واخيراً ظهرت علينا الرويبضة

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 9 / 10

في العراق يقر اللص ويعترف أمام الشعب بسرقة مليارات الدولارات، ويتنازل عن بعض المسروقات، فيُخلى سبيله، ويُطلق سراحه، ثم يطل علينا بشحمه ولحمه من شاشات البلازما الفضائية وبراءة الأطفال في عينيه ليبرر أعماله المشينة، ويمضي في مشواره ليعاود السرقة مرات ومرات فيدعمه كبار القوم، لكنهم ينفثون سمومهم كلها للنيل من شيخ بريء بلغ من العمر عتيا. .
وفي العراق يواصل الفاشلون إخفاقاتهم وعثراتهم فيدعمهم كبار القوم لكن عيونهم تبقى شاخصة نحو ذلك العجوز المعتكف في كوخه على ضفاف شط العرب. .
وفي العراق يواصل الفاشلون هواياتهم المريبة في إبرام صفقاتهم المشبوهة، فيتعاقدون بعشرات المليارات مع اقوام لا يعرفونا ولا نعرفهم. يجري ذلك كله بتوجيه من كبار القوم، لكن أولئك الكبار يسرجون خيولهم، ويستنفرون بغالهم كلها للانتقام من رجل أعزل ليست لديه ميليشيات ولا عصابات. لم يسرق، ولم يقتل، ولم ينهب، ولم يكن من جوقة المطبلين. ومع ذلك يطاردونه من مدينة إلى مدينة، ومن محطة إلى أخرى. بيت بيت. زنكة زنكة. . .
وفي العراق ظهرت الرويبضة بصورتها الكونية المتهالكة. شاهدها الناس بعد غروب الشمس في الشرفة القريبة من البرلمان، ونزلت تتجول بين النصب التذكاري وقصر الضيافة. وشاهدها آخرون وهي تعبر النهر من الكرخ إلى الرصافة، وقيل انها كانت تسبح قرب مكتب شركة دايو الكورية. .
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ. من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى. في كلّ قطرةٍ من المطرْ. حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ. وكلّ دمعة من الجياع والعراة. وكلّ قطرةٍ تراق من دم (البريء). .
ربنا مسنا الضر وانت ارحم الراحمين. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي