من كوارث السفن التجارية

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 9 / 9

للسفن التجارية المحرجة بغاطسها (ذات الغاطس الذي يصل إلى تسعة أمتار) أثناء تحركها بسرعة تزيد على 10 عقدة في الانهار الضيقة والممرات قليلة الأعماق، تأثير كبير على مياه الجداول والسواقي المتفرعة من النهر. وهذا ما كانت تعاني منه القرى العراقية الواقعة على ضفاف شط العرب بين جزيرة ام الرصاص ونهر السراجي قرب منطقة (الخورة). حيث تتعدد الجداول والسواقي، وتتغلغل داخل بساتين النخيل، فما ان تمر السفن الكبيرة بسرعاتها القصوى بمحاذاة الضفاف حتى تنسحب المياه من داخل التفرعات النهرية الجانبية بقوة، وتسحب معها كل شيء تقريباً، وبمجرد ابتعاد السفينة تعود المياه ثانية لتملأ القنوات الفرعية بنفس القوة التي خرجت بها. بمعنى ان مياه الانهار الفرعية تختفي تماما قبيل وصول السفينة بلحظات، ثم تعود إلى الامتلاء بسرعات وكميات لا تخطر على البال. لكن الخطورة تكمن في حجم الأضرار البشرية والمادية، سيما ان معظم ابناء المناطق المجاورة يسبحون في موسم الصيف داخل مياه الجداول الصغيرة، وفجأة يجدون انفسهم وسط النهر الكبير، حتى القوارب الصغيرة لا تصمد امام قوة السفن العملاقة، فتندفع هي الأخرى إلى الخارج ثم إلى الداخل في غضون دقائق معدودات. .
كانت ادارة الموانئ العراقية تعالج هذه الظاهرة بإصدار تعليمات تقضي بتقليل سرعات السفن التجارية، لكن السفن الكبيرة لا تلتزم بالتعليمات. فتتكرر الحوادث. .
انخفضت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ منذ اندلاع الحرب العراقية الايرانية بسبب تعطل المرافئ وغياب السفن الكبيرة وتردي الأعماق. ولم يعد لها وجود هذه الايام. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي