![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
عبدو اللهبي
2024 / 11 / 6
عندما تؤطر الأقليات نفسها ضمن حزب سياسي يدافع عن حقوقها، فإنها تضمن لنفسها صوتًا في العملية الديمقراطية وقدرة أكبر على التأثير في القرارات والسياسات العامة. هذا الانخراط يعطي الأقليات عدة فوائد محتملة على المدى الطويل.
أولاً، يعزز هذا النوع من التأطير فرص الأقليات في أن يكون لها تمثيل مباشر في البرلمان أو المجالس المحلية، مما يجعل من السهل نقل اهتماماتها إلى الساحة السياسية.
ثانيًا، التحالف مع حزب يدافع عن حقوق الأقليات يسهم في توحيد جهود الأفراد وتوجيهها نحو أهداف مشتركة، ما يزيد من الضغط على صناع القرار لتحقيق مطالب محددة.
تأطير الأقليات نفسها في أحزاب سياسية هو وسيلة فعالة لتحقيق التكامل والاندماج الاجتماعي مع الحفاظ على الهوية الثقافية. هذا التأطير يساعد على خلق إحساس بالانتماء المشترك وتطوير هوية جماعية تتيح للأفراد التعبير عن قضاياهم وتحدياتهم ضمن سياق اجتماعي واسع.
عالم الاجتماع إيميل دوركايم، على سبيل المثال، يرى أن الانضمام إلى مجموعات أو أحزاب سياسية يشكل نوعًا من "التماسك الاجتماعي" حيث يجد الأفراد الدعم من مجموعات تشاركهم نفس الأفكار والقيم. في المقابل، يرى ماكس فيبر أن هذه المشاركة تعطي القوة للأقليات وتساعدهم على التفاوض للحصول على فرص أفضل، وبدلاً من أن يكونوا معزولين أو مهمّشين، يصبح لهم دور فعال في صياغة السياسات العامة.
بهذا الشكل، يمكن للأقليات تحويل "التأطير السياسي" إلى وسيلة لتحقيق النفوذ الاجتماعي، مما يمنحهم فرصة لزيادة تأثيرهم في المجتمع ويقلل من التمييز ضدهم ويعزز العدالة الاجتماعية..
فأنتماء العرب الأمريكيين وتأطير أنفسهم في الحزب الديمقراطي يضمن لهم مكاسب وحقوق لمجتمعاتهم على المدى الطويل ومنحهم فرص المشاركة السياسية كما يحدث في مشيقن مثلاً..
لكن رجوع العرب الأمريكيين لتأييد ترامب والحزب الجمهوري يجعلهم مهمشين ، وغير مسموعين .لان الحزب الجمهوري لايدعم حقوق الاقليات ولا يعطي إهتمام لأصواتهم، ولايقبلهم ممثلين سياسيين عنه..!
هذه الإنتكاسة الديمقراطية ستجعل العرب الأمريكيين مجتمع غير فاعل وغير مؤثر لفترة طويلة من الزمن..
فالحزب الجمهوري الان هو حزب اليمينيين المتطرفين حزب البيض ولايمثل أحداً غيرهم..
لهذا السبب تنتمي مجتمعات الأقليات في أمريكا الى الحزب الديمقراطي كونه الحزب الذي يدعو الى العدالة الإجتماعية ويدافع عن حقوق الأقليات والمهاجرين..
وترامب شخصياً معرف بعدائه التاريخي للمهاجرين والأقليات ، وتحريضه المستمر ضدهم وضد حقوقهم في المواطنة والعيش الكريم..
لهذا السبب أرى أن مصلحة العرب الأمريكيين تمثل في دعمهم للحزب الديمقراطي كونه الحزب الذي يمثل حقوق الأقليات والمهاجرين ويدعم حقهم في المواطنة والعيش الكريم دون مضايقات بسبب اللون او العرق او الدين..
فلسوء تقدير بعض الشخصيات العربية رأو أن دعمهم لترامب وهزيمة الحزب الجمهوري ستجعل أصواتهم مسموعه ويعملون لهم ألف حساب..لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.. فإضافة الى فقدان قيمتهم كفاعلين أساسيين في الحزب الديمقراطي والانتخابات ، سوف ينظر اليهم مستقبلاً على أنهم كالكرة في ملعب من يستطيع كسب رغباتهم العاطفية، وينظر اليهم على أنهم مجتمع غير فعال سياسياً بسبب تراكماته التاريخية والثقافية المبنية على أسس غير ديمقراطية..
لقد وضع العرب أنفسهم في المكان الخطاء من التاريخ، ولن تغفر لهم الديمقراطيه هذا الغباء والفعل المشين..
لكن أعتقد أن الحزب الديمقراطيي سيظل فاتحاً ذراعية لهم لكنه لن يعطيهم الثقة الكاملة كأعضاء ملتزمين..ولن ينسى وقوفهم الغير مسؤول مع ترامب المدان بجرائم كثيرة والمعروف بعنصريته الشديدة ضد المهاجرين والأقليات..!!
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |