|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
رحيم فرحان صدام
2024 / 8 / 29
لا ينقضي العجب عند قراءتنا التراث العربي الإسلامي ففيه من الغرائب ما يحار المرء منه ، وكمثال على ذلك هو موقف الامام الذهبي (ت748 هـ /1347 م) من عبد الرحمن بن ملجم المرادي الذي اغتال علي بن ابي طالب عليه السلام في محرابه ، وعلى الرغم من ذلك نجد الذهبي يجوز ان يغفر الله له ويتجاوز عن جريمته في قتل امام المتقين اذ يقول ما نصه : " وابن ملجم عند الروافض أشقى الخلق في الآخرة. وهو عندنا أهل السنة ممن نرجو له النار، ونجوز أن الله يتجاوز عنه، لا كما يقول الخوارج والروافض فيه" كما في كتابه سير أعلام النبلاء ط الرسالة (راشدون/ 287).
وكما نلاحظ انه لا يعد ابن ملجم أشقى الخلق في الآخرة بينما قال ابن حجر العسقلاني : "وهو اشقى هذه الأمة بالنص الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقتل علي بن أبي طالب" في كتابه الإصابة في تمييز الصحابة ط الهند (5/ 100).
ونلاحظ ان الذهبي يتكلم باسم اهل السنة بينما نجدهم اتفقوا ان ابن ملجم اشقى الخلق في الأخرة على وفق الحديث النبوي ، مما يؤكد عناده للنبي صلى الله عليه واله وسلم وعداوته للإمام علي عليه السلام ، وينطبق عليه قوله تعالى : {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) } [البقرة: 93].
خلاصة ما تقدم نؤكد ان داعش الوهابية تنتمي الى هذا التراث الموبوء وهو التراث الاموي وليس الخوارج فقط كما يؤكد الاعلام الوهابي بل الاموي والخارجي لان القدر المشترك بينهما هو العداء للإمام علي عليه السلام .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |