حديث المطالع والمغارب

يزعم زغلول النجار أن هذا النص حديث نبوي فيه إعجاز علمي: (عن ابن عباس أن رسول الله سُئل: هذه المغارب أين تغرب؟ وهذه المطالع أين تطلع؟ فقال الرسول: هي على رسلها لا تبرح ولا تزول، تغرب عن قوم وتطلع على قوم وتغرب عن قوم وتطلع، فقوم يقولون غربت، وقوم يقولون طلعت) ، وقد ردده في كتاب الاعجاز العلمي في السنة النبوية(1)، ونشره في جريدة الأهرام المصرية(2)، وجعله حلقة تليفزيونية اذ قال ما نصه:" والله رويت هذا الحديث لأحد كبار علماء أمريكا المعاصرين (مجهول الهوية كالعادة ) فقام الرجل واقفا من الكرسي(سترك اللهم) الذي كان يجلس عليه وقال لي: لو لم يقل محمد إلا هذا الحديث لكان كافيا للشهادة له بالنبوّة وقال الرجل هذا الحديث على بساطته يصف لنا كروية الأرض ودورانها على محورها أمام الشّمس تبادل اللّيل والنّهار تحرّك المشارق والمغارب من نقطة إلى نقطة على سطح الأرض من كان يعرف هذا من قبل 1400 سنة غير نبيّ موصول بالوحي... ومُعَلَّم من قِبل خالق السّماوات والأرض!!"(3)
علما أن النص لا أصل له! ليس في كتب الحديث الصحيحة، ولا الضعيفة، ولا في كتب الموضوعات، ولا في التفاسير!
فمن أين أتى به زغلول؟
ادعى النجار ان الحديث في كتاب (مسند الامام ابي إسحاق الهمداني) والهمداني هو عمرو بن عبد الله السُبيعي ، يرجع نسبه إلى قبيلة همدان اليمانية ، كوفي النشأة والسكن ، المتوفى سنة (127هـ / 746م). (4) و ليس له مسند او كتاب مطبوع بل هو من اختراع زغلول الدجال .
اذن لا بد ان نختم مقالنا بقول النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَاله وسَلَّمَ : « مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» (5).
(1) زغلول النجار ، كتاب الاعجاز العلمي في السنة النبوية، ط5، القاهرة ، 2012. ص 146.
(2) مقال زغلول النجار .نشر في جريدة الأهرام المصرية تحت عمود {من أسرار القرآن} بتاريخ 8 نوفمبر 2002 ضمن سلسلة "من الإعجاز العلمي في السنة النبوية .

(3) https://www.facebook.com/share/v/ZXzm3a7Bb3DEs5WE

(4) للمزيد يراجع عنه ابن سعد : محمد بن سعد ، (ت 230هـ/837 م)، الطبقات الكبرى، تحقيق : إحسان عباس، دار صادر، (بيروت ـ 1968م) ، ج6 ، ص363 ؛ الذهبي: شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان (ت748هـ/1347م) ، سير أعلام النبلاء، أشرف على تحقيق وخرّج أحاديثه: شعيب الأرناؤوط، ، دار الرسالة ، ط9، (بيروت ـ 1993)، جـ7 ، ص26 .

(5) ينظر: البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم (ت 256هـ/ 862 م)، صحيح البخاري - طبع دار الشعب ، القاهرة ، الطبعة: الأولى، 1407ه/ 1987م.( (2/ 80).