![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
بوياسمين خولى
2024 / 11 / 13
التطبيع ليس مجرد اتفاقيات استوجبتها ظرفيات جيوسياسية وإنما رغبة في تشييد مستقبل موحد ومشترك
وبالعودة إلى الوراء نلاحظ أن أغلب المسؤولين الاسرائليين ظلوا يعتبرون ان علاقات إسرائيل مع المغرب، علاقات قوية قوية و أن “ما يربط بين البلدين ليس اتفاقات بسيطة. ل قدظلوا يرون في المغرب مفتاح كل الابواب أمام الدول العربية والإفريقية. وهذا هو الهدف الأسمى الذي ظلت تسعى اسرائيل الى تحقيقه وستظل.
كانت تل ابيب دائمان تتمنى تطوير العلاقات التاريخية بين المغرب وإسرائيل، بما يتجاوز التوقيع على اتفاقيات أبراهام - نهاية 2020 -.
منذ تطبيع علاقاتهما الدبلوماسية في ديسمبر 2020، عزز المغرب وإسرائيل علاقاتهما الاقتصادية. وقد فتحت هذه الديناميكية آفاقا جديدة للتعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك السياحة والمواد الهيدروكربونية والطاقات المتجددة والزراعة والتكنولوجيات الجديدة.
تم إطلاق أولى الرحلات الجوية التجارية المباشرة بين إسرائيل والمغرب في يوليو 2021، وتم توقيع اتفاقيات تعاون مع المكتب الوطني المغربي للسياحة من أجل تعزيز الاتصالات الجوية بين البلدين. ولهذا السبب، استقبل المغرب في عام 2022 ما يقرب من 200 ألف سائح ومسافر أعمال إسرائيلي.... وتمثل السياحة حاليا قطاعا حاسما للعلاقات بين البلدين و توفر الكثير من فرص الشغل.
وقبالة ذلك، قامت وفود عديدة من عالم التحارة و الأعمال المغربي ،لا سيما عبر الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهو الاتحاد الرئيسي لأرباب العمل المغاربة، برحلات عمل إلى إسرائيل من أجل استكشاف إمكانيات التعاون الثنائي..
ومن بين المؤشرات الأخرى لدفء العلاقات بين المغرب وإسرائيل، تجدر الإشارة إلى التعاون في مجال البحث واستغلال المحروقات وتطوير الشراكات في قطاعي الطاقة المتجددة والمياه. وقد اسثتمرت شركات اسرائيلية استثمارا كبيرا في قطاع الطاقة في 2023-2024.
وقامت شركة نتافيم- Nétafim -، وهي إحدى الشركات الرائدة عالميا في قطاع الري- وهي الشركة الإسرائيلية الوحيدة المتواجدة رسميا في المغرب منذ عدة عقود، بافتتاح وحدة إنتاج في مدينة القنيطرة شمال الرباط.علما أن نتافيم هذه كانت متواجدة رسميا في المغرب منذ عدة عقود وقبل الاعلان الرسمي عن التطبيع وهناك أيضل شركة زيم- ZIM- لنقل الحاويات – النقل البحري- نشطت في المغرب رسميا وعلانية على امتداد عقود دون علم عموم المغاربة قبل ترسيم التطبيع.
كما أبدت العديد من الشركات الإسرائيلية اهتماما كبيرا بمشاريع في مجال إمدادات المياه فجر تأسيس التحالف المنشأ في نوفمبر 2022 بين المكتب الوطني للكهرباء والماء –Onee- المغربي والشركة الوطنية للمياه بدولة إسرائيل –ميكوروت- Mekorot -، والذي ينص على تنفيذ إجراءات تعاونية في مجال تحلية مياه البحر من حيث البحث والتطوير وتطوير القدرات. وفي إسرائيل، تمت إعادة تدوير 85% من مياه الصرف الصحي في عام 2022، ويتم توفير ما يقرب من 80% من مياه الشرب المستهلكة في إسرائيل من خلال خمس محطات لتحلية مياه البحر (وفقًا للتقديرات الرسمية). وهو الاتجاه واليبسل الذي يرغب المغرب في الاستلهام منه لتحقيق نسبة تنقية المياه بنسبة 80٪ في عام 2050.
كما أن المكتب الوطني للمحروقات والمناجم بالمغرب وقع أيضا اتفاقا نهاية سنة 2021 مع شركة Ratio Gibraltar، التابعة لشركة النفط الإسرائيلية -Ratio Petroleum -. ويتعلق هذا الاتفاق بإنجاز أشغال التنقيب عن المحروقات والغاز قبالة سواحل الداخلة. وستستفيد هذه الشركة - Ratio Petroleum- من 75% من حقوق التراخيص المستقبلية والباقي 25% المتبقية ستذهب إلى الدولة المغربيةوهذا في مساحة قدرها 109.000 كيلومتر مربع.
وفي مجال التجارة والاستثمار، يطمح البلدان إلى مضاعفة حجم التجارة بينهما إلى أربعة أضعاف ليصل إلى أكثر من 500 مليون دولار سنويا. وأكدت الزيارات العديدة التي قام بها مسؤولون وأعضاء في الحكومة الإسرائيلية إلى الرباط منذ عام 2022، التقارب الاقتصادي بين الدولتين. وفي هذا الصدد، أكد وزير الصناعة والتجارة المغربي أن الاتفاقيات التجارية الموقعة تنص بشكل خاص على إجراء مناقشات حول إحداث مناطق صناعية بالمغرب والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتبادل الخبرات في مجال الابتكار. .
والأمل الكبير معقود على اتفاقية ضريبية واتفاقية للتجارة الحرة أن يوفر لتوفير للشركات في كلا البلدين إطارا قانونيا أكثر ملاءمة للتجارة والاستثمار.
.
وهكذا أدى تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل إلى توسيع مجالات التعاون الاستراتيجي، خاصة إنجاز مشاريع البنية التحتية وإحداث مناطق النشاط. ومن خلال فرص العمل والمكاسب الاقتصادية المشتركة بين البلدين، ويرى المسؤولون المغاربة أن هكذا مشاريع جديدة واععدة لثمتين التقارب بين البلدين.
فبعد عامين فقط من إعادة تأسيس علاقاتهما الدبلوماسية، أجري المغرب مع إسرائيل تبادلات منتظمة وغير مسبوقة على المستوى العسكري والأمني بوتيرة من وتيرة التقارب الاقتصادي
ومهما قيل فإن الاختيار الرسي للتطبيع مع إسرائيل، ظلت قضية حساسة جدا في المجتمع المغربي قبل وبعد أن أصبح المغرب رابع دولة عربية، بعد الإمارات والبحرين والسودان، تقوم بـ”تطبيع” علاقاتها مع الدولة العبرية، ضمن سلسلة اتفاقيات دفعت بها إدارة ترامب علما أن المغرب، في الواقع، واصل الاتصالات والتبادلات السرية مع إسرائيل منذ أن أعلن رسميا عن قطع العلاقات الدبلوماسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
________________ يتبع ______________
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |