|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
كاظم فنجان الحمامي
2024 / 9 / 8
ما الذي تتوقعونه إذا أقمنا حفلة تنكرية في ليلة مقمرة للذئاب الضارية، وجمعناهم مع خروف سمين لم يبلغ سن الرشد، ثم أجرينا استفتاءً لمعرفة ما الذي سوف يتناولونه في وجبة العشاء ؟. وما الذي تتوقعونه عندما يصبح الحل والعقد بيد الخال وإبن اخته، وبيد الداعم والمدعوم ؟. وما الذي تتوقعونه عندما تكون الصفقات المشبوهة والعقود المريبة تصب في مصلحة الدكاكين الاقتصادية التابعة لهذا الطرف أو ذاك ؟. .
اعتدنا منذ زمن بعيد على دفع الثمن من أعمارنا ومن صحتنا مرتين. . مرة بسبب اختياراتنا الغبية الخاطئة ودعمنا لأصحاب الوجوه الزئبقية في الصعود إلى سدة الحكم. ومرة أخرى عندما انتفضنا لتحرير انفسنا من بطشهم وطغيانهم ومن قراراتهم الظالمة وخططهم الفاشلة. .
أكبر تنازل قد نقدمه في حياتنا هو عندما نتأقلم على هذه الأوضاع البائسة التي انقلبت فيها المعايير الأخلاقية رأسا على عقب. فقد سقطت الأقنعة، وظهرت الوجوه المزيفة على حقيقتها، وانتهت الحفلة التنكرية في هذا السيرك السياسي، ولات حين مندم. .
منذ عام او عامين ونحن نسمع اصوات المستغيثين، ونتابع ندوات كريم بدر، ومصطفى سند، وياسر الحسيني، وسعود الساعدي، ووائل عبداللطيف، ونسمع مناشدات حسين بارود ومحمد الدراجي حول تراكم السرقات في مغارة علي بابا، بينما كانت الجهات المعنية تلوذ بالصمت المطبق. ثم جاءنا الإعلام المنافق برواية جديدة، قالوا فيها: ان كل ما قالوه عن السراق والقراصنة غير صحيح، وغير دقيق، ثم ظهر المتهمون على شاشات التلفاز بكامل وقارهم، وقدموا لنا التبريرات والتفسيرات والأجوبة الطازجة النظيفة الخفيفة عن التساؤلات التي رسمت مليار علامة استفهام فوق خارطة العراق. .
اكثر ما يكرهه ولاة امورنا هو المواطن الذي يفكر بشكل مختلف. انهم لا يكرهون رأيه، وانما يكرهون جرأته على امتلاك الشجاعة للوقوف ضد مشاريعهم النفعية، وضد مغانمهم المليارية. .
اللهم انك ترى ما لا نرى، وتعلم ما لا نعلم، فأكفنا شر الكيانات السياسية التي إغتالت العراق وسرقت ثرواته. .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |