بوب أفاكيان – الثورة عدد 103 : لماذا يساعد الديمقراطيّون الفاشيّة و يعبّدون لها الطريق و ما الذى يبيّنه ذلك بشأن هذا النظام ، و ما الذى يحتاج الناس المحترمين لفعله

شادي الشماوي
2024 / 11 / 19

بعد نعت ترامب بأنّه فاشيّ ، تنغمس كمالا هاريس و ينغمس جو بايدن و قادة ديمقراطيّون آخرون الآن في التفاخر في كيف أنّهم يدافعون عن " الإنتقال السلمي للسلطة " ، و أنّهم يساعدون ترامب في " إنتقال " السلطة له ، و يأملون أن ينجح كرئيس ! و هذا تكرار لما فعله الديمقراطيّون سنة 2017 – حتّى إثر مواصلتهم التأكيد هذه المرّة على أنّ رئاسة ترامب الآن ستكون أسوأ بكثير من فترته الرئاسيّة الأولى .
و مرّة أخرى ، الديمقراطيّون أنفسهم يؤكّدون على النقطة الحيويّة التي شدّدت عليها بصفة متكرّرة ( مثلا ، في مقالى " الفاشيّة و النظام بأكمله " ، متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ) : الديمقراطيّون و الفئة " السائدة " من الطبقة الحاكمة التي يمثّلونها ، لا يمكن أن يقاتلوا الفاشيّين بالطريقة اللازمة لقتالهم – و يحتاج هذا القتال أن يُخاض كجزء من قتال هذا النظام بأكمله .
الفاشيّة ليست " شتيمة " – أو فلقط بعض النوع من العلامة السلبيّة توضع على معارضك في مسار انتخابات . الفاشيّة كما يمثّلها دونالد ترامب تفوّق البيض و تفوّق ذكوريّ و معاداة للمثليّين و المزدوجين و المتحوّلين جنسيّا ، و كره المهاجرين و تدمير عدواني للبيئة و معاداة للعلم ، و تعصّب ديني أصولي ، مصمّم على إستخدام قوّة الحكومة ليفرضوا بالقوّة الطاعة لجنونه الخطير و التدميري ، و لقمع خبيث للذين يعارضوه أو يقاوموه . و الآن هذه الانتخابات إنتهت ، و الديمقراطيّون في القيادة متلهّفون للتعاون مع و مساعدة ترامب الفاشيّ !
بالنسبة إلى الديمقراطيّين ، " إستقرار " حكم هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، حتّى في شكل فاشيّ ، أهمّ من إلحاق الهزيمة العمليّة للفاشيّة .
و مع ذلك ، مظهر بارز آخر للواقع أنّ هذا النظام بأكمله ، و كلّ جزء من طبقته الحاكمة ، فاسد ، و إجرامي تماما و غير شرعي كلّيا !
و في تعارض مع ما يُساعد الديمقراطيّون في فرضه على الناس ، ما نحتاج إليه هو التحدّى الجريء و رفض مصمّم على المضيّ مع أيّ من هذا – الآن ، و بطريقة مستمرّة .
و مثلما قلت في الرسالة 102 : هذا ليس زمن الإحباط و اليأس - هذا زمن الغضب الشرعيّ و التصميم الثوريّ .
و نهائيّا ستكون هناك حاجة إلى الدفاع عن حقوق الناس وحياتهم ، الناس الذين تستهدفهم هذه الفاشيّة . و في الوقت نفسه ، أمام هذه الفاشيّة و الذين هم من مسانديه ، لا ينبغي أن يوجد أيّ فكر دفاعي defensiveness بل بدلا من ذلك موقف صارم لمعارضة متحدّية لكلأّ ما هم بصدده ، و كلّ ما يفعلونه في تكريس هذه الفاشيّة .
أمّا بالنسبة إلى الناس الذين صوّتوا لترامب و ساندوه : بغضّ النظر عن السبب أو التبرير الذى يقدّموه للقيام بذلك ، الواقع هو أنّهم يدعمون الفاشيّة ، ، بكلّ ما يعنيه ذلك . و من الضروريّ و الحيويّ إتّخاذ موقف هجومي صريح و عمليّ ضدّه. ( و ينطبق هذا نهائيّا على " الإخوة " " bros" الذين يكرّرون بسفور أسوة بترامب ثقافة الإغتصاب و الهجوم على النساء و البنات بترديد مقولة فاسدة " جسدكم ، خيارى أنا ! " . و ينطبق على كلّ تعبير فاسد عن هذه الفاشيّة . )
و حتّى أكثر جوهريّة ، مثلما شدّدت بثبات : هذه الفاشيّة متجذّرة في ذات أرض هذا النظام في هذه البلاد ، و عدد متزايد من الناس يحتاجون إلى أن يُكسبوا إلى الإعتراف و التصرف إنطلاقا من فهم أنّ القتال ضد هذه الفاشيّة يحتاج أن يُخاض كجزء من القتال للقضاء على هذا النظام بأكمله ، بواسطة ثورة فعليّة .
القادم قريبا : كيف يمكننا أن نتحدّث جدّيا عن ثورة بينما وقع للتوّ إنتخاب الفاشيّ ترامب ؟
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي