الخطر المتنامي لحرب إقليميّة مدمّرة في الشرق الأوسط : الهجوم الصاروخي لإيران على إسرائيل ، و تهديد إسرائيل بالردّ و الخطر الحقيقيّ جدّا لخروج الأشياء تماما عن السيطرة

شادي الشماوي
2024 / 10 / 13

جريدة " الثورة " عدد 874 ، 7 أكتوبر 2024
www.revcom.us

ليلة يوم الإثنين 1 أكتوبر 2024 ، شنّت هجوما بوابل من حوالي 200 صاروخ بالستي على إسرائيل . معظم هذه الصواريخ وقع إعتراضها بأنظمة الدفاع الإسرائيليّة و البواخر الحربيّة الأمريكيّة القريبة من المنطقة المضادة للصواريخ و بعض صواريخ إيران فعلا أصابت أهدافها لكن لم تحدث سوى وفاة واحدة و القليل من الأضرار .
هذا الهجوم الإيراني خرج من مكان مجهول .
لقد كانت إسرائيل و إيران خصمين إقليميّين منذ عقود . و الصدام بينهما كان يتصاعد منذ شنّت إسرائيل إبادتها الجماعيّة الوحشيّة ضد الشعب الفلسطيني في غزّة غداة هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 على الجنود و المدنيّين الإسرائيليّين . لكن ضربة إيران بالصواريخ في 1 أكتوبر دفع إليها عدد متزايد من الهجمات و الإستفزازات الإسرائيليّة ، خاصة طوال عديد الأشهر الماضية .
و حدث مفتاح في هذا إغتيال إسرائيل في 31 جويلية لإسماعيل هنيّة ، القائد السياسي لحماس ، بينما كان في إيران للمشاركة في حفل تسلّم الرئيس الجديد السلطة . و في ذلك اليوم بالذات ، حاولت إسرائيل أن تغتال قائد كبير لحزب الله في بيروت ، لبنان . و كلّ من حماس و خاصة حزب الله حليفان لإيران . فشعرت حماس و إيران أنّ إسرائيل صعّدت هجماتها عليهم إلى " مستويات جديدة " بإغتيال هنيّة .
ثمّ في 17 سبتمبر ، شنّت إسرائيل هجوما منسّقا على حزب الله . أوّلا ، فجّرت إسرائيل البيجر التي يستخدمها حزب الله ، متسبّبة في جراح الآلاف من عناصره و كذلك مدنيّين ، و معطّلة إتّصالاته . و تاليا ، بين 23-27 سبتمبر ، نفّذت إسرائيل حملة قصف كبرى بالقنابل . فقتل الإسرائيليّون 700 لبناني ، و إغتالت القائد لوقت طويل لحزب الله ، حسن نصر الله . و بعد ذلك ، في صبيحة غرّة أكتوبر ، شنّت إسرائيل غزوا أرضيّا للبنان . (1)
و فهمت إيران هذه التحرّكات على أنّها جهد لإضعاف بشكل كبير إن لم يكن تحطيم حزب الله ، على ألرجح أقرب حليف من حلفاء إيران و أهمّهم في المنطقة ، و إضعاف إيران ذاتها و تأثيرها في المنطقة . لذا ، يمكن أن تكون إيران قد شعرت أنّه ليس لديها خيار عدا أن تردّ .
إسرائيل تهدّد بتصعيد كبير ضد إيران – بايدن : الولايات المتّحدة " تدعم تماما ، تماما ، تماما إسرائيل " :
فورا عقب الهجوم الإيراني يوم 1 أكتوبر ضد إسرائيل ، الوزير الأوّل أفسرائيلي نتنياهو ( نتن- النازي ) و قادة إسرائيليّين آخرين هدّدوا بهجوم كبير على إيران . و سرعان ما دعّم بايدن تهديد إسرائيل هذا : " لا تخطئوا أبدا ، الولايات المتّحدة " تدعم تماما ، تماما ، تماما إسرائيل " ، و صرّح بأنّ الولايات المتّحدة ستساعد إسرائيل في أن " تنتزع نتائج حادة " . و قامت هاريس بالشيء نفسه .
و لم تكن تلك كلمات فارغة . لم تزوّد الولايات المتّحدة إسرائيل بالمليارات من المساعدات العسكريّة سنويّا ، وهي تواصل تزويد إسرائيل بالدعم الدبلوماسي من كلّ قلبها لإبادتها الجماعيّة في غزّة ، لكنّها أيضا تشارك بنشاط في الدفاع عن إسرائيل. ففي 1 أكتوبر ، المدمّرات البحريّة للولايات المتّحدة ساعدت في إعتراض الصواريخ القادمة من إيران . و الآن الولايات المتّحدة ترسل عديد الآلاف الأخرى من الجنود و ثلاثة أسراب طائرات إضافيّة لتلحق ب ال40 ألف من الجنود الموجودين بعدُ في الشرق الأوسط ، إلى جانب مجموعة حاملات طائرات و بواخر بحريّة أخرى تجوب البحار المحيطة بالمنطقة .
و العالم يشدّ أنفاسه ، منتظرا رؤية ما ستكون عليه " النتائج الحادة " التي وعد بها نتن – النازي و إمبرياليّو الولايات المتّحدة ... و ما الذى ستفرزه بدورها .

ثلاثة أمور واضحة :
أوّلا : كلّ من إسرائيل و إيران يمثّلان مصالح رجعيّة . و إسرائيل ليست دولة إستيطان إستعماري غير شرعيّة تماما فقط بل هي أيضا كلب هجوم القوّة الإضطهادية المهيمنة في المنطقة ، الولايات المتّحدة .
منذ تأسيسها سنة 1948 ، بالطرد العنيف لأكثر من 700 ألف فلسطيني و فلسطينيّة بدعم من القوى الإمبرياليّة إلى يومنا هذا ، كانت و لا تزال دولة غير شرعيّة . و تُبقى إسرائيل مليوني فلسطيني داخل حدودها و أكثر من 3.2 مليون في الضفّة الغربيّة المحتلّة في وضع إخضاع ، و الآن تنفّذ إبادة جماعيّة فظيعة ضد 2.3 مليون فلسطيني و فلسطينيّة في غزّة .
و إيران دكتاتوريّة دينيّة رجعيّة ، هي ذاتها تهدف إلى أن تُصبح قوّة مهيمنة أكثر على المنطقة ، وهي بصفة متنامية تصطفّ إلى جانب القوّتين الإمبرياليّتين روسيا و الصين .
لا يجب مساندة أيّا منهما .
ثانيا : لم تكن إسرائيل لتوجد كما هي اليوم دون الولايات المتّحدة و قوى إمبرياليّة أخرى :
نحيا داخل الولايات المتّحدة التي دعّمت و موّلت إسرائيل منذ سنة 1948 و طوّرتها إلى كلب هجوم في المنطقة يخدم مصالح الإمبرياليّة الأمريكيّة . و مثلما قال بايدن نفسه قبل 40 سنة ، " إن لم تكن إسرائيل موجودة ، كنّا خلقناها " . بكلمات أخرى ، تحتاج الولايات المتّحدة قوّة مثل هذه لتتصرّف ك" فارض " في الشرق الأوسط ، منطقة حيويّة لسير النظام الرأسمالي – الإمبريالي للولايات المتّحدة و هيمنته على العالم .
ثالثا : لا حقّ لإسرائيل في الدفاع عن نفسها :
و لأنّ إسرائيل دولة غير شرعيّة ، ليس لها أيّ " حقّ في الدفاع عن نفسها " ، رغم نعيق السياسيّين الإمبرياليّين مثل بايدن و هاريس ، فما بالك بترامب .
في رسالته على وسائل التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 6 ، @BobAvakianOfficial رادا على " تبريرات " الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة للفلسطينيّين ، يحطّم القائد الثوري بوب أفاكيان زعم إسرائيل أنّ لها " حقّ الدفاع عن نفسها " :
" إسرائيل قوّة عسكريّة مسلّحة نوويّا و تلقى تزويدا و دعما كبيرين من القوّة الإمبرياليّة المهيمنة على العالم ، الولايات المتّحدة . و لأجيال ، فرضت إسرائيل إضطهاد ميز عنصري / أبارتايد على الفلسطينيّين ، متنكّرة لحقوقهم الأساسيّة...
و الحقيقة هي أنّ إسرائيل شأنها في ذلك شأن الأبارتايد / نظام الفصل العنصريّ في دولة جنوب أفريقيا قبلها ، دولة لاشرعيّة – و من ثمّة لا تملك حقّا شرعيّا في " الدفاع عن نفسها " – و ما تسمّيه " دفاعا " قد إنطوى بصورة متكرّرة على القتل المتعمّد للمدنيّين و منهم أعداد كبيرة من الأطفال . (2)
و فوق كلّ هذا ، هذا النزاع بأكمله يطرح الآن الخطر الحقيقيّ جدّا للخروج تماما عن السيطرة ، إلى حدّ نقطة الحرب النوويّة .
و مثلما يشرح بوب أفاكيان في رسالته على منصّات التواصل الاجتماعي ، الثورة عدد 87 ، " ،@BobAvakianOfficial " جيش الولايات المتحدة – العبوديّة الجنسيّة ، و جرائم أخرى ضد الإنسانيّة – فرض نظام إجراميّ " ( صدرت قبل التصعيد الإسرائيلي الكبير في لبنان :
" بتسليح و دعم العمليّات الإسرائيليّة ، حكومة الولايات المتّحدة ليست تمكّن المذابح الإباديّة الجماعيّة في حقّ الفلسطينيّين و الفلسطينيّات و إنّما كذلك تصعّد من إمكانيّة حرب مع إيران ، و ربّما حرب أوسع نطاقا و أكثر تدميرا حتّى . و في الوقت نفسه ، بتزويدها أوكرانيا بشكل هائل بالأسلحة ، و كذلك بالمعطيات المخابراتيّة و التوجيه الإستراتيجي ، حكومة الولايات المتّحدة و على رأسها إدارة بايدن / هاريس ، بعدُ في حرب غير مباشرة مع روسيا ، بينما تعدّ أيضا لمواجهة عسكريّة مع الصين – و كلّ هذا قد يُفضى إلى حرب عالميّة بين قوى إمبرياليّة مسلّحة نوويّا ، بإمكانيّة القضاء على الحضارات الإنسانيّة كما نعرفها . "
هذه الكلمات لبوب أفاكيان صحيحة و هامة ، و تحتاج أن تؤخذ مأخذ الجدّ بدرجة كبيرة . إبقوا متابعين للتطوّرات و متابعين لموقع أنترنت revcom.us و @BobAvakianOfficial على وسائل التواصل الاجتماعي .
هوامش المقال :
1. Timeline: The key moments that led to Iran’s missile attacks on Israel, Al Jazeera, October 2 2. Readers are strongly encouraged to read the entire dispatch and to follow @BobAvakianOfficial.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي