|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
سعيد الوجاني
2024 / 8 / 27
مؤتمر " تيكاد " " Ticad " بطوكيو اليابان ، كان فريدا عن المؤتمرات السابقة ، بين " الاتحاد الافريقي " ، والدول التي احتضنت لقاءات سابقة . فاللقاء وكما تجري العادة ، ينعقد بين الاتحاد الافريقي كاتحاد ، وليس كدول ، وبين الدولة التي تحتضن اللقاء ، بدعوى التنمية الاقتصادية بإفريقيا .. لكن ما جرى اثناء انعقاد المؤتمر لا يمكن ابتلاعه ، لأنه كان فضيحة امام العالم ، وكان وسيلة لليابان لتصحح موقفها من أطروحة الاستفتاء وتقرير المصير، لنزاع الصحراء الغربية مثل دول الاتحاد الأوربي مجتمعة ، ومثل أمريكا وكندا وروسية .. الخ . انْ يمارس موظف باسم الدبلوماسية المخزنية البلطجة في مؤتمر قمة ، وباليابان ، لهو شيء مرفوض وغير مقبول ، لأنه تصرف غريب عن السياسة الدبلوماسية ، التي تجنح الى المفاوضات والحوار لبحث المشاكل القائمة ، وتفادي التشنج ومظاهر العنف المرفوض في المؤتمرات الدولية ، وخاصة في العاصمة طوكيو – اليابان .
وحين يعمد الحراس المشرفين على امن تنظيم المؤتمر ، بطرد العضو البلطجي ، تكون الطريق قد تعبدت للحاق اليابان بموقف حلفاءه بالاتحاد الأوربي ، وموقف الولايات المتحدة الامريكية ... التي تنادي فقط بالمشروعية الدولية ، في طار الأمم المتحدة ..
لقاء " تيكاد " Ticad " باليابان ، وكما جرت به العادة ، يحصل بين الاتحاد الافريقي كاتحاد ، وبين اليابان ، ولم يحصل بين دولة من دول الاتحاد ، او كل دول الاتحاد كدول ، وليس كاتحاد . وهي نفس المسطرة اتبعت في لقاءات سابقة كلقاء Bruxelles مثلا ..
ان يحصل اللقاء باسم الاتحاد ، وباسم دول الاتحاد ، فهذا من سيادة الاتحاد ، ومن سيادة الدول التي تكون الاتحاد ، او المنخرطة كأعضاء في الاتحاد ، ومن ثم ليس من اختصاص اية دولة من دول الاتحاد ، الاحتجاج على قرارات الاتحاد ، خاصة عندما تكون باسم الاتحاد . لذا يبقى تصرف البلطجي المغربي ، تصرفا شادا وغير مقبول ، تحت اية ذريعة او سبب كان ، لان ما حصل وبقاعة المؤتمرات ، هو هجوم وعنف ، لا علاقة لهما بالسياسة والدبلوماسية . فليس من حق احد ان يفرض على الاتحاد شكل وعنوان اللقاء ، خاصة عندما يسقط في تناقضات غير مقبولة ، بل ومفضوحة ..
فاذا كان البلطجي / الدبلوماسي المتهور ، قد تصرف تصرفا غير مقبول ، فالتصرف طبعا ، لا يمكن ان يحصل ، وبتلك البشاعة ، دون موافقة سفير الدولة المزاجية التائهة بطوكيو .. ، والسفير بدوره لا يمكنه ان يوافق على ذاك التصرف الخطير ، دون اخذ الموافقة من رئيسه ، وزير خارجية النظام المزاجي التائه ناصر بوريطة ، وبوريطة الوزير الذي فشل في غزوة مماثلة بدولة افريقية ، ما كان له ان يتحمل مسؤولية تلك البلطجية التي لا علاقة لها بالعمل الدبلوماسي ، كما تعودنا أيام الحسن الثاني . فمن غير شك ان الوزير بوريطة ، سيكون قد اخذ النصائح والتوجيهات من لدن رئيسه ، وهو هنا رئيس " البنية السرية " المدعو فؤاد ( لهْوا عفوا الهمة ) المسؤول عن انزلاقات البوليس السياسي ، وعن الملفات والمحاضر البوليسية المطبوخة لرمي الناس ظلما في السجون . ففؤاد ( الهمة ) متعود فقط على العنف ، والحاق الضرر بالناس ، منذ مدة طويلة ، وخاصة منَ الامس ، وهو الى جانب مدير البوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي ، يشرفان على رمي مادة كميائية سامة ، ببالوعة مياه الصرف الصحي ، حتى تزيد نسبة " لقريصْ " Les pincements في كل انحاء جسمي .. فشخص من هذا النوع المريض ، وهو الرئيس الفعلي لناصر بوريطة ، سيكون وراء غزوة طوكيو – اليابان .. وطبعا فالنتيجة وقد ظهرت ، هي انضمام اليابان الى الحل الاممي لنزاع الصحراء الغربية ، أي الى الحل الاممي المرتقب قريبا ..
وهنا نطرح السؤال على وزير خارجية النظام المزاجي والتائه ناصر بوريطة . الم يعترف الملك شخصيا ، وامام العالم ، بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ليصبح عضوا بالاتحاد الافريقي ، بعد مغادرته منظمة الوحدة الافريقية OUA سنة 1984 ، احتجاجا على قبول عضوية الدولة الصحراوية ، أي مارس سياسة " المقعد الفارغ " التي كلفت النظام الكثير ، لان المعارك والصراعات تدور في الحلبة لا خارجها .. بل والملك اصدر ظهيرا وقعه بخط يده يقر فيه الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، ونشره في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 . وللتذكير ف ( صديق ) و ( مستشار ) الملك المدعو فؤاد ( الهمة ) المولع بالعنف ، هو من ورط الملك في الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. وعندما فشل في بلوغ القصد من الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، الذي هو طرد الدولة الصحراوية من الاتحاد ، وهي عضو ساهمت في تأسيسه ، بل أدى قسم الانضمام الى الاتحاد امام امرأة صحراوية تنتمي للجمهورية الصحراوية ، حتى تركه لوحده غارقا في مرضه ، وجاهلا ويجهل ما يجري في الدولة من قبيل ( صديقه ) و ( مستشاره ) المدعو فؤاد ( الهمة ) رئيس " البنية السرية " التي سرقت الدولة ، وسرقت الجاه والنفود وثروة الرعايا المفقرين ..
فوقوف ( الهمة ) وراء النصائح التي يكون قد وجهها لناصر بوريطة ، هو تحصيل حاصل للعنف الذي عرفه المؤتمر Ticad ، وهو نفسه العنف مارسه بوريطة بدولة افريقية ، لكن تدخل البوليس المنظم والمكلف بالأمن في المؤتمر ، حال دون تحقيق قصد بوريطة الذي هو قصد ( الهمة ) المشهور فقط باعتداءاته على الناس ، وطبخ الملفات البوليسية المزورة لرمي الناس ظلما في السجون ..
وبالرجوع الى حيثيات المؤتمر ، فان النتيجة الخطيرة التي استنتجها المشتغلون بالشأن العام المغاربي ، والمغربي ، كانت البيان الذي خرج به المؤتمر ، البيان الختامي ل Ticad ، الذي استعمل " دول الاتحاد الافريقي " .. وهذا الاستعمال سيعبد الطريق اكثر ومستقبلا ، للحسم في قضية نزاع الصحراء الغربية ، وفي العضوية القانونية للدولة الصحراوية ، التي تتساوى مع الوضعية القانونية للدولة المزاجية التائهة ، وتتساوى مع الوضعية القانونية لكل دول الاتحاد الافريقي .. لكن الخطير ، هو ان الدول العربية العضوة بالاتحاد الافريقي ، كانت مع البيان الختامي ل Ticad الذي يعترف بالدولة الصحراوية ، ولا يعترف بمغربيتها ، رغم ان الاعتراف هو غير قانوني ، ويتعارض مع المشروعية الدولية التي هي الاستفتاء وتقرير المصير .. فالمشروعية الدولية لا تتحدث عن الدولة الصحراوية ، بل تتحدث فقط على الحل الديمقراطي الذي هو تقرير مصير الشعب الصحراوي .. فهل الجزائر ، موريتانية ، ليبيا ، تونس ، مصر الدول العربية الافريقية ، عندما دافعوا على البيان الختامي ل Ticad ، وعارضه لوحده النظام المزاجي التائه والبوليسي ، هم ضد مغربية الصحراء ؟ ..
فماذا بقي من الدول العربية التي تتخذ مواقف متناقضة ، من نزاع الصحراء الغربية ، كالسعودية مثلا وقطر ، التي مرة هما مع حل الحكم الذاتي دون نطقهم بكلمة الصحراء المغربية ، ومرة هما مع الاستفتاء وتقرير المصير .. ويكفي ملاحظة قناة " الجزيرة " عند عرضها لخريطة المغرب ، دائما من دون صحراء . وهنا فقطر كالسعودية ، يلجؤون الى الخريطة الدولية .. وهما عندما يبرران موقفهما ب " الخريطة الدولية ، فهما يناصران حقيقة الحل الاممي لنزاع الصحراء الغربية ، الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير .. تبقى الامارات بسبب اخراج النظام المزاجي التائه لعلاقاته مع إسرائيل ، وهو موقف قد ينقلب في وقت وحين اذا فرضت ذاك المصالح .. والبلد الذي يقف موقفا وسطا تبقى الكويت التي عانت من غزوة حزب البعث العربي الاشتراكي ، فنراها تكابر رغم الضغوطات في عدم الادلاء باي موقف .. لكنها في الحقيقة وبسبب مخلفات الغزو العراقي ، تنظر هكذا للعلاقة بين النظام المزاجي التائه وبين الصحراء الغربية ..
ان البيان الختامي لمؤتمر Ticad ، الذي ركز على الدول دولة دولة .. وبما فيهم الموقف الياباني ، الذي حج الى الدولة ، وتهميش ، بل عزلة النظام المزاجي التائه ، الذي اصبح كالملعون ، او الغنم الاجرب ، يعد اعترافا كاشفا لموقف الدول العربية من نزاع الصحراء الغربية ، وجنوح الجميع نحو الحل الاممي ، ونحو المشروعية الدولية ، التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، ولا تعني الدولة الصحراوية التي لا تنص عليها القرارات الأممية ..
ان اعتراف الملك ذاته بالدولة الصحراوية ، وامام العالم عندما اصدر ظهيرا في الشأن ، ونشر الاعتراف بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد 6539 / يناير 2017 ، واعترافه بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، هو اعتراف من الملك – ورطه ( صديقه ) و ( مستشاره ) المدعو فؤاد ( الهمة ) ، الذي هو الرئيس الفعلي لوزير الخارجية ناصر بوريطة – بعدم مغربية الصحراء الغربية ، وعدم مغربية الگويرة ، وعدم مغربية بشار وتندوف ، الصحراء الشرقية ، وعدم مغربية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ..
فما حصل في طوكيو – باليابان ، كان دليلا على الشعور بالهزيمة ، هزيمة الصحراء ، وقرب استقلالها ، وسيعقبها استقلال مناطق مرشحة للاستقلال .. أي فقدان حتى بصيص الامل الذي يزرع نصف الروح وليس كل الروح امام فقدان الامل ، والشعور بالهزيمة ..
رحم الله قتلى الجيش الملكي في الصحراء ، الذين تركوا اسرا يتقاذفها الفقر والحاجة ، في مغرب فاقت اثمان سلع الفقراء ، اثمان نفس السلع بأوربة ..
فهل من المنتظر ان يؤدي الحساب ، مجرمو البوليس السياسي DGST و وزارة الداخلية ، عن الخراب الذي اصبح فيه المغرب ، وعن جرائمهم العديدة والمتعددة ، كطبخ المحاضر البوليسية لإرسال الناس ظلما الى السجون ، وعن جرائم اعتداءاتهم الجبانة في حق الصحفيين والمدونين ، وفاضحي الفساد ، والكتاب والمثقفين .. ؟ .
القادم سيكون المدخل لأي سؤال قد يتبادر الى الذهن ..