ما علاقة الموصل بميناء الفاو ؟

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 9 / 5

هذه حكاية من الحكايات التي طفحت على السطح هذه الايام، والتي فقدنا فيها القدرة على الدفاع عن انفسنا في المحافل الدولية، حتى جاء اليوم الذي صرنا فيه نتلقى الطعنات والقرارات القضائية الظالمة من المحاكم الخارجية، لاسباب تافهة وغير منطقية تعزى معظمها إلى سوء دفاعنا عن قضايانا. .
ففي عام 2012 تعاقدت وزارة النقل (في زمن هادي العامري) مع شركة اركيرودون Archirodon اليونانية (مسجلة في قبرص) لتنفيذ كاسر الامواج الشرقي في ميناء الفاو الكبير بطول 8 كيلومتر، وبقيمة 265 مليون دولار. لكن هذا الكاسر تعرض لانهيارات في بنيته الخرسانية في مناطق متفرقة، الأمر الذي اضطرّ وزارة النقل إلى مطالبتها باصلاح الأضرار الناجمة عن سوء التنفيذ. فدخل الطرفان (الاول والثاني) في دعاوى ومرافعات ومحاكم في العراق واليونان وقبرص، وفي عام 2019 حكمت غرفة التجارة الدولية لصالح شركة Archirodon، ثم ذهبت الشركة اليونانية إلى المحاكم الأمريكية لتنفيذ الحكم ضد شركة الموانئ العراقية، وتم اتخاذ الإجراء بموجب اتفاقية نيويورك، وهي معاهدة دولية وقعتها أكثر من 150 دولة، تسمح بتنفيذ القرارات المتخذة بموجب التحكيم. .
في البداية، لم تظهر ثلاثة أطراف عراقية في أي من الدعاوى التي نظرتها محكمة واشنطن، وفي وقت سابق من عام 2024 قرر القاضي (السيد بواسبيرج) منح مبلغ 120 مليون دولار للشركة اليونانية بذريعة ان مهندسي الشركة اليونانية وفرقها الهندسية تعرضوا للخوف والرعب بعد سيطرة الدواعش على مدينة الموصل. من دون ان تأخذ المحكمة بعين الاعتبار المسافة الطويلة الفاصلة بين الفاو والموصل والتي تزيد على 1000 كيلومتر. .
اللافت للنظر ان وزارة العدل العراقية رشحت فريقا من المحامين الأمريكان (بملايين الدولارات) للدفاع عن وزارة النقل في المحاكم الامريكية، لكنهم فشلوا في الاعتراض على هذا القرار الظالم. علما ان المبالغ التي خصصتها المحكمة لصالح الشركة اليونانية سوف تستلمها من صندوق مبيعات النفط الخام الذي تشرف عليه الولايات المتحدة بنفسها، والواقع تحت وصايتها. .
حول هذا الحكم قال القاضي الأميركي جيمس بواسبيرج James Boasberg: (ان الشركة اليونانية لم تتمكن من تجنيد عدد كاف من العمال نتيجة لشن داعش هجوما كبيرا ضد المؤسسات العراقية في الموصل. وإن البلدان الأجنبية التي استقطبت منها أركيرودون قوتها العاملة لم تشجع مواطنيها أو حتى منعت سفرهم إلى العراق). .
بمعنى ان الشركة اليونانية هي التي فشلت في التنفيذ، وهي التي كانت متلكئة ومتأخرة وغير قادرة على الإيفاء بإلتزاماتها، وهي التي ربحت التعويضات الفلكية بحجة تخوفها من وصول داعش إلى الموصل. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي