أجاثا كريستي تكتب من حلب، ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
2024 / 10 / 1

أجاثا كريستي تكتب من حلب
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

في غرفة مغبرة،
بجدران تهمس،
تجلس أجاثا،
وأصابعها ترقص فوق المفاتيح،
كطائر وقع في عاصفة.

تتسلل الشمس عبر النافذة،
وتتسلل أشعتها عبر الظلال،
وترسم قصصا على صفحات مهترئة.

في الخارج، تهمس الشوارع،
أصداء الضحك والألم،
وأصوات الأطفال ترتفع مثل الدخان،
بينما تنتشر رائحة التوابل،
في نسيج غني من الحياة،
منسوج بخيوط التاريخ.

حلب، مدينة القصص،
حيث يحمل كل حجر سرا.

تنظر إلى الخارج،
ترى صخب السوق،
والبائعين ينادون،
والألوان تتناثر على قماش اليوم.
كل وجه قصة،
وكل نظرة لغز،
وتدور أجاثا في ذهنها،
كإناء من المؤامرات المشتعلة،
جاهزة للتدفق.

تتخذ شخصياتها شكلا،
مثل الظلال في الضوء،

محقق ذو عيون حادة،
امرأة ذات ماضٍ خفي،
غريب بابتسامة ملتوية.

يخرجون من الفوضى،
كل منهم قطعة من اللغز،
ينتظرون اللحظة المناسبة للنقر.

في هدوء أفكارها،
يتلاشى العالم الخارجي،
ويخفت صخب الحياة،
بينما تصوغ حكايتها،
رقصة من الدوافع والأعذار،
من الثقة والخيانة،
كل سطر خيط،
يحبك نسيجا من التشويق.

يختلط نداء المدينة
بكلماتها،
مثل نبضات القلب،
ينبض عبر الصفحات.
تتذكر القصص التي روتها جدتها،
عن الحب والخسارة،
وعن الشجاعة في مواجهة الظلام،
وتبثها في عملها.

تدق الساعة بهدوء،
تذكيرا بمرور الوقت،
ولكن هنا،
في هذه اللحظة،
لا تعرف أجاثا حدودا.

يتجول خيالها بحرية،
مثل الريح عبر الجدران القديمة،
حاملا أفكارها إلى أماكن،
حيث يلتقي الماضي بالحاضر.
وهكذا تكتب،
مع كل رمشة قلم،
يتعمق الغموض،
وتزداد الحبكة تعقيدا،
بينما تلتف حلب حولها،
بعناق دافئ من الثقافة والفوضى.

في هذه المدينة،
حيث القصص حية،
تجد أجاثا إلهامها،
وهي تعلم أن
قلب الغموض
ينبض بأعلى صوت هنا.

المصدر:
Agatha Christie Writes From Aleppo,Poem Hunter,Mohammad A. Yousef, 2024

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي