بعض الكلام لوزير الخارجية الامريكي بلينكن: لا تحشر انفك فيما لا يعنيك...

سعد السعيدي
2024 / 9 / 28

في خبر في الاعلام اليوم 27 ايلول قد اطلعنا على التالي: دعا بيان مشترك لدول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، يوم الخميس، العراق إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بشكل كامل بعد النقطة 162، كما طالب الحكومة العراقية بضمان بقاء اتفاقية 2012 لتنظيم الملاحة في خور عبد الله سارية المفعول.

جاء ذلك، عقب اجتماع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في نيويورك، مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري، والرئيس الحالي للمجلس الوزاري التابع لمجلس التعاون، إضافة إلى وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون والأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي.

نتعجب من صلافة وزير الخارجية الامريكي بلينكن. فمن يكون جنابه ليأتي ويطالب العراق بالقيام بهذا وذاك من الامور ؟ فوزير الخارجية الامريكي يحشر انفه فيما لا يعنيه. إذ ان القرار المتخذ العام الماضي بشأن بطلان اتفاقية خور عبدالله كان قرارا اصدرته اعلى جهة قضائية في العراق هي المحكمة الاتحادية. وإن قراراتها ملزمة للجميع، ولا دخل للحكومة فيه وهو شأن داخلي. ام انه يريدنا ان ننقلب على القرار القضائي والالتفاف عليه ؟ نحن بدورنا نطالبه بالابتعاد عن التصرف بتعال وغطرسة مع بلدنا.

نذكّر الوزير بلينكن بالسجل السياسي الشديد الوساخة حد السواد وغير النظيف لبلده مع بلدنا. نذكره بان بلده هو من شجع حليفته الكويت على سرقة النفط العراقي بطريق الحفر المائل خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي والاستمرار فيه، والضغط بنفس الوقت على رئيس النظام السابق ليغض النظر عن هذه السرقة وذلك بهدف استدراجه للهجوم على الكويت. لما لم تسفر هذه المؤامرة عن تحقيق خطة الغزو، قام بلده بالايعاز للامارات بالاضافة الى الكويت بدفع اسعار النفط للانهيار عن طريق زيادة انتاجهم النفطي. ولم تنجح هذه الخطة ايضا في استدراج رئيس النظام السابق لتحقيق خطتهم. كذلك لم تنجح العوبة الايعاز لوفد الكويت للتعنت في المفاوضات مع العراق وتعطيل اية مناقشات حول امر سرقة النفط. ولم تنجح مؤامرة استدراج العراق للغزو الا عندما اضطر بلده الى النزول الى الميدان مباشرة وذلك بتوجيه الامر الى سفيرته لدى النظام للكذب عليه في مقابلة معه بادعاء ان بلدها لا رأي له بمعنى لا يتدخل فيما يخص الصراعات الحدودية مع جيرانه. هكذا جرى إنجاح خطة استدراج النظام السابق لغزو الكويت ليجري بعدها تطبيق خطة الهجوم على العراق وتدميره ومع جرائم حرب لا تحصى، ثم لتكبيله بالقرارات الدولية وابتزازه بها. لاحقا لزم بلده الصمت بشأن هذا التفصيل لدى ادعائه بان رئيس النظام السابق قد بادر الى الغزو من تلقاء ذاته وذلك قبل ان يقوم الاخير بفضح امر هذه المقابلة. باختصار لقد استخدم بلده دول الخليج للتآمر على العراق بهدف استدراجه لغزو الكويت.

ايضا نذكّر الوزير بان لبلده علاقات وإن مفروضة علينا مع بلدنا، وانه هو ومسؤولون امريكيون آخرون كثر منهم رؤوساء الجمهورية يرددون كثيرا بان علاقات بلدهم مع العراق هي علاقة صداقة، إن لم تكن علاقة استراتيجية. فكيف يستقيم مثل هذا الكلام عن الصداقة والعلاقات وتصرف الوزير بلينكن الذي يبدو وكأنه يحاول فرض إملاءات على بلدنا ؟ واية مصداقية ستبقى له لدى سلوكه مثل هذه الاساليب ؟

ننصح الوزير الامريكي بالاهتمام بدلا من هذا بايجاد حل لمشكلة عدوانية حليفتهم المدللة بدلا من تأجيج هذه المشاكل بارسال الاسلحة اليها والتورط معها بجرائم حرب.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي