إشكالية التطبيع مع أسرائيل : جذور - خلفيات – حسابات وراء الستار وتحت الطاولة - الحلقة 0 قبل الأولى

بوياسمين خولى
2024 / 11 / 8

شباب مغاربة وجدوا انفسهم في قلب عاصفة اتهامات بالإساءة لرسول الاسلام من حيث لم يتوقعوا.


قبل الغوص في دواليب اشكالية التطبيع مع أسرائيل المتشعبة – حالة المغرب- سنفتتح السلسة بنازلة من شأنها أن تثير العديد من التساؤلات وتسكب ربما الكثير من المداد.


أجرت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، جلسة استماع لمدير “مؤسسة “الشراكة” الإسرائيلية بالمغرب، بمقرها بالدار البيضاء. ويأتي هذا التحقيق في أعقاب اتهامات بإهانة النبي محمد ووصفه بـ"الصهيوني".

بحسب بعض وسائل الاعلام ذات مصادر مطلعة ،
إذ بدأت النازلة بشكوى قدمها مناهضو التطبيع ومعارضو إعادة العلاقات بين الرباط وتل أبيب، واستهدفت مجموعة من الشباب المغاربة الذين قاموا بزيارة جماعية إلى إسرائيل في الصيف الماضي. والتقوا خلال رحلة هذه بعدد من المسؤولين، من بينهم أمير أوحانا- Amir Ohana -رئيس الكنيست الإسرائيلي.
وقد تم اعتبارأعضاء المجموعة الذين زاروا تل أبيب كشهود عيان، على واقعة الإساءة للنبي.
وهناك تهم اأخرى امذكورة في الشكوى المقدمة من طرف ائتلاف االمنظمات المغربية المناهضة للعلاقات مع إسرائيل (المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، بالتنسيق مع مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين) والتي يدعمها عدد من المحامين وكذا نبيلة منيب، عضو حزب الاشتراكي الموحد، الحزب.

علما أن هذا الائتلاف ظل يستنكرو ما اعتبره خيانة لمبادئ التضامن مع الشعب الفلسطيني. إذ اعتبر الزيارة إلى إسرائيل بمثابة تأييد ضمني لاحتلال الأراضي الفلسطينية والسياسة التوسعية للحكومة الإسرائيلية.
وفعلا، يشير البيان الصحفي الذي أصدره المدعين إلى أنه "بالنظر إلى حجم الجرائم التي تخللت زيارة هؤلاء الشباب المغاربة إلى الكيان الصهيوني بمثابة نوعمن إظهار دعمهم للجيش الصهيوني وجرائمه، في خضم بالإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، برعاية رسمية من الحكومة الصهيونية في إطار ما يسمى بـ مؤسسة الشراكة . تقر، بعد جمع المعطيات وإجراء الاستشارات القانونية، تقديم شكوى إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط.

أثارت زيارة 25 شابا مغربيا إلى إسرائيل، والتي نظمتها الجمعية المغربية - المغرب للعيش المشترك “Maroc pour le Vivre Ensemble”- بالتعاون مع مؤسسة اسرائيلية تحمل اسم- التشارك- “Partenariat” -غير المعترف بها في المغرب، جدلا حادا. هؤلاء الشباب، الذين ربما لم تكن لديهم أي فكرة عن تداعيات رحلتهم، وجدا أنفسهم الآن في قلب جدل وطني حول موضوع حساس مثل العلاقات مع إسرائيل.

ينظر البعض إلى مبادرتهم على أنها خيانة، و عمل يبدو أنه يخدم سياسة خارجية تعتبر مثيرة للجدل وغير مقبولة في السياق الحالي. ي حين ، يعتبرآخرون ان هؤلاء الشباب رواد ومنفتحين على الحوار واستكشاف الحقائق المختلفة، وبالتالي يدعون إلى اتباع نهج بناء في سياق غالبًا ما يتسم بالتوترات.

وهذا هو الحال أيضًا بالنسبة للعديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني المغربي المؤيدة لاستئناف العلاقات مع إسرائيل، والتي تستعد أيضًا لتقديم شكوى مضادة بتهمة التشهير والإهانة وانتهاك الخصوصية والتحريض على العنف ضد معارضي التطبيع.
____________ يتبع _____________

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي