|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
صبري الرابحي
2024 / 10 / 1
لم تكن السرديات الصهيونية الواهية حول بحثها عن السلام عن طريق الوساطات والمفاوضات إلا حيلاً متراكمة لربح الوقت.
إسرائيل بصورتها الحالية لم تعد تستطيع العيش بخيبات طوفان الأقصى لذلك كان كل إهتمامها حول الخروج بإنتصارات رمزية، فهل نجحت في ذلك؟
مقتل الرئيس الإيراني:
شكّل حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي صدمة قوية لكل المتابعين في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة، ففي الوقت الذي تقود فيه إيران حرب الحدائق الخلفية على إسرائيل تتوقّف الديناميكية السياسية الحاكمة عند مقتل الرئيس ومستقبل البلد.
غير أن مأسسة الحياة السياسية في إيران ومركزة القرار والموقف بيد المرشد الأعلى جعل من حادثة مقتل الرئيس بدون تأثير مبالغ في الصراع مع إسرائيل.
وبالرغم من أنه لم يصدر ما يشير إلى أي مسؤولية لإسرائيل في المسألة فإن التوقيت والملابسات وبحث إسرائيل عن كسر حصار الهزيمة قد يجعلها ضالعة بأي شكل في المسألة بإعتبار العداوة التاريخية بين السلطة الإيرانية برؤوسها المتعدّدة وإسرائيل.
إغتيال إسماعيل هنية:
كان لإغتيال إسماعيل هنية وقعاً غير مسبوق بإعتبار تفاصيل الحادثة التي ضربت الجناح السياسي الخارجي لحركة حماس كما ضربت السيادة الإيرانية من خلال التعدّي على شخصية بوزن إسماعيل هنية على أراضيها.
إسرائيل رحّبت بالمسألة وجعلت منها هي أيضاً إنتصاراً معنوياً على قيادي عنيد أرهقتها مطاردته وحركة مهيكلة أرهقها إنضباطها التنظيمي وبالتالي إعتبرت أنها نجحت في تفكيك أحد أهم أذرع الحركة الوازنة والناجحة في تحصيل الدعم والتحشيد وقناة الربط بين أقطاب محور المقاومة.
لكن الغاية الحقيقية من إغتيال إسماعيل هنيّة كانت إظهار الطفرة المخابراتية التي تنطوي عليها الأجهزة الإسرائيلية لتنجح في إغتيال هنية في طهران بالذات في مرحلة حرجة من الصراع.
إغتيال حسن نصر الله:
شكّلت الهجمات المتتالية على لبنان وخاصة مقاتلي حزب الله سؤالاً محيراً حول تعاظم الاختراق للمنظومة اللوجستية لمحيط الشهيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، ليستفيق العالم على إغتيال حسن نصر الله نفسه بذات ظروف إغتيال إسماعيل هنيّة مع تحمّل إسرائيل المسؤولية وتعبيرها عن ترحيبها بنجاح عملية الاغتيال الدقيقة وتسويقها لأحد أكبر نجاحاتها في تفاصيل الصراع منذ أن إتخذت سياسة الإغتيالات كبديل عن قواعد الاشتباك التي طالما كانت غير متكافئة.
إسرائيل إعتبرت حسن نصر الله عدواً مهماً وصفته بقاتل الكثير من الاسرائيليين وهي لا تعلم بأنها منحته من حيث لا تعلم أحد أوسمة أبطال الصراع.
خدعة الحرب وربح الوقت:
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نعتبر أن إسرائيل كانت جدية في مفاوضات وقف إطلاق النار في الوقت الذي كانت تحترق من جبهة الشمال اللبنانية، نتانياهو أجهض فكرة التقدّم في المباحثات من الأساس على قاعدة تمسكه بمحور فيلادلفيا وهو يعلم يقيناً أنه لا يمكن الحديث عن سلام مؤقت أو مستدام بحكم عامل الجغرافيا على الأقل، بل أنه يعلم أن جغرافيا محور فيلادلفيا هي الضامن الوحيد للفتك بحماس داخل غزة وخنق المساعدات الانسانية من جهة معبر رفح إن مرّت.
الثابت إذن أن إسرائيل كانت تخدع المداومين على أطروحة السلام معها وتستعملها فقط كخدعة حرب لمزيد ربح الوقت حتى تتمكن من تنفيذ مخطط الاغتيالات وتمرّ بسرعة قصوى نحو فتح جبهة لبنان بهذه الوحشية التي نراها معتقدة أن غياب ثالوث المقاومة قد يعبّد الطريق لبطولاتها الواهية أو قد يخمد مقاومات إنطلقت فعلاً.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |