هواجس تتعلق بالرواية ــ 351 ــ

آرام كربيت
2024 / 11 / 18

في المهجع 12 في سجن عدرا كنت مع عدد كبير من السجناء القادمين من سجن تدمر.
أغلبهم كان مصابًا بأمراض جلدية متنوعة ومتعددة، ومرض السل وغيره من الأمراض المعدية، جميعهم كانوا من الأخوان المسلمين أو المحسوبين عليهم.
هذه الأمراض كانت نتاج قلة الشمس وقلة الطعام، والوضع النفسي الصعب نتيجة التعذيب الفظيع والحرمان من التنفس والزيارة والخوف الشديد من التعذيب ومن قلة النوم.
كنت أكل معهم في الصحن ذاته، ونغسل أيدينا بالأواني والأدوات ذاتها ونتشطف أيضًا بالأدوات ذاتها.
لم أفكر لحظة واحدة بانتقال العدوى، ولم أخف، لأنني كنت أعلم أننا نتنفس الهواء ذاته، فلا مفر من المرض لهذا يجب أن نرمي وارءنا الخوف والوسواس القهري.
وعشت في تدمر الظروف ذاتها الذي عاشها هؤلاء الذين التقيت بهم في عدرا، الطعام قليل، لا تنفس، لا شمس، لا نوم، لا حرية لا أمل بالبقاء على قيد الحياة.
لا بد من العبث والشجاعة في الآن ذاته.
ما أريد قوله، أن أغلب الجرائد والأقنية الفضائية والأقنية الخاصة على اليوتوب يبثون الخوف في نفوس الناس، كقولهم:
ـ تناول هذا الفيتامين، وإلا ستصاب بالمرض الفلاني، هذه اللحمة الحمراء ضرورية، لا تدخل الحمام والتلفون معك، هذه الخضروات لا تأكلها، تناول تلك، هذه الفواكه تضر وتلك تضر، لا تتناول هذا الشيء وتناول غيره.
سأقول، الثلاث السنوات الأولى من عمر السجن كان الفطور لبنة وزيت، والعشاء بطاطا مسلوقة، ولا غذاء، أما في تدمر يوجد فطور ولكن لا يوجد غذاء أو عشاء يمكن أن يقال عنهما غذاء أو عشاء، مع هذا عشنا سنوات طويلة، وخرجنا وتابعنا حياتنا.
هذا البوست لأولئك الخائفين، الذين يعتقدون أن تناول الطعام الكامل يجب أن يتم أو سيموتون من قلة الفيتامينات.
العزف على خوف الناس سبب للكثير من الناس أمراض نفسية واضطرابات نفسية وقلق على حياتهم.
تناولوا طعامكم باعتدال، وأجسادكم ستحميكم من أي مكروه. الجسم يركب ما يحتاجه.

الجنس لدى أغلب الناس تحول إلى عقدة أوديب، يشعر المرء كأنه يرتكب عيبًا، شيء مخجل.
قوننة الجنس، وضع الستار عليه، عزله عن العام، أدخاله في بيت الطاعة وربطه بإنتاج الأطفال، بالعار والخيانة وبالسرية المطلقة.
تحول الجنس، جسد الإنسان إلى مؤسسة، يدخلها أثنان في كامل حريتهما، يجمعها الرغبة، وبعد أداء الطقوس الخاملة، يخرجان منها وكأنهما حطام.
الجنس أنبل الرغبات، فيه الجمال والحرية، حب الاكتشاف، التحليق مع الشمس والنجوم، في هذا اللقاء الصادق يسبحان في الفضاء.
بيد أنه يتحول إلى قمع في ظل المؤسسة، ينسلخ جلدهما من الهرش اليومي حول كيفية تحويل هذه المؤسسة إلى جملة من الخدمات الروتينية والعتاب ورمي الخطأ على بعضهما، الرجل والمرأة.
لا تمارس الجنس مع إنسان مقيد، مفكك من الداخل، مشوش وضائع.
القمع الأول يبدأ من الأسرة، الأب والأم، الأولاد، ويمتد إلى أعلى مراتب السلطة.

ابق حيث الغناء ـ 19 ـ
في الموعد المحدد للمدرسة الأنكليزية ذهبت إليها في الصباح الباكر في الموعد المحدد. كان المبنى جميلًا جدًا واسعًا فيه عدد كبير من الطلاب الذين حازوا على الأقامة الموقتة في منظمة الأمم المتحدة.
شعرت بالراحة النفسية والروحية عندما رأيت الكم الكبير من الناس من مختلف المشارب الاجتماعية والفئات العمرية، ومن دول عربية عديدة.
عندما وصلت ودخلت الصف، قدمت أسمي كما هو متعارف عليه في أي مؤسسة في العالم سواء في بلادنا أو غيرها.
جاءت المعلمة، وكانت أمريكية الأصل ولهجتها أمريكية أصلية، اسمها فيرجينا، رحبت بي وأشارت بيدها إلى المكان، أن أختار مقعدي في الصف الممملوء بالطلاب.
قدمتني وعرفتني عليهم وعرفت نفسها علي، وكان جلهم من العراق الشقيق ومن محافظاته.
كان الصف نموذجيًا له مقاعد حديثة وسبورة حديثة، وفيرجينا شابة في بداية الثلاثين من عمرها، متزوجة من شاب أمريكي وسيم وأنيق.
في عيد الفطر جاءا إلى بيتي في المدينة الرياضة في عمان دون سابق إنذار، وعندما قرعا الباب علي، فتحت الباب فرأيتهما في فم الباب، وقفت مذهولًا مستغربًا عندما رأيتهما، وكانت فرجينيا تتقن اللغة العربية باللهجة الأردنية بطلاقة.
وعندما جلسا قدمت لهما الشاي، وتحدثنا عن سوريا والواقع السوري والأردني شعرت أنها كانت مطلعة على أغلب شؤون المنطقة، وعندما قلت لها أنا من أصول مسيحية ولا احتفل بعيد الفطر أو غيره من الأعياد لأنني ملحد، غير مؤمن ولا احتفل بالأعياد الدينية، ردت علي بلباقة وبلغة سلسلة وشفافة:
ـ لا مشكلة في كوني احتفل أو لا، المهم أننا التقينا بك وجلسنا بصحبتك، وأنها سعيدة بهذه الزيارة. بينما زوجها الأمريكي الوسيم كان أغلب الأوقات صامتًا وعندما كنت أريد منه المشاركة في الحديث كنت اشعر أنه يفهم القليل من المفردات والجمل العربية.
ما يسر الخاطر بالناس الغربيين أنهم طبيعيون جدًا، متواضعون، هكذا كانت فرجينيا وهكذا كان زوجها، ولمست هذا بعد مجيء إلى السويد.
الإنسان الغربي عمومًا في سيكولوجيته قريب من بعضه، طبعًا هناك استثناءات، أغلبهم متواضع ولديهم أذن يسمع ويصيخ السمع، وعيونهم في عيونك عندما تتكلم مع أحدهم.
هذا الأدب الجم يجري تعليمه من البيت والمدرسة، هذا الشعور بالمودة أكثر من ضروري، حتى يشعرك بالاهتمام ويتابع كل كلمة تقولها. على عكس بلادنا الجهة الوحيدة الذي ينصت إليك بكل خلاياه، إلى كل كلمة تقولها بدقة وعمق هي المخابرات، ليس حبًا بك أو أن لك قيمة معنوية أو إنسانية وأنما من أجل ان تقع في أيديهم ككبش فداء لهم لذبحك.
بالعموم أغلبنا لا يسمع بعضه ولا يهتم بالأخر، بك أو ببكاءك أو حزنك، وأغلب علاقاتنا مزيفة وقائمة على اللف والدوران والكذب والغش، وذهن أغلبنا مشتت خاصة عندما تتكلم معه تراه شاردا، وذهنه ذاهب إلى مكان أخر، بل ينسى وجودك كله أمامه، كأنه مريض بالتوحد.
كانت فرجينا معلمة قديرة وذكية، وأعطت التدريس مكانة رفيعة، ربطت الصف في بعضه، وحولت علاقتها مع الطلاب إلى حميمية راقية، تحولت إلى ندية وقوية.
في المدرسة تعرفت على الكثير من الأصدقاء من العراق الشقيق، وحدثت بيننا صداقة عميقة جدًا لا زالت قائمة ومستمرة إلى اليوم مع بعضهم.
تعرفت على الشاب الجميل، جميل أحمد من مدينة البصرة في أقصى جنوب شرق العراق الذي بقع على مسافة قريبة من شط العرب وجنوب الكويت وشرقها إيران، وهي ثاني مدن هذه الدولة العملاقة.
وموسى الحيدري وأخيه حسن، ووسن الكعبي وأختها نيران، ورانيا بوشي وأمها، وثلاث فنانين تشكليين مع زوجاتهم، وشاب أرمني قليل الكلام، كان مخرجًا سينمائيًا، لم أجلس معه على أنفراد ولم نتحادث، ذهنه مشغول طوال الوقت، وشاب اسمه جعفر من السودان، وبعض الصحفيين والكتاب.
هذه الباقة الجميلة من الأصدقاء بددوا الغربة والوحدة في داخلي، وأزاحوا الهم الذي كنت أعانيه، بل دفعوا قلبي إلى الألفة والفرح. بوجودهم تغيرت أشياء كثيرة وكبيرة في المحيط الذي كنت أعيش فيه. لم أعد وحيدًا، هناك من يقاسمني الهموم والغربة والأوجاع، ومحاولة البحث عن عوالم أخرى بعيدة عن محيطنا، عن منطقتنا المضطربة وعن عالمنا العربي والإسلامي.
ربما لا يوجد أجمل من الصداقة النبيلة في العالم، أنها شراكة عظيمة، رابط يوحد البشر دون قيود أو قوانين. إنها مصلحة من نوع مختلف. علاقة ودية أو شراكة دون عقد قانوني. وحماية وتعاون في السراء والضراء، يحملون هموم بعضهم ويرفعوها معًا.
في الفرصة، نجلس حولي عشرين فردًا معًا حول طاولة مستديرة، نتحدث، نحتسي الشاي أو القهوة، وفي حديثنا ننسج علاقة ونتعمق فيها، ونتعارف أكثر، ونذهب بعيدًا في المعرفة سواء على المستوى الشخصي أو الإنساني.
ودائمًا هناك شغف في معرفة المزيد عن الأخر، حياته، علاقاته بوطنه، رغباته، ماذا يريد وإلى أين يذهب.
جلّ العلاقات كانت بسيطة رقيقة ناعمة، وكلنا كنًا على سفر إلى وطن أخر، أغلبهم لم يكن متعمقًا في السياسة أو الفكر، أغلبهم كان متدينًا تدينًا بسيطًا، وبعضهم لم يكن مباليًا في الدين، بعض النسوة كنّا محجبات والبعض الأخر لا. ولكني لم أر هناك فارقًا بينهن، كنّ رائعات جميلات، قلوبهن كانت رقيقة كنبع ماء صاف رقراق.
كن لطيفات، دمثات القلب والأخلاق. وكنت سعيدًا جدًا بوجودهن، والقسم الأكبر كن صغيرات في السن، في العشرينات، وبعضهن متزوجات، وهناك نساء أكبر في السن في الثلاثينات والأربعينات، والرجال كانوا لطيفين جدًا. والوقت في السعادة يمر بسرعة البرق.
اثناء الأستراحة كنت أجلس مع الجميع وأذهب بعيدًا في تحليل الظواهر الاجتماعية، وواقعنا. وكانت تجربة السجن طازجة في ذهني، لم أكن خارجه، فقد مضى على خروجي منه سنتين، وسجن تدمر مره علقم، جذوره صلبة لا يمكن هضمه ورميه خارج الفم والعقل والروح بسرعة. إنه يحتاج إلى وقت طويل ليتخلص منه المرء أو ترميم الوجع.
وعندما كنت أتحدث عن التاريخ الإسلامي، منذ نشوءه وتطوره وتمكنه من بسط سيطرته على الجزيرة العربية وانتقاله إلى الخارج بقصد جني الفوائض المالية، كنت أرى العيون زائغة مستغربة، وكأني جئت من عالم أخر. وعندما كنت اتعمق في شرح صراعاته الداخلية، معركة الجمل أو معركة صفين ثم الخوارج والتصفيات السياسية في عهد الرسول وفي زمن الخلفاء والصحابة، والاقتتال البيني على السلطة، ودفع الجيوش إلى الخارج للهروب من الأزمات الداخلية، ثم تدخلاته في أماكن أخرى من العالم جاء لتحريك الصراع على المستوى العالمي.، وإن هذا الدين كان ضرورة سياسية لاملاء الفراغ السياسي العالمي.
كانوا ينظرون لي وهم في حالة ذهول واستغراب. ودخلت في شرح الصراع على السلطة بين علي بن أبي طالب ومعاوية ابن أبي سفيان، وأن هزيمة علي كان ضرورة سياسية استراتيجية للدولة الناشئة بالرغم من الكم الهائل من الأيديولوجية التي كان يحملها علي بن أبي طالب، لأن السلطة لا تحتمل الأيديولوجية دون براغماتية والنزوع نحو السيطرة. وإن معاوية كان يجسد الواقعية السياسية الحقيقية، وأن واقعيته هي الحاجة الحقيقية للسلطة وبقاءها خاصة في تلك الظروف العالمية في ذلك الزمن القديم.
البعض كانوا شيعة والبقية كانوا سنة، كلا الطرفان كانوا في حالة حزن من هذا الكلام، وكأنهم استيقظوا على عالم لم يكن يعرفوه.
بيد أن أحاديثنا عن الدين والسياسة والمجتمع لم تنفرنا عن بعضنا، بل عمقت علاقتي مع أصدقائي الجدد، وأصبح بيننا صداقة اكثر من عميقة.
زرت الكثير من الأصدقاء في البيوت وارتبطت مع الكثير منهم بوشائج راقية وعميقة، ما زالت باقية ومستمرة إلى اليوم على الرغم من مرور زمن طويل على فراقنا، بيد أن هذا الطول في البعد لم يباعدنا.
فما زلت على تواصل مع وسن الكعبي التي أصبحت فنانة تشكيلية في الولايات المتحدة وأكملت دراستها الجامعية بتفوق، وكنت أراها موهوبة وشابة قديرة أثناء وجودنا في الأردن، وهناك رانيا بوشي الشابة التي نجحت في حياتها ودراستها الجامعية في كندا، وما زال تواصلنا أخويًا مستمرًا إلى اليوم، وكأننا لم نغادر الأردن رغم أكثر من عشرين عامًا على تلك المرحلة.
كنت استغرب وجود فنانين تشكيليين متمكنين من أدوات شغلهم وعملهم الفني، موهوبين جدًا، لوحاتهم كانت تعرض في المعارض الفنية، وتباع بسرعة. لوحات ترقى إلى المستوى العالمي، بيد أنهم لم يكونوا يهتموا في السياسية ولم يكن لديهم بعد نظر سياسي، بل كانوا بسطاء جدًا في هذا الجانب لا يرقى إلى ألف باء السياسة، بل متدينين جدًا، وكنت اسأل نفسي:
ـ متدين وفن تشكيلي، كيف يمكن التزاوج بين هذا وذاك؟
إن العلاقة مع الناس من هذا النوع جعلتني حرًا متحررًا من العلاقة مع السياسيين.
العلاقة مع السياسيين متعبة بل مجهدة، تراهم يدققون في أدق الكلمات، ويذهبون في تحليلاتهم إلى أعمق مما هو على السطح لهذا مطلوب منك أن تكون مستنفرًا على بينة من كل كلمة تلقيها لأنه لديك معرفة أن الذي مقابلك يراقب كلماتك احاسيسك، أنفاسك وأفكارك، ويسجل عليك ما تحكيه أو تتنفسه، وإذا أدرت له ظهرت طعنك دون رحمة أو شفقة.
العلاقة مع السياسيين في السجن أو خارجه أكثر صعبة بكثير، فمطلوب منك أن تكون يقظ الأحاسيس والهواجس وكأنك تمشي على الجمر.
هنا، بين الناس الغير مسيسين أو مأدلجين، لا أحد يقف لك عند كلمة ما أو جملة، بل لا ينتبه إلى أخطاءك أو انفعالاتك، ولا يعرف إلى أين تذهب في أقوالك. براءتهم تجعلهم يسمعون إليك دون بعد أيديولوجي او نفسي أو يشكك في كلامك أو أبعاده. تتكلم بحرية مطلقة، بل تحلق في ملكوت العقل والفكر والتراث. فهذا المستوى المتابع يختلف عن ذاك الديوث المتلون المتغير المتبدل، الذي يأتي بخمسين قناع ووجه.
السياسي إنسان كريه وقذر.
كنّا نخرج من المدرسة ونذهب إلى أسواق عمان القديمة، نمشي في الشوارع، نصل إلى ملتقى اللاجئين العراقيين الذي يقدر عددهم بمئات الآلاف، نسلم على بعضنا، ونتحدث عن من سافر إلى دولة أوروبية او استرالية أو كندا أو غيرها، ومن بقى. وكل واحد يتحدث عن هموم السفر، العيش الصعب.
وسيارات الشرطة الأردنية تجوب المكان، بيد أنها منضبطة لا تتدخل إلا إذا كانت هناك أوامر يوجب التدخل أو الاعتقال.

القضية الفلسطينية ليست مركزية للصراع، هناك قضايا أهم بكثير من هذه القضية.
قضية الاستبداد السياسي والثقافي والاجتماعي يجب أن يكون لهم الاولوية، قضية التراث الخربان، الثقافة الاتكالية، العقل الاتكالي، النص القرآن الجامد، الحضر على الفكر عدم الجدية والصدق في قراءة التاريخ، الكذب والرياء في تناول الشؤون الحقيقية للواقع الحالي.
ما يفعله الكتاب العرب والصحفيين العرب أنهم يوجهون الغوغاء إلى ما يريده الحاكم العربي المبتذل ويضربون بسيفه مقابل المال السياسي الوسخ.
الكثير من الشعوب الأوربية والأمريكية خرجوا بصدق للدفاع عن القضايا العربية بالملايين في الوقت الذي لم يخرج الشارع العربي والإسلامي للدفاع عن الإنسان في بلاده المهشم والمدمر.

الإبداع سره الغربة الداخلية، الأسئلة التي لا جواب لها، الذهول من وجود هذا الكون، سبب وجوده.
وهل هو موجود أم ظله أم طيفه هو الموجود.
وإنه دائم الانبهار بهذا الاغتراب الغامض.
الإنسان الواقعي لا يمكن أن يكون مبدعًا، ربما يكون كاتبًا، لصًا، صباب الماء البارد على الأطياز الحارة أو الساخنة.
المبدع يجب أن يكون مريضًا، قلقًا، مجنونًا، غير مقيد بقانون البشر.
إنه كائن مشوش يبحث عن ذات الوجود في ذاته المشوشة.
أنه لا منتمي لأي انتماء.
إنه كائن متعب، لا أليف له، ولا مسكن يركن إليه، ولا أليف يتسعه.
إن رفيقه الوحيد هو الريشة، القلم، آلة الموسيقا، أزميل النحت، خشبة المسرح.
من يفرح للأضواء والشهرة والمال ليس بمبدع، هذا موظف

علاقة العصفور بالحرية تتفوق على علاقة الإنسان بنفسه وتكوينه وعقله وبنيته النفسية. وتتجاوزه في كل مجالات الحياة.
يا ليتنا نتعلم منه تنظيم الحياة في أجواء الحرية دون قمع أو عبودية.
الذي يلتصق بالطبيعة يدرك معنى الحياة والوجود، ويشعر بالسعادة الدائمة.
والسعادة حبيبة الحرية.
يمكن ضبط النفس الإنسانية وتهذيبها ويمكن تحويلها إلى وحش فتاك.
يقول الشاعر أبو ذؤيب الهذلى
والنفسٌ راغبةٌ إذا رغَّبتها .... وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تقنع
الكائن المستلب، المشبع بالعبودية وقيم العبودية لا يمكن أن يتصالح مع نفسه إطلاقًا.
والعبودية والسعادة متنافرتان.

التكاثر البشري غير المنضبط بالعقل والوعي يشبه تكاثر الحشرات، أنه خطير، سيأكل التراب والماء والأسماك والحيتان والمحيطات.
الحشرات لهم منطقهم الطبيعي، مرتبطين بعقل الطبيعة، لأنهم لا يملكون العقل والهيكل العظمي الذي يقيهم قسوة الطبيعة وتقلباتها، لهذا فإن الطبيعة زودتهم بأساليب البقاء وعدم الانقراض.
انقراض البشر سيكون سببه التمرد على قانون الطبيعة، والتمرد على التوازن الطبيعي.

حصتنا من الأبدية هي في العودة إلى الوعي الكلي، هي تلك الثوان المعدودات، في ذلك الانفصال عن أنفسنا، والالتحام بالذات الكبرى، بالوجود..

مضى شهر وأنا أجول في أرض، واتابع وضع شعب الصومال عبر كوكل، أبحث عن المدن الصومالية المقيمة على نهر جوبا ونهر الشبيلي.
الصومال فقير جدا في عرض نفسه على العالم ليعرفوا عالمه الجميل.
نحن نعرف حروبه لا أكثر.
مندهش من انهاره وغاباته وأراضيه الخصبة.
لديه شواطئ بطول 3000 كيلو متر، نهر جوبا دائم الجريان في الصومال بطول قرابة ال 900 كيلو متر ومتوسط عرضه 122 م.
فيه مزروعات مهمة جدا وثروة سمكية هائلة.
وشفت معدمين ايضا، ولاجئين صوماليين ضمن وطنهم بالملايين. مساحته بحدود 637 الف كيلو متر وفيه مجاعة ونقص ماء.
والكثير من الصوماليين رأيتهم يحفرون الأرض في محيط نهر الشبيلي، الطويل جدا، بيد أنه موسمي، ويتعرض دائما للفيضان الهائل يقضي على كل شيء ثم يتحول هو ومحيطه إلى الجفاف.
بالأيدي يحفرون الارض ليحصلوا على الماء، وهناك حيوانات نفقت.
اعتقد أن الصومال أغنى من سوريا في كل شيء.

زادت شراسة روسيا في الأونة الأخيرة في الحرب، برفع منسوبها، والضغط على اوكرانيا بعد لقاء رئيس المخابرات الأمريكية مع رئيس المخابرات الخارجية الروسية في استانبول.
لماذا؟
أمطرت روسيا الدولة الأوكرانية المنكوبة بمئات الصواريخ المدمرة، وسط الصمت الدولي أو تخاذله أو ربما عجزه، الأمريكي تحديدًا.
ماذا يحدث اليوم، ولماذا اليوم؟
هل تم الأتفاق بين روسيا وأمريكا ان ينهوا الحرب ولو مؤقتًا من أجل المفاوضات وفق الإرادة الروسية، الأرض مقابل السلام؟
وماذا ستأخذ امريكا مقابل انهاء الحرب؟
تبريرات امريكا غير مفهومة حول الصواريخ الروسية التي سقطت في بولونيا على أنها أوكرانية؟
والاغرب، أن بولونيا التي تكره الروس كرهًا شديدًا، هي أول من قال أن الضربة جاءت من أوكرانيا؟
الصدق في الحروب جريمة شنيعة، ولا يوزاي الخيانة إلا تبرير القاتل من القتل.
ماذا يحدث في عالمنا؟
قلت، وسأقول أن الحروب الحالية، هي من أجل تدوير أزمة النظام العام كله، وليس من أجل الأرض.
هذا رأي واتمنى أن أكون غلطًا.

اعتقد أن لا نهاية للذرة.
الذرة الجزء الاساس من تكوين الكون، أي أن الكون لا نهائي.
إذا كان للذرة نهاية فإن للكون نهاية، معنى هذا أن للكون بداية ونهاية، وسيتلاشى، وهذا غير صحيح.
رأي أن الكون قائم بذاته ولذاته لم يخلق ولن يموت، وهذا حال الذرة، بمعنى ان الكون يتمدد بذاته ولذاته.
والذرة لا تنفى ولا تموت، تتحول تحولات نوعية.
والأرض التي نعيش عليها كمان تتمدد وتكبر، وجميع الكواكب تتمدد بفعل حركة الكون واستقطاباته عبر ملايين السنين.

ألمانيا تعلق التصديق على مشروع نوردستريم للغاز.
لوكشينكو هدد أوروبا بقطع الغاز عنها، فجاء الرد الالماني صاعقًا، عبر القانون.
قالوا نهاية خط الأنابيب الذي طوله 47 كيلو متر سيكون في بلادنا، بيد أن الشركة الموردة في سويسرا، سنحتاج إلى وقت طويل لتأسيس شركة خاصة بنا لربط الغاز، الذي سيمر عبر الحكومة الألمانية تحديدا.
الصراع السياسي يستطيع أن يأخذ أوجه كثيرة منها الوجه الاقتصادي.
بمعنى:
يا بوتين، إذا أردت أن تحاربنا على حدود بولونيا وليتوانيا عبر الصبي لوكشينكو، وتضغط علينا بقصة اللاجئين، سنعلمك درسًا لن تنساه، نحن لن ناخذ الغار منك، ولا يوجد أي قانون يلزمنا بهذا الغاز تبعك، بلو وأشرب ميته.
ستخسر روسيا مليارات الدولارات إذا لم يضخ هذا الغاز من أراضيها.
وعمليًا ترى ألمانيا أنها في صدد البحث عن خيارات أخرى للحصول على الطاقة حتى لا تخضع للابتزاز الروسي.
يبدو أن بوتين لأن كثيرًا في حديثه مع ماكرون، وسيحاول أن يحل المشاكل على الحدود مع بولونيا.
من المعيب أن تستخدم الأنظمة القرون الوسطى، الناس الضعفاء، المغلوب على أمرهم كورقة سياسية رخصية في سياساتها، تجلبهم من بلدانهم وترميهم على الحدود، في العراء، وفي ظل البرد والجوع والضياع.
يجب أن يتقدم لوكشينكو وبوتين إلى محاكمة دولية لما فعلاه في اللاجئين، ومعهم أردوغان. فأرواح الناس ليست لعبة سياسية في أيديهم يستخدموها متى رغبوا وشاؤوا

تذكرت وردان، ربت على وبره، نهنه، وارتخى. ومط جسده. وكأنه يريد المزيد.
قلت له:
ـ وردان.
ـ لم يرد. قلت:
ـ عندما يكون الإنسان على مسافة حقيقية من الموت تبتعد الفانتازيا عن ذهنه. وتهرب الأسئلة المبطنة أو الوجودية من عقله وقلبه. ويرمي كل شيء جانبًا، الأخلاق والقيم والمبادئ أو أي خيط يكون عثرة أمام مصيره. تبدأ الحسابات تأخذ بعدًا واقعيًا وحقيقيًا.
وبقيت رابضًا على الرابية. حائرًا. كعصفور صغير لا يقوى على الحركة، تحيط بي بعض الصخور. ومختبئًا، متأملًا الجبل الأشم.
شعرت بالتعب والخواء وانحسار الأمل. وعقلي يدور ويدور منتظرًا انقشاع الغيم والغمام حتى اتابع طريقي.
كنت أصغي لصوت المطر وتموجات حباله وهي تتناغم مع بعضها بخطوط طولية متناسقة.
هبت ريح قوية زعزعت خيمتي، بله كادت تقتلعها. رفعت رأسي وشيئًا فشيئًا رحت استعيد المشهد بأشكال مختلفة. تدفقت الأصوات الغامضة في رأسي صادحة. وتدبك وتغني. آمرة متضرعة ولا تترك مجالًا لسواها. صوت داخلي يصعد من داخلي يحفزني.
قلت بصوت خافت وآسر:
ـ إن الفزع الكوني والوحدة توقظان في داخلي أحاسيس غامضة هي مزيج من انفعالات وجدانية وخوف وجودي كامن. وشعرت أن الكون مختبئ في داخلي مثلما تختبأ النجوم خلف الغيوم. ويريد أن يخرج. عدلت جلستي قليلًا حتى اتوازن، شعرت بالبرد يطوقني. وضعت فروتين تحتي وفروة أخرى فوقي. اسندت رأسي تحت يدي. وانتبهت. قلت:
ـ وردان.
نظرت إليه رأيته يرتعد. ضممته إلى صدري. وأجلسته بجانبي. وملأت فنجاني بالقهوة ورحت أرتشفها على عجل. وأشعلت لفافة. ورحت أمصها مثلما يمص الطفل حلمة أمه وأعب دخانها بنهم. ثم انحنيت على ركبتي.
قلت له:
ـ لا تخف يا وردان. لن نموت. وسنصل الخابور ونشرب من ماءه.
ولمحت على مبعدة قصيرة قطيعًا من غزلان البادية السورية الجميلة تنتقل من ضفة سهل إلى آخر.
تأففت والرؤى تتجسد في عيني. والأفكار القديمة تلقي بظلالها في رأسي تحت ثقل هذا الجو الندي. بينما خيوط المطر لا تتوقف عن الأنهمار بغزارة وتربط السماء بالأرض. اشحت بنظري عن الرماد. وشعرت بالبرد. جلبت المزيد من الحطب ووضعته في النار. فككت الصرة المربوطة ببعضها. وأخرجت محتوياتها. وضعت الخبز والجبن على قماشة ورحت آكل على مهل. ثم وضعت دلة القهوة على النار بعد أن ملأتها من القربة المرمية بالقرب مني.
مررت يدي على لحيتي بقسوة. وغرقت في التأمل. وقد أصبح الوقت عصرًا. والزمن يرحل من مطرح إلى آخر دون توقف. ورحت أمد بصري عبر فتحة الخيمة، فأرى السهول المغطاة بالماء، وأطرح على نفسي الأسئلة الملحة:
إذا تسلل الليل بعد قليل أين سأنام؟ وكيف سأقضي ليلتي في هذا المكان الموحش. والمطر يمنعني من الخروج من هذا المكان. والبحث عن خيمة طافية على ظهر البادية لعشيرة عربية تحط رحالها بالقرب مني أو في مكان أوي اليه. ستلتم علينا الضباع والذئاب والجوارح. وتأكلنا. والخابور بعيد. ولقاء أهلي ما زال بعيدًا. غامرني الحنين والشوق للقائهم. والخوف غيمة محلقة في مكان مجهول وألوانه كثيرة ومتعددة.
وأحسيت بالموت يقترب مني ضمن مشروع وجودي محتمل.
رفعت رأسي قليلًا، رأيت الغيوم السوداء ما تزال ترزح فوقنا، والأرض مثقلة بالماء، والمطر لا يريد أن يتوقف, وسهول بادية الجزيرة السورية فارغة من الغابات والأشجار وأصداء التراب البكر يستجدي الرغبة في الماء.
وتعود ذاكرتي إلى زمن الانعتاق. إلى نازلي. المرأة. رائحة جسدها الآخاذ. وقطرات الندى البلورية فوق مسامات جلدها الرقيق، واقفة أمامي بكامل أنوثتها وسحرها. وتتراءى لي نظراتها فاستعير من بقع الضوء بعض الضوء. واتوه. ويصدح دمي في رائحة دمها، وتعلو أنفاسي في أنفاسي وتضطرب. وتعود تلك اللحظة الجميلة المشحونة بدفقات الوجود إلى إلى الوجود، إلى اللحظة التي جمعتنا. تكبر وتكبر ويزداد وجعي لفراقها. ولقائي بها فوق تلك التلال والروابي القريبة من استانبول والبحر والنوارس وفيض الخيال.
اذكر المشفى الذي نزلت فيه جريحًا مصابًا بطلق في فخذي. والدماء التي سالت مني وما زالت تسيل، ويعقبه النزف الطويل.
التفت فرأيت وردان بالقرب مني صامتًا. عيناه حائرتان لا تشيء بشيء محدد. واقف كالصنم وروحه ساكنة في أفق الزمن الحائر.
واستانبول.
آه من تلك المدينة الإلهة الجميلة الساكنة فوق النجوم. المدينة المضطربة والقلقة. السهرانة التي لا تنام. عيناها المفتوحتان تبقى مفتوحتين دائمًا. إحدى قدميها في الشرق والأخرى في الغرب كعصفور جريح موجوع رابض على ناصية يبحث عن عشه وسط ركام من العواصف الهوجاء.
وصرخت بذلك الصوت العاجز:
استانبول أيتها المدينة المريضة الحية، أيتها الموج، التمثال والزمن اليقظ ودائرة الموت.
وعاد هيجان موج بحر مرمرة يضرب دماغي وصدغي. ويفتت الصخور ويمسد الشطآن. وصوت أنينه يقرع عقلي ويزرع ركام ألمه في صدري ويبقيني يقظاً.
في ذلك اليوم قبض علي العثمانيون وساقوني للجيش ككلب أجرب لا قيمة له. بكيت على تلك السنوات التي ضاعت من عمري في خدمة زمن مجنون وعالم مجنون.
لم أذهب إلى الجندية الإلزامية من أجل نفسي أو لأرعى أغنامي أو لمساعدة أهلي في حفر بئر ماء لأرواء عطشنا وعطش الماشية. ذهبت لأسقي عقم هذا العالم. كان وقتًا ميتًا في زمن ميت. رُحلت إجباريًا لاسقي ثمرة عفنة. قلت في نفسي وعيناي مصوبتان نحو وردان:
هذا العالم مصنوع من ضلع أعوج يا زردان العويو، نابض من دواخلنا منذ أن رسمنا قاماتنا على الجدران الميتة وسجدنا لها.
كدت أطلق صرخة قوية أخرى في وجه الريح. بيد أني لم أفعل. مدركًا ان الزمن ظالم ولا يعود إلى الوراء. وأنه دائم الجريان مثل نهر لا يشبع من الرحيل إلى المجهول. لم أنل أي شيء من خدمة السلطان إلا رصاصة في فخذي كذكرى لا تموت ومغروزة في عمق روحي.
شممت رائحة الأرض, وقلت:
الرائحة اللذيذة المنبعثة من الأرض وحدها تجعلني أحس أنني في مكاني. وبالرغم من أن الحياة جميلة، بيد أن فيها كومة خيبات وكومة جنون. ولا يخلو أي كائن سواء كان غيمة مملوءة بالماء أو سحابة صيف أو مطر غزير أو برد قارس من الجنون والعشق والفرح والحزن.
ولان هذا الكون لاواعٍ لهذا هو منظم ويدور في فلك منضبط.
وعدت للجلوس. وتمتمت:
يا للحياة!
أيتها الحياة، كل شيء فيك غريب ويدعو للإثارة والتساءل. ويحتاج إلى البحث والاكتشاف!
يموت الإنسان وفي قلبه وعقله آلاف الأسئلة ليس لها إجابات. وربما يعيش في طول العالم وعرضه ويموت ويبقى الفضول يأكل أجزاءً كثيرة منه ويرحل دون نتيجة.
ثم قرفصت. ومسكت علبة الدخان وورق اللف ورحت ألف سيجارة أخرى بيد مرتجفة. ثم تركتها. يداي ترتجفان وشفتاي أيضًا. أنظر إلى اللفافة بعض الوقت وأرفع رأسي لانصت لنفسي. أغالب الرغبة في معرفة عمق التوهان الذي يسري بي وحولي. وأتوقف مع نفسي فتسري فيها قشعريرة باردة كأنها صعقة برق أوهدير رعد. واختلاطات كثيرة تأججت في داخلي.
قلت لنفسي:
ـ ربما هي أضغاث أحلام؟ أو أحلام يقظة؟ لقد تعبت من هذا الحزن. وهذا المطر الذي يسري في أعماقي بلذة. أردت الهروب من الذكريات وأردته في الوقت ذاته.
آه. أكاد أختنق.


ترهلت الدولة، ما زالت أمينة لتكوينها، بيد أن ثوبها أضحى مهلهلًا، ولم تعد تستطيع القبض على التطورات التي تحدث في عالمنا المعاصر
ليس في جعبة هذه الدولة إلا تأمين مصالح النخب المحلية والعالمية.
إنها تعمل وفق الآليات القديمة المهترئة.
إذا استمر الوضع كما هو عليه عموديًا، ستقتلع من جذورها دون أي بديل، وستعم الفوضى والقتل والموت.
الشعوب تستيقظ من سباتها، ثوراتها أفقية في أغلب دول العالم، وتريد استحقاقاتها في الحرية والحياة والوجود.
ولم تعد ترضى بالفتات الذي يقدم لها.
والألف ميل بدأ بخطوة نراه في لبنان والسوادن وتونس والعراق والجزائر وامريكا اللاتينية وايران واليمن وسوريا والحبل على الجرار.
لم يعد مقبولًا أن تعمل الدولة العالمية على اشعال الحروب والفتن والقلاقل ونهب الفوائض المالية من جيوب الطبقة الوسطى والفقيرة.
الجميع سيدفع الثمن الغالي وهو الخراب على كل المستويات.
ويبدو أنه لا يوجد في الأفق أي طموح في التغيير.

الكثير منا يرتدي القشور, بيد أنه لا يدرك ذلك إلا عند المحك.
التجربة هي التي تكشف المعدن الثمين من المزيف.
ولا تصدق نفسك إن دفعتك إلى موقف ما.
توقف وتأكد منها, ربما هو إغراء أو أغواء أو فخ. فنحن على مسافة كبيرة بين العقلانية وأهواء النفس التي تدفعنا إلى مكان ليس لنا.

المؤمن هو ذاك المرء الذي يعيش في أحضان الطفولة, يرضع الحليب, بيد أنه لم يبلغ مرحلة الفطام.
يعيش أجمل لحظاته بعيدًا عن الآخرين, لكن بمجرد أن يفتح باب بيته ليخرج، ليشم الهواء النظيف، يشعر بالصدمة الجارحة تلسعه من كثرة التيارات الهوائية التي تضرب رأسه وصدغه.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي