|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعيد الوجاني
2024 / 10 / 11
" عندما كنت احرر واعالج هذه الدراسة ، كان البوليس ( السياسي ) الاجرامي يطفأ شاشة الحاسوب "
الملاحظ ان رغم القرار الجريء الذي خرجت به محكمة العدل الاوربية ، وهو الموقف الموحد للاتحاد الأوربي بشأن النزاع الدائر منذ سنة 1975 ، رغم انه قرار استشاري وليس بالقرار الملزم ، الاّ ان بعض مِنْ مَنْ مِنَ المفروض فيهم معرفة حقيقة النزاع ، ورغم انهم ( أساتذة ) جامعيين ، او ( صحافيين ) ، او مسؤولين بالإدارة المغربية ، لا يزالوا تائهين ، يخبطون خبط عشواء ، دون ان تكون جرعة اثارة الحقيقة ، وطبعا السبب ، انهم يجهلون تطور النزاع ، ويجهلون محطاته ، ويجهلون نهايته المأساوية ، ليس فقط بالنسبة لقرار محكمة العدل الاوربية الذي دعا الى عزل ثروات الصحراء الغربية الواردة من الأراضي الصحراوية المتنازع عليها ، بل يجهلون الدرجة الخطيرة من موقف مجلس الامن ، ومن موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة ، دون اثارة مواقف الاتحادات والكيانات ، كالاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي من النزاع . والجميع يجمع على المشروعية الدولية ، كحل دمقراطي ينصف الجميع . وطبعا فهذا الانصاف يكون بعد تنظيم الاستفتاء تحت اشراف مجلس الامن ، واشراف الكيانات والاتحادات المهتمة بالنزاع الذي اشرف على نهايته المأساوية لطرف في الصراع ، والمفرحة لطرف اخر نال مصداقية القانون الدولي والمنظمات الدولية ، من دون تحيز لطرف على حساب طرف اخر .. ففي هذه المرحلة الجد حساسة من صراع الصحراء الغربية ، لا نزال نسمع من يقول . إن فرنسا اعترفت بمغربية الصحراء ، واعترفت بها اسبانية ، كما سبقتهم الولايات المتحدة الامريكية على عهدة Trump بالاعتراف بمغربية الصحراء . بل ويواصلون في نشر ، وفي الدعاية المتعارضة مع الشق القانوني الذي وصله النزاع ، وهم يجهلون المرحلة التي وصل اليها الصراع ، حين يؤكدون ومن دون حشمة ولا حياء ، ان فرنسا واسبانيا وامريكا وإسرائيل هم مع مغربية الصحراء ..
فهل فرنسا واسبانيا وواشنطن وتل ابيب وبرلين ... الخ اعترفوا حقا بمغربية الصحراء ؟ . مثل أولئك الذين يرددون " من طنجة الى " الگويرة " ، والحقيقة ان الگويرة بيد الدولة الموريتانية ، احتفظت بها عند خروجها من وادي الذهب " تيريس الغربية " في سنة 1979 ..
فهل حقا ان فرنسا واسبانية والولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وألمانيا ... الخ ، يعترفون بمغربية الصحراء ؟ .
لا فرنسا ، ولا إسبانية ، ولا الولايات المتحدة الامريكية ،ولا إسرائيل ، ولا المانيا .. تعترف بمغربية الصحراء . بل ولا دولة وازنة بمجلس الامن من دول الرفض ، أي الفيتو ، ولا الدول القوية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ، كألمانيا وسويسرة ، تعترف بمغربية الصحراء . لان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية مجلس الامن ، وقضية الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقضية الاتحاد الأوربي كاتحاد ، بعد حكم محكمة العدل الاوربية .. كما انها قضية الاتحاد الافريقي الذي تعتبر الدولة الصحراوية ، احد أعضاءه الرسميين ، الأعضاء الذين ساهموا في انزال وتحرير القانون الأساسي للاتحاد الافريقي .. فهل هذه الدول التي لها خبراء ضالعين في القانون الدولي يعترفون بمغربية الصحراء .. ؟
نحن لا نناقش موقف دول من الاتحاد ، باتخاذ او بربط علاقات ثنائية مع النظام المزاجي المخزني التائه والمعزول ، وهي علاقات تشم منها واقعة الصحراء الغربية ، وانْ كان التجاهل المصطنع ، يرمي الى الشق الأساسي الذي هو العلاقات الاقتصادية والتجارية ، وابرام صفقات توريد الأسلحة .. فحين كانت تأتي هذه الدول الى الرباط ، كانت تظهر تزكيتها لحل الحكم الذاتي ، بالطبطبة على اكتاف النظام المزاجي التائه والمعزول . لكنها عندما كانت تعود الى اوطانها ، كانت تجرأ ومن دون تردد ، لتأييد الأمم المتحدة ، ولتأييد مجلس الامن ، وهما ما يسمى بالمشروعية الدولية ، التي تربط أي حل من دون هذه المشروعية ، مرفوض وغير مقبول .. بل ان هذه الدول الوصية على النظام العام ، والاستقرار ، والسلم ، والسلام ، لم تكن تتردد عند زيارتها للجزائر ، بتأييد المشروعية ، التي هي حق الشعب الصحراوي ، في حقه الغير قابل للتنازل ، الذي هو الاستفتاء .
ملف نزاع الصحراء الغربية ، بالنسبة للعلاقات الدولية ، ظل مفتوحا رغم ما مر به من أزمات ، وصلت الى الحرب التي دامت ستة عشر سنة .. ، وبعد الاتفاق جميعا في اتفاقية 1991 ، التي ستتمخض عنه " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، وخاصة المادة 690 ، الذي تم تجاهلها ، لأنه من دون المادة 690 ، سيكون تواجد La Minursso من دون معنى ، أي بدون جناحين لاتخاذ بوصلة الاتجاه الصحيح .. ورغم شدة الحرب ، فالدول المفروض انها ( صديقة ) النظام المزاجي المخزني التائه والبوليسي والبليد ، كانت تخفي وجهها ، لتمر عملية الهجوم كما هو مفضل ومستحب من قبل عواصم غربية ، وبعدها تدعو تلك الدول الى تغليب المفاوضات على الحرب .. والدعم العسكري الأمريكي ، كان في عهد الرئيس Reagan ، الذي سلم للنظام المزاجي أسلحة دفاعية وليس هجومية . وكان هذا القرار ، قرار تسليم الأسلحة ، بعد هجمة البوليساريو واحتلالها لمدينة طنطان ..
الملاحظ الآن ، ان رغم عودة الحرب في 13 نونبر 2020 ، فان الدول العظمى ايدتها ، وتؤيدها ، ولم يسبق لواحدة من هذه الدول ان انتقدتها بدعوى تهديدها للسلم العالمي بالمنطقة المغاربية . وطبعا ان سبب هذا التأييد انها تعتبر منظمة البوليساريو ، بحركة تحرير تحارب من اجل تنزيل المشروعية الدولية الى الأرض . وهو نفسه الوصف الذي استعملته وزارة الخارجية الامريكية ، في قرارها عن الديمقراطية وحقوق الانسان بالمغرب ، وبالصحراء الغربية .. وهو اعتراف من قبل واشنطن ، ومن قبل العواصم الاوربية بشعب الصحراء الغربية . وهو نفسه اعتراف الملك محمد السادس ومن اعلى منبر للأمم المتحدة ، بالدولة الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ومنها يكون قد اعترف بالشعب الصحراوي ، واعترف بجيش التحرير الشعبي .. ورغم كل هذا التقدم والتنازل من قبل النظام المزاجي التائه ، فان اعترافه بالدولة الصحراوية في يناير 2017 ، واصداره ظهيرا وقعه بخط يديه ، يقر فيه بهذا الاعتراف ، ونشره بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 .. فان العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، لم يعيروا للاعتراف الملكي بالدولة الصحراوية أهمية ، لان القرارات الأممية والمشروعية الدولية تتحدث فقط عن حل الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تتحدث عن الدولة الصحراوية . فعواصم الغرب ، تنتظر ان يأت الاعتراف بالدولة الصحراوية من قبل ممارسة الحق الغير قابل للتنازل الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير . وهنا نفهم لماذا الدول وبما فيهم إسرائيل وفرنسا واسبانية والولايات المتحدة الامريكية .. حين يعرضون خريطة المنطقة ، فانهم يعرضون الخريطة الدولية ، لا خريطة النظام المزاجي التائه والمعزول ... وهم يكونون بهذا التعامل الذي يستمد قوته من روح القوانين الدولية ، قد تصرفوا تصرف الحياد في النزاع ، الذي تنص عليه القوانين الدولية .. لذا فالترويج لأيّ أطروحة لا تركز على الاستفتاء وتقرير المصير، يبقى بالعمل المرفوض والغير مقبول .. فهل فرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وألمانيا واسبانية .. اعترفوا بمغربية الصحراء ، وهي المغربية التي انكرها محمد السادس في خطابه في 2020 / يناير .. عندما اعترف وامام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية والديمقراطية ، واعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار . أي ان محمد السادس ، اعترف بعدم مغربية الصحراء الشرقية الجزائرية ، واعترف بجزائريتها ، كما اعترف بها الحسن الثاني من نواكشوط الموريتانية .. بل واعترف بإسبانية سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية ..
ان فرنسا التي كانت تتصرف بوجهين متناقضين ، وجه مع المشروعية الدولية ، وهي العضو صاحب الفيتو داخل مجلس الامن . فكانت تصوت بالإيجاب على قرارات مجلس الامن التي كانت تبدع في تحريرها الولايات المتحدة الامريكية ، لكنها وبعد صدور القرار ، رغم ان فرنسا ايدته وصوتت له ، حتى تتحول الى ( صديق ) للنظام المزاجي ، حين تعمل على تعطيل تنزيل قرارات مجلس الامن ، الذي صوتت عليها فرنسا بالإيجاب ، لانها ترى ان وقت التنزيل لم يحن بعد ، ويستوجب ظروفا وشروطا خاصة ، وفي حالة تجاهلها ، يعني ان المنطقة ستكون ضحية من ضحايا الازمات الاستراتيجية ، أي المصنعة التي ستكون ضريبتها جد بشعة .. لذا ففرنسا في اختياراتها ، وهي تعمل على تغيير شخص محمد السادس ، وتغيير نظامه ، مع الاحتفاظ بالدولة العلوية ، تحت سيطرتها وتحت نفودها .. لتجنب الانزلاق ، وتجنب النتيجة الحتمية التي تعني الفوضى والاناركية ، سيما ومن غير المستبعد ، ان تحل بالمنطقة دولة منافسة لفرنسا في السيطرة على المغرب .. وهذه الدولة قد تكون اسبانية ، كما قد تكون إسرائيل ، التي تتمنى اسقاط شخص محمد السادس ، لا اسقاط الدولة .. فما هو ملاحظ ان جميع الأنشطة التي تقوم بها إسرائيل ، تنحو نحو ابعاد محمد السادس ، واتمام المسير مع ملك او امير اخر لم يتلوث بمال ( الشعب ) الرعايا المفقرين . لان استقرار المنطقة والتحكم فيها من بعيد ، هو ما يرهق تفكير حكام فرنسا ، وحكام اسبانية ، والولايات المتحدة الامريكية ، وألمانيا .. وإسرائيل التي دخلت المنطقة منذ مدة طويلة ، وقرارها لا يخضع للمناقشة .. فحين عندما سقط حسني مبارك ، كانت إسرائيل ، ومن دون خوف ولا تردد ، قد وصفته بالدكتاتور البشع المسلط على الشعب المصري ، رغم ان حسني مبارك ، ولكي يضمن الخلافة لواحد من ابناءه ، تعامل مع إسرائيل كصهيوني غريب الاطوار ( قضية الجندي الاسرائيلي شاليط ) . وهو نفسه الوضع الذي شغله ملك الأردن حسين ، ويشغله اليوم الملك عبدالله .
اذن . منذ متى اعترفت فرنسا ومدريد وواشنطن وبرلين وتل ابيب .. بمغربية الصحراء .. ان اعتراف الدول الوازنة والقوية ، بدول أخرى ضعيفة ، او غير ضعيفة .. يلزم عدة إجراءات مسطرية ، يجب ان يمر منها الاعتراف ، قبل الإعلان عنه في المرحلة الأخيرة . فلا يكفي اعتبار اعتراف دولة مثلا بمغربية الصحراء ، ان يصدر هذا الاعتراف اللاّاعتراف بمغربية الصحراء من شخص ولو كان رئيس الحكومة ، ولنا قضية تيمور الشرقية . ان الاعتراف الذي ينسب الى جهة ما ، يجب ان يكون اعتراف دولة ، وليس اعتراف وزير من وزراءها . واعتراف الدولة لا يعتد به ولا ينتج نتائجه القانونية ، الا اذا كان الاعتراف قد مر من مجلس الوزراء ، الذي يرأسه رئيس الوزراء ، او يراسه رئيس الجمهورية . فبدون احترام هذه المسطرة ، فالقول باعتراف دولة ما بمغربية الصحراء ، لهو البلادة والرداءة التي ينتجها حكم نظام ، يبني كل خرجاته الصغيرة والكبيرة فقط على المزاج ، وليس على الدراسات والتحليلات .. ولنا سؤال . منذ متى اعترفت باريس ، برلين ، مدريد ، واشنطن ، تل ابيب .... الخ بمغربية الصحراء ؟ . ورئيس الوزراء الاسرائيلي Natenyahou حين وضع الخريطة الدولية وراء ظهره مرة ، ومرة ملوحا بها امام التلفزة لتشاهد عالميا ، كان يتصرف ضمن المشروعية التي تخضع لها الصحراء ، وكان يتصرف ضمن الثوابت اليهودية الصهيونية الحضارية ، التي لم يخلف ابدا موقفها من الموقف الدولي بصدد ازمة نزاع الصحراء الغربية .. فكيف ستقوم اسرائيل بتغيير الخريطة الدولية ، لترضي ملك المغرب التائه في ازقة باريس يبدر ثروة الرعايا المفقرين ، حتى يقال ان اسرائيل تعترف بمغربية الصحراء .. والحال ان تل ابيب لا تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، والنظام المزاجي المخزني التائه ، ذهب بعيدا في اخراج علاقاته معها الى ابعد حد .
ونفس الشيء طبعا تقوم به باريس . فالادعاء باعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ، وهي لم تعترف بها قط ، انما هو تغليط من قبل هؤلاء ، او دلالة ساطعة عن تكوينهم المهزوز ، ولجوئهم لتفريغ مخيلتهم المثقوبة ، حول حشد من اشباه المثقفين ، او حشد من الرعايا الجاهلة التي تجهل ما يجري بالبلد مثل راعيها الأول ، الذي لا يشق له غبار ..
فرنسا صاحبة الثقافة الإنسانية ، حيث يتواجد الحي اللاتيني Le quartier latin st Michel ، وحيث جامعة La Sorbonne ، وسجن La Bastille ، و La tour Effel ... لن تزيغ عن المشروعية الدولية ، واساسها الاستفتاء وتقرير المصير . وهي حين كانت تحضر لقاءات يحضرها إبراهيم غالي كرئيس لدولة صحراوية ، وبجوارهما يحضر ملك المغرب محمد السادس ، فهي كانت ترسل الرسائل للجهات المعنية ، منها للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة من انها لا سبيل ولا هروب عن الحل الديمقراطي لنزاع الصحراء الغربية ، ومن جهة تكون قد وجهت رسالتها الى محمد السادس ، من انها لا تستطيع فعل شيء امام المشروعية الدولية ، وان ما يمكن القيام به ، هو ارباك قرارات مجلس الامن ، بتعطيل تنزيلها ، لا بالوقوف ضدها .. وان العلاقات الاستثمارية بينها وبين النظام المزاجي التائه الذي يبدر أموال المغاربة بباريس طولا وعرضا ، لا علاقة لها ، ولن تكون لها علاقة بالمشروعية الدولية . وفرنسا منطقية مع مبادئها ، لان قبل صدور قرارات مجلس الامن ، تكون فرنسا قد درستها وحللتها من جميع الجوانب ، جانب خضوع النزاع الى الأمم المتحدة ، والقانون الدولي ، وجانب ممارسة الوصاية على النظام المزاجي المخزني التائه المعزول .. بدعوى ان تهديدات تنتظره بالسقوط اذا فرط في الوصاية الفرنسية التي تعطيه الاستشارات للنجاة من حبل المشنقة . فعندما تكفهر سماء المغرب بالسحب الخطيرة ، يفر الملك الى قصره ب Betz ، ويبقى فيه حتى تجاوز الازمة .. فقبل صدور قرار لمجلس الامن تحت البند السادس ، يكون دور فرنسا واضحا في الإخراج ، لكن مستقبل النظام المزاجي المخزني التائه ، يبقى بأيدي عفريت يلوح به نحو جميع الجهات ، خاصة جهات السقطة / الغفلة من سطح منزل ..
ان تصرف الرئيس الفرنسي Emanuel Macron مع محمد السادس ، هو تصرف غير عادي ، خاصة وان فرنسا من سربت نشر فيديو الملك محمد السادس سكرانا صباحا ، بين ازقة باريس مع اشخاص La racaille ، عوض الذهاب الى الجامع لأداء صلاة الفجر والصبح .. سيما وهو يحرص على انه ( امير المؤمنين ) ومن سلالة النبي ، الذي ترك بنتا هي فاطمة الزهراء ، ولم يترك ولدا دكرا .. فتسريب ذاك الفيديو كان ملخصه ، تشويه سمعة الملك ( امير المؤمنين ) مع الإسلام السياسي ، ومع ( الشعب ) الرعايا المفقرين . فالفيديو دعوة الى الخروج ضد ملك قد يتخلى عنه الجيش في كل لحظة ودقيقة .. فموقف فرنسا من صراع الصحراء الغربية ، تستغله مثل دول أخرى كإسرائيل ، للإطاحة بشخص محمد السادس ، وتغيير وجه النظام بلمسات ( ديمقراطية ) تطمئن الرعية وتستوعبها .. في ظل استمرار النفود الامبريالي على المغرب ، وعلى المنطقة المغاربية ..
وان الازمة بين محمد السادس و Emanuel Macron ، ستزداد استفحالا بعد ثبوت تورط النظام في فضيحة جريمة Pegasus Gate ، حيث ان الإسرائيليين ( أصدقاء ) محمد السادس ، هم من بلغ الرئيس الفرنسي ، بتركيب برنامج Pegasus في هاتفه .. ومنذ ها ستنقطع العلاقات بينهما ، خاصة الرئيس الفرنسي الذي شعر بانه تعرض لغدر من قبل محمد السادس ..
فأولئك الذين يروجون لاعتراف فرنسا بمغربية الصحراء ، إما انهم جهلة ، واما انهم يرقصون بالساحة ، واما توظيفهم من قبل النظام لنشر الدعاية وسط الرعايا ، ووسط اشباه المثقفين .. لقد التقيت محامون مُسيسون ، كانوا زملاء دراسة بالكلية . فعندما اخبرتهم بان محمد السادس اعترف بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، لم يثقوا بذلك . لكن عندما ارشدتهم الى الجريدة الرسمية عدد 6539 / يناير 2017 ، تفاجئوا واضطربوا .. فاذا كان المحامي والأستاذ ... وما يسمى ( بالنخبة المثقفة ) ، يجهلون الوضع القانوني للصحراء ، ويجهلون وضعها السياسي ، فكيف ستكون الرعايا الجاهلة أصلا ، على بينة ومعرفة من محطة الصراع التي تهدد بالاستقلال ..
ولو اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء ، فاين مبادرة الرئيس الفرنسي مِمّا قام به الرئيس Trump ، ولو انه خارج السياق الدستوري الأمريكي . فحتى الرئيس Trump . هل فتح قنصلية أمريكية بمدينة الداخلة ؟ . وكان التقليد الفرنسي للرئيس Trump ، فتح دكان لحزبه السابق " الى الامام " بمدينة الداخلة ، والدكان لم يتم فتحه اطلاقا . بل حل دكان بالداخلة لم يحصل اطلاقا ، مثل وعد الرئيس الأمريكي الذي تبخر عندما وعد بفتح قنصلية أمريكية بأراضي الصحراء الغربية ، فانتظر النظام المزاجي التائه والمعزول اكثر من اللازم ، فلا قنصلية أمريكية تم فتحها بالأراضي المتنازع عليها ، ولا خمسة مليار دور التي انتظرها النظام بلهف ، حيث يسيل لعابه على الدولار واليورو . بل ان الاشتراطات الجديدة للرئيس Trump ، أدخلت المصالح الجزائرية في الاعتبار ، ومثل الرئيس Emanuel Macron اليوم ، فالولايات المتحدة الامريكية ، لم يسبق ابدا ان اعترفت تاريخيا بمغربية الصحراء ، وفرنسا كذلك ، لا ولن تعترف ابدا بمغربية الصحراء .. لانهما يتصرفان مع محمد السادس كشخص مريض بأمراض كثيرة ، وليس برجل دولة .. أي انهما واشنطن وباريس ومدريد يتهكمان عليه ، لانهم يعرفون تكوينه الأكثر من ضعيف ، ويتوقعون حصول هزة او هزات ستحرق الأخضر واليابس . لذلك وخاصة تل ابيب ، يشتغلون على مشروع تغييره تفاديا للاسوأ القادم ، لانهم يروا في شخصه ونظام حكمه ( لا يحكم ) قنبلة ، او كوكوط قابلة للانفجار ..
ولو كانت الولايات المتحدة التي وقفت وراء اتفاق " ابراها " تتصرف بجد ، لما ركز الرئيس الأمريكي John Biden ، على حل الأمم المتحدة ، والح على ضرورة تعيين ممثل شخصي خاص للأمين العام للأمم المتحدة ، ومن دون شروط من النظام المزاجي المعزول .. فالولايات المتحدة الامريكية ، وفرنسا ، وكل دول الفيتو بمجلس الامن ، والدول القوية كألمانيا بالجمعية العامة للأمم المتحدة ، فكما صوتوا على قرارات مجلس الامن ، هم من يصوت على قرارات مماثلة بالجمعية العامة للأمم المتحدة ..
وبالنسبة للموقف الرسمي الاسباني من نزاع الصحراء الغربية . فإسبانية لا ولن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، لأنها تتعامل في موضوع الصحراء ، بالاستناد على الإرث الاسباني الحضاري التاريخي ، الذي يرجح نزاع الصحراء الغربية ، كمدخل للصراع الحضاري الكاتوليكي مع حضارة الجنوب الإسلامية ، التي تشكل خطرا على الحضارة الاسبانية .. فالأصل عند معاجلة نزاع الصحراء الغربية ، هو الحضارة الاسبانية التي تحافظ عليها بالأساس ، قوى الظل التي تمسك بيد من حديد بإسبانية ، قيادة الدولة الاسبانية . وطبعا من ضمن قوى الظل ، إضافة الى الكنيسة التي اجهضت انفصال كتالونية ، رغم تصويت الشعب الكتلاني بالانفصال وليس بالاستقلال ، مؤسسة الجيوش الاسبانية ، والامن بكل حذافيره واجهزته ، والاعيان الذي يحنون لنظام Francisco Franco ، الذي حاول تمثيله الخط الازري Jose Maria Aznar الذي ذهب ضحية تفجيرات مدريد في 11 مارس 2004 .. ورغم قوة الضربة التي أبعدت Aznar ، فالخط الازري قادم ، وقواعد الشعوب الاسبانية تتفاعل معه ، سواء بخط الحزب الشعبي المحافظ التي يميل الى التشدد مع النظام المخزني المزاجي التائه والمعزول ، او الاحزاب الوطنية الشوفينية ، وعلى راسها حزب Vox ، والأحزاب التي تماثله .
عندما صاح وبرّح رئيس الحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez بحل الحكم الذاتي ، يكون قد اعترف بمغربية الصحراء . لكن هل يكفي ان يصرح رئيس الحكومة بقبول حل الحكم الذاتي ، من دون المرور من مجلس الوزراء الذي يملك وحده ، الى جانب الملك طبعا ( الدولة العميقة ) هذا الاختصاص الخطير ، سيما وان الدولة الاسبانية مهددة بانفصال كتالونية La Catalogne .. وحين علمت الحكومة الاسبانية باعتراف Sanchez الأحادي بمغربية الصحراء ، ورغم ان Sanchez اصبح عاري من وسائل الدفاع ، فالحكومة لزمت الصمت ، لانها استشعرت بطرق Sanchez أبواب القصر الملكي ( الحكومة العميقة ) . لكن كيف يكون Sanchez قد اقنع الملك ليوافق على خرجته ، بقي طي الكتمان ، وهنا فموافقة الملك بتجريب المبادرة " السانشيسية " ، كان علمه بفشلها ، وطبعا فان حكومة الظل هي التي تكون قد رخصت للملك الموافقة على مبادرة Sanchez ، لانها عرفت فشلها مسبقا .. وهذا ما حصل فعلا ، حين بدأ Sanchez يشير الى المشروعية الدولية ، ويشير الى قرار محكمة العدل الاوربية الذي كان منتظرا ، حتى يختفي وسط الحملة التي اعتبرت حكم المحكمة ، بانه حكم الاتحاد الأوربي الذي اصبح واحدا في قضية الصحراء . وتخلص Sanchez من هول ثقل المهمة ، عندما بدأ يدعو الى حل الأمم المتحدة ..
و نفس الملاحظة لا حضناها من الموقف الألماني الذي ايد حكم محكمة العدل الاوربية ، أي ان الموقف الألماني مع مبدأ الاستفتاء وتقرير المصير . أي ان المانيا لا تعترف بمغربية الصحراء ..
واذا كان لقرار محكمة العدل الاوربية من أهمية في نظر معارضي مغربية الصحراء ، فهي ان قرار المحكمة انهى ثنائية الصراع ، أي بين دولة من دول الاتحاد ، وبين مكون من مكونات اطراف النزاع .. خاصة بوضع حد للتفسير القانوني او الوضع القانوني والسياسي الذي أصبحت عليه الصحراء الغربية ..
ومرة أخرى ، فان موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء الغربية ، اصبح بالموقف الواحد .. ويكون الاتحاد الأوربي بذلك ، قد طوى مع التفسيرات الثنائية او الثلاثية ... الخ . بين حين يزور الاوربيين المغرب ، وبين حين يزورون الجزائر ، وبين حين يكونوا في ديارهم ، أي بلادهم .. فاصبح التفسير القانوني والوضع السياسي لنزاع الصحراء الغربية واحدا ..
ومرة أخرى . لا فرنسا و لا المانية ولا الولايات المتحدة الامريكية ولا اسبانية ولا إسرائيل ... يعترفون بمغربية الصحراء . وان الجميع مع المشروعية الدولية ، التي هي حل الاستفتاء وتقرير المصير ، وتحت اشراف مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ..
بل لا توجد دولة من الدول الوازنة في الساحة الدولية ، تعترف بمغربية الصحراء . بل حتى موريتانية اعترفت بالدولة الصحراوية ، ورمت بموريتانية وادي الذهب ، حين خرجت من الصحراء في سنة 1979 ، مرددة ان الوضع القانوني للصحراء هو احتلال واستعمار .. وبعد ان انتقدت اتفاقية مدريد الثلاثية ، اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية .. ونفس تسير عليه تونس اليوم ، وتسير عليه حتى دول الخليج العربي ..