المطلوب رقم واحد

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 9 / 17

من بلد انهكته الحروب، وأهلكته الشدائد والأزمات، وأغرقته الفتن والصراعات، واشعلوا فيه نيران الحقد والكراهية، وعصفت به المآرب الشيطانية. .
من بلد نهبوا آثاره، واستباحوا كنوزه، وبعثروا ثرواته، وقتلوا ودمروا كل ما فيه بأبشع الأساليب الهمجية. .
في هذا البلد ثمة خيط رفيع فاصل بين ما جرى في الماضي القريب المظلم، وما يجري في الحاضر المؤلم، وبين تقلباته المضطربة بالتهميش والتسقيط والتنكيل، والاستبعاد لكل وطني غيور شجاع شريف ملتزم. حيث انقلبت الموازين، واختلت المعايير، واتت علينا سنوات خدّاعات يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوّن فيها الأمين. ويبُرّأ المجرم، ويجّرم البريء. .
الظالم يُهاب لقوّته، والمظلوم يُلام لضعفه، والشاتم يُعد قويا، والمنافق يتكلم عن الصدق، والصادق يتهم بالكذب، والجاهل يتكلم عن المعرفة، والعالم يُنظر اليه بالجهل، يا لها من حياة زائفة. .
الآن وبعدما تعالت الأصوات المنددة بالعقود المليارية المريبة، وبعدما ضجت مواقع التواصل بفضائح السرقات والاختلاسات والصفقات المجنونة، صدرت الأحكام القطعية ضد شيخ أعزل لم ينتهك الأعراف والشرائع، ولم يسرق، ولم ينهب، ولم يتاجر بالممنوعات. ولم يتورط بالتهريب، ليست لديه جنسية ثانية، وغير مرتبط بعلاقات حميمة مع الفاشنستات، ولم تكن له ارتباط بالعصابات الدولية، وليست لديه مظلة حزبية (مستقل 100%)، وليست لديه ميليشيات. ولا فضائيات متهمة بالتدليس والتلفيق والتشهير. .
رجل داهمته الأمراض بعد السبعين، فقرر الاعتكاف في كهوف العزلة مبتعدا عن مزايدات السيرك السياسي. .
لكنهم لم يتركوه وشأنه، بل وقع عليه الاختيار في الاستهداف والمطاردة بيت بيت، قرية قرية، زنكة زنكة، فكان لابد من تضييق الخناق عليه، وحرمانه من الظهور والمشاركة في المؤتمرات والحلقات النقاشية. .
منعوه من التعبير عن رأيه في الصحف والمجلات، ومنعوا بيع مؤلفاته في المكتبات، ومنعوا تداولها على الرغم من انها تعنى بالجغرافية السياسية، ومنعوه من الانتقال نحو المنافي البعيدة بعدما سحبوا جواز سفره. وربما يمنعونه من التنفس في الهواء الطلق. .
علمونا ونحن صغار أن طائر البوم شؤم. وأن الغراب يأتي بالخراب، وأن الثعلب ماكر، والذئب غدّار، والجمل يحمل الضغينة في قلبه. علمونا أشياء عن الحيوانات لم نجدها فيهم بل وجدناها فقط في البشر حين كبرنا. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي