رداً على بعض الإمعات الذين ينفون الوجد التاريخي والحضاري للكرد في ميزوبوتاميا!

بير رستم
2024 / 9 / 29

قام أحد الأخوة المتابعين بعمل "تاك" لي على منشور أحدهم وهو المدعو؛ خالد الجاف (كاتب كردي عراقي) بحسب تعريفاته لنفسه حيث يتناول في مقاله الوجود الكردي في المنطقة وتحديداً إقليم كردستان والذي يسميه ب"شمال العراق"، كما كان البعث وكل القومجيين العنصريين يسمونها، والمقال هو تحت عنوان؛ "هل للأكراد تاريخ في شمال العراق"، طبعاً من خلال ما سبق أدركتم بكل تأكيد؛ بأن هذه الإمعة سوف ينفي أي وجود للكرد هناك وربما في كل المنطقة وقد لا نستغرب لأن يقول لنا هو وخاصةً إنه يستعين بأحد الأشخاص الأكثر نقصاً في التكوين النفسي من المحسوبين على الكرد، ألا وهو المدعو؛ عمر ميران والذي لا يقل إمعةً عن الجاف، بل ربما يعتبره أستاذاً له، حيث يتوافقان على الرؤية في نفي أي دور للكرد في التاريخ، بل يحاولان نفي الوجود الكردي، مما يجعل عنصري كل الشعوب المحيطة بالكرد يتلقفون مقولات هؤلاء الأقزام من حثالات شعبنا ويجعلونها وثائق ضد حق شعبنا في الحرية وحق تقرير مصيره بنفسه وذلك على مبدأ "وشهد شاهدٌ من أهلها" وتخسى أن يكون هؤلاء من أهلنا الكرد وهم الذين يمثلون الشخصية الدونية والمنهزمة تاريخياً أمام الآخرين.

طبعاً لن أدخل في جدال تاريخي مع هؤلاء الإمعات الإنهزامية وسأترك ذلك للباحثين والمؤرخين ولكن فقط سأكتفي بالعبارات التالية رداً عليهم وعلى كل من يحاول أن ينفي الوجود التاريخي للكرد ودورهم الحضاري في المنطقة وخاصةً في ادعاءاتهم؛ بأن ليس للكرد أي أثر حضاري ولا دولة وبأنهم "شعب بسيط"، طبعاً بالمعنى السيء البدائي الهمجي والتي كانت سمة غالبية الشعوب وخاصةً في ظل بيئات قبلية رعوية، لكن كلنا نعلم؛ بأن الفكر القومي هو أساساً فكر غربي حديث ولم يتم تبني هذه المدرسة الفكرية لتكون الأساس في قيام الدول والجماعات إلا حديثاً ومؤخرًا مع تأثير الفكر الأوروبي الغربي حيث كانت كل الإمارات والدول وحتى الإمبراطوريات القديمة مبنية على أسس قبلية عائلية أو دينية وبالتالي لم تعتبرون الدولة الأموية والتي هي لأبناء بني أمية ضد أبناء بني هاشم والعباس هي دولة عربية وكذلك الخلافة العثمانية والتي كانت لسلاطين وأمراء بني العثمان هي دولة وإمبراطورية تركية وكذلك الدولة الصفوية فارسية، بينما تنفون أن تكون الدولة الأيوبية أو الساسانية كردية وذلك قياساً على ما سبقتها ولاحقتها من دول وإمارات؟! طبعاً أملك الإجابة عن السؤال؛ هي فقط لأن التاريخ -حتى تاريخنا الكردي- كتب بيد المنتصرين القوميين الجدد حيث ألغوا كل ما يمت للكرد من جذور وليأتي الكثير من الببغاوات والأغبياء من أبناء شعبنا، والبعض منهم بمرتبة مثقف وسياسي، ليكرر مقولات هؤلاء الحاقدين

نعم المنطقة شهدت العديد من الدول والإمارات لكل أبناء وشعوب المنطقة وكانت على أسس عائلية وقبلية وبعدها دينية ومذهبية وبحسب قوة كل إمارة ونفوذها الجغرافي والسياسي كانت تمتد أبناء تلك القبيلة والتي تعرف اليوم بالأعراق والقوميات والإثنيات لبعض مناطق الآخرين والكرد لم يكونوا الإستثناء، فهم لم يسقطوا من السماء على هذه البقعة الجغرافية والتي نعرفها اليوم بكردستان، بل عاشوا مراحل قوة ومراحل ضعف وقد أسسوا الكثير من الدول والإمارات من ما قبل ميديا وصولاً اليوم بإقليم كردستان والإدارة الذاتية في روژآڤا وشمال شرق سوريا وقبلهما كل من جمهورية كردستان في مهاباد وكردستان الحمراء ومروراً بكل من الدولة الأيوبية والساسانية وإمارات بدليس والبدرخانيين والعشرات غيرهما وبذلك كانوا -وما زالوا- جزءً من شعوب وحضارة هذه المنطقة وبالتالي لن يكون بمقدور مقالة أو بحث لأحد الإمعات أن ينكر هذه الحقائق التاريخية.

للأسف شعبنا عاش خلال الفترة الأخيرة؛ تجربة الدول القومية العنصرية، حالة ضعف وانكسار مما حرمه من القدرة على إنشاء كيانه ودولته وهويته الوطنية القومية الخاصة به، والذي جعله محروماً بدوره أن يكون شريكاً في الوجود الحضاري، بل حاول العنصريين طمس كل ما يمت لتاريخنا ووجودنا الحضاري في هذه الجغرافيا وهو ما جعل الكثير من الكرد يعيش أزمة هوية وحالة انكسار وإنهزام حضاري هوياتي أمام الآخرين، أو ما نعتبره الشخصية الاستعبادية؛ أمثال كاتب المقال والذي جعلنا نكت ما سبق وكذلك أستاذه في الإمعة؛ عمر ميران، وآخرين كثر وللأسف، هؤلاء الذين يحاولون نفي كل وجود تاريخي وحضاري لشعبنا كأحد شعوب ومكونات هذه الجغرافيا التي أبتليت بالعنصريات الحاقدة.. نأمل من مؤرخينا إعادة كتابة تاريخ شعبنا مجدداً وبرؤية موضوعية واقعية لإسكات هذه الإمعات

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي