانت حمولتها ،تزيد عن 75 طناً من المتفجرات فوق ابنية مكاتب القائد الشهيد حسن نصرالله، ونائبه لاحقاً السيد الشهيد هاشم صفي الدين . كما شاهدنا ولاول مرة تستخدم الطائرات الحربية الاسرائيلية غارتها ضد مناطق شرق البلاد في مدينة الشمس بعلبك واقضية الهرمل والعمق الباقى من البقاع الغربي والاوسط والشمالي ، وربما كانت فعالية تلك الطائرات التي تخوض وتشن اوسع الغارات على مناطق بيئة الممانعة والمقاومة ، ومحاولاتها قطع خطوط الامدادات عبر الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وصولاً الى الحشد الشعبي في العراق المرتبط جغرافياً مع سوريا وحتى حدود اليمن ، لم تسلم تلك المناطق من الغارات الجوية التي تقتل المئات لا بل الالاف من المدنيين! وهذا ما دونتهُ المحكمة الجنائية الدولية بعد تقارير تفيد بأن اسرائيل لا تكترث في اعلان شنها الغارات على مواقع ليس لها علاقة بالمقاومة على نطاق استهداف مقرات الاونروا في قطاع غزة ، لا بل استهداف المؤسسات الطبية والمستشفيات والمدنية والمدارس والمساجد والكنائس والمعابد الاثرية التي لها تاريخ حضاري في غزة هاشم ، تقول قوات المرتزقة التابعة للجيش ان الهجمات كانت ضرورية لمنع دعم المقاومين واللجوء الى الخيم داخل كافة ازقة وشوارع القطاع ، وبالمناسبة الى اللحظة لم ولن تتوقف عمليات المقاومة بدك تجمعات العدو ودباباته المتطورة الميركافا و اعطاب معظمها داخل الازقة الضيقة بين ركام الابنية التي سوتها الطائرات وغاراتها وحولتها الى سواتر اسمنته تعجز قادة الجيش الجبان في الاقامة الدائمة على اطلال دمار القطاع .
وربما لنا الحق الكامل في تعرية هذا الجبان جزار غزة الذي يستهزأ بكل المؤسسات الدولية التي ادانت المجازر والمذابح والابادات العرقية والتطهير المذهبي لتواجد بيئة المقاومة هنا في ارض فلسطين وهناك على مشارف الحدود اللبنانية بعد اندلاع الحرب المباشرة ، لم تمضي ساعة الا والكيان الارهابي يبعث برسائل الى مغادرة الابنية في مناطق الحاضنة لبيئة المقاومة ومما كان مُلفتاً منذ اسبوع تصاعد نسبة الغارات خارج الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت فيما احدثت الهجمات الاخيرة التي استهدفت ابنية سكنية داخل وسط بيروت الكبرى "" رأس النبع - مار الياس - و البسطة الفوقا قرب- ثكنة فتح الله "" مما اتاح الفرصة العلنية لإعلاء الصوت عالياً والتحريض العلني ضد حزب الله وابتعادهِ عن المناطق المدنية وزعزعة الثقة بين النازحين والبيئة اللبنانية المشكورة التي تحتضنهم منذ 58 يوماً بعد غارات الاف 35 وشقيقاتها الارهابية .
في نفس السياق الذي احدثه قرار المحكمة الجنائية التي قدمت خدمة مجانية لجزار غزة في تلقى اتصالات من ألرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي صرح ان إسرائيل هي الاقوى وهي الابقى ومَنْ يُعاديها لا مكان لَهُ بيننا ! اضافة الى بيان جو بايدين الذي علق على تطفل المحكمة الجنائية بحق الذين يملكون شرعية دولية لا شوائب عليها اما مقاضاتها لا صحة لها وسوف يندمون على تلك المهالك التي ترتد عليهم على المستوى المنظور ، بالرغم من تأييد 126 دولة مسجلة في الامم المتحدة وافقت على حكم كريم آغا خان القاضي الدولى والموظف الشرعي وكان تضامن اممي غير مسبوق . لكن الارهاصات والدعايات الخائبة هي تُبدد رد فعل الإيقاف اذا ما وصل بينيامين نيتنياهو و وزير دفاعه المخلوع يؤإف غالانت الى احدى تلك الدول او مروا عبر اجواءها فهم بحكم صدد الاعتقال و المقاضاة .
القيمة الحقيقية للمحكمة الجنائية بالنسبة للكيان الصهيوني وعصاباتهِ المرتزقة ما هي الا فقاعات من الهواء الفارغ التي لا لون ولا صوت لها . فلذلك يُصعَّد جزار غزة ومدمر الابنية في لبنان عملياتهِ متحدياً المجتمع الدولى الى حين وصول المعتوه الاكبر دونالد ترامب للبيت الابيض في الاسبوع الثالث من شهر يناير من العام المقبل ، وتبدو الرهانات الاميركية والصهيونية تتلاقى الى حداً بعيداً في عدم الانصياع الى كافة المؤسسات الدولية التي اساسا وجودها لأدانة اعداء إسرائيل ، وليس ادانة قادتها .
في نهاية الموضوع يجب الاشارة الى فرضية التعاطى الدولى مع حضارة إسرائيل وبسط ومد سلطتها مع جيرانها حسب رؤية موجزة. لكن الثابت ان التهور الصهيوني المستمد دعمه هو الاستغلال الحقيقي لتعزيز الحضارات المزيفة السائدة رغم تلبد الغيوم وتعزيز فرص تحقيق سلام دائم ، او حرب طويلة الامد وهذا الاصح لأن المقاومات لا تموت وأن تم التآمر عليها من ابناء جلدتنا "" العروبية الصامتة المتخاذلة المنبطحة الزاحفة بإتجاه قطار التطبيع الاعمى "" ، فالحق متوارث والثورة شعلتها دائمة رغم سقوط عشرات الالاف من الشهداء ومئات الالاف من الجرحى وتدمير الابنية !؟. فالبناء في دواخل الشعوب كرامة وشهامة وفخر وعزة وعزيمة سامقة مجداً ، مهما تبدل المكان والزمان .

اوسلو في / 24 تشرين الثاني - نوفمبر / 2024 / ..
عصام محمد جميل مروة..

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي