|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رحيم فرحان صدام
2024 / 9 / 18
يمكن ملاحظة ان موقف البخاري من حديث الغدير من خلال عدد من النقاط :
اولا تجاهل الحديث عن عمد فلم يخرجه في صحيحه .
ثانيا تفنن البخاري في تضعيفه فرواه في كتابه التاريخ الكبير وقال : " في إسناده نظر"(1).
ثالثا رواه في عن سهم بن حصين الاسدي الكوفي ، وقال : "وسهم مجهول ولا يدرى"(2)!. علما ان ابن حبان ذكره في كتابه الثقات(3).
رابعا رواه عن أبي حصين : عثمان بن عاصم بن حصين ، الكوفي الأسدي ، الذي اشتهر بأنه عثماني الهوى ، وهو منحرف عن الامام علي لذلك تسابق علماء الحديث على مدحه وتزكية رواياته(4) وفي مقدمة من أثنى عليه هو شيخه الشعبي الذي وصفه بأنه رجل صالح واوصى اصحابه قبل وفاته باتباعه(5) ، وكذلك امتدحه العجلي(6) موضحا السبب في ذلك كونه عثمانيا، فضلا عن اغلب علماء الجرح والتعديل الذين وصفوه بالصلاح والصدق والثقة (7).
ونتيجة لعدائه لأهل البيت النبوي فقد طعن بحديث النبي المعروف بحديث الغدير بقوله:" ما سمعنا هذا الْحَدِيث حتى جاء هذا من خراسان فنعق بِهِ - يَعْنِي أَبَا إِسْحَاق - يَعْنِي من كنت مولاه فعلي مولاه - فاتبعه على ذلك ناس"(8).
نلاحظ ان الامام البخاري اعتمد طعن ابو الحصين بحديث الغدير ؛ ولذلك قال ابن تيمية " فَنُقِلَ عَنِ الْبُخَارِيِّ، وَإِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ، وَطَائِفَةٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُمْ طَعَنُوا فِيهِ وَضَعَّفُوهُ" (9) ومع ذلك علق الذهبي على قوله :" قُلْتُ: الحَدِيْثُ ثَابِتٌ بِلاَ رَيْبٍ، وَلَكِنْ أَبُو حَصِيْنٍ عُثْمَانِيٌّ، وَهَذَا نَادِرٌ فِي رَجُلٍ كُوْفِيٍّ." (10)
نلاحظ ان الذهبي صحح الحديث على الرغم من طعن ابي الحصين به موضحا ان سبب طعنه به هو كونه عثماني ولا قيمة علمية لهذا السبب ؛ لان العُثْمَانِيَّةٌ كما يقول الذهبي:" فِيْهِمُ انْحِرَافٌ عَلَى عَلِيٍّ"(11).
الهوامش
(1) البخاري ، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم ، (ت 256هـ/862 م)، التاريخ الكبير، تحقيق: السيد هاشم الندوي ، دار الفكر ( بيروت - بلات).( 1 / 375 ) .
(2) البخاري : التاريخ الكبير ( 1 / 375 ) .
(3) ابن حبان ، محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي ، (ت 354هـ/960م)، الثقات، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد، دار الفكر، الطبعة الأولى ، (بيروت -1395هـ/ 1975م).(4/ 344).
(4) يراجع عنه ابن سعد، محمد بن سعد الزهري مولاهم (ت 230هـ/837م)، الطبقات الكبرى، تحقيق : إحسان عباس، دار صادر، (بيروت ـ د.ت). (3/ 157) ؛ ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله النميري، (ت 463هـ/1069م)، جامع بيان العلم وفضله ، دار الكتب العلمية ، (بيروت-1398هـ).(1/ 343) ؛ الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي، (ت 463هـ/1070م)، الكفاية في علم الرواية ، المحقق: أبو عبدالله السورقي , إبراهيم حمدي المدني، الناشر: المكتبة العلمية - المدينة المنورة (ص: 205) ؛ ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي ، (ت597هـ/1204م)، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دار صادر، الطبعة الأولى، ( بيروت - 1358هـ).(5/ 32).
(5) ابن سعد : الطبقات الكبرى (6/ 250) ؛ ابن عدي : عبد الله بن عدي بن عبد الله الجرجاني ( ت 365هـ / 975م)، الكامل في ضعفاء الرجال، تحقيق د. سهيل زكار، دار الفكر، ط3، (بيروت-1409هـ/ 1988 م). (1/ 149)؛ ابن عساكر، علي بن الحسن الشافعي، (ت 571هـ/1277م)، تاريخ مدينة دمشق، دراسة وتحقيق: علي شيري، دار الفكر ،(بيروت ـ 1995).(38/ 406)؛ العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، (ت 852هـ/1459م)، تهذيب التهذيب، دار الفكر، (بيروت -1984). (1/ 314).
(6) العجلي ، أحمد بن عبد الله بن صالح ( ت 261هـ / 874 م )، معرفة الثقات، تحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي ، ط1، مكتبة الدار، ( المدينة المنورة- 1985 ). (2/ 129).
(7) العجلي ، معرفة الثقات (2/ 129) ؛ ابن حبان: الثقات (7/ 200) ؛ ابن شاهين: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان (ت 385 هـ / 995 م)، تاريخ أسماء الثقات، تحقيق: صبحي السامرائي ، الناشر: الدار السلفية ، الطبعة: الأولى ، (الكويت- 1404 ه/1984م) . (ص: 139).
(8) البخاري : تاريخ الكبير(6/ 241).
(9) ابن تيمية ، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحراني الحنبلي (728 هـ / 1328)، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، المحقق: محمد رشاد سالم
الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة: الأولى، 1406 هـ / 1986 م. (7/ 319).
(10) الذهبي، شمس الدين: محمد بن أحمد بن عثمان التركماني (ت 748هـ/1357م)، سير أعلام النبلاء، أشرف على تحقيق وخرّج أحاديثه: شعيب الأرناؤوط، ، دار الرسالة ، ط9، (بيروت ـ 1993). (5/ 415).
(11) الذهبي ، سير أعلام النبلاء (11/ 47).
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |