برلمان يشيب له الولدان

كاظم فنجان الحمامي
2024 / 8 / 25

شتان بين نشاطات البرلمان العراقي في دورته الثالثة وخموله في دورته الخامسة، فبصرف النظر عن نوايا نواب الدورة الثالثة في افتعال الاستجوابات الكيدية ضد بعض الوزراء بقصد الاساءة اليهم بدوافع إنتقامية، لكن أعمال اللجان النيابية كانت جادة وقتذاك في التعامل بحزم مع الخروقات المالية والإدارية والقانونية. وكانت اللجان متفننة في تنفيذ واجباتها الرقابية على الوجة الأكمل. ثم مرَّ البرلمان بمرحلة انتقالية خاملة في دورته الرابعة، حتى ظهرت عليه أعراض الزهايمر السياسي في دورته الحالية (الخامسة). .
خذ على سبيل المثال لجنة الخدمات النيابية التي كانت شعلة من نار في الدورة الثالثة بجهود النائب ناظم الساعدي، ثم فقدت حرارتها في الدورة الرابعة عندما دخلت ثلاجة النائب وليد السهلاني، ولا نعلم عنها شيئا في الدورة الخامسة. .
لو سألت الشعب العراقي كله عن اعلى الأصوات النيابية في المرحلة الراهنة لذكروا لك أسماء النواب:
- ياسر الحسيني
- مصطفى سند
- هادي السلامي
- فالح الخزعلي
- سعود الساعدي
بينما اختفت بقية الأسماء وتلاشت، بضمنهم أسم النائب (عامر عبدالجبار) الذي لم يكن مهتما برصد المخالفات والانتهاكات بعدما تصاعدت حرائقها من مواقد مشروع ميناء الفاو الكبير. وربما نأى بنفسه بعيدا عن المشاكل خشية المواجهة مع مثلث الرعب، الذي نرمز له بالحروف (NAF)، وهي الحروف الاولى لأسماء المتورطين بأكبر السرقات التعاقدية. .
نحن الآن نقف بإزاء ظاهرة غريبة، وهي: ان معظم الوزراء والنواب صاروا على دين واحد مع اختلاف مرجعياتهم النفعية، وقد تسببت هذه الظاهرة بكل ما نراه من خمول وفتور واهمال وتغليس. وهكذا تخلى البرلمان عن سلطته الرقابية، ولم يعد يكترث بتراكم ملفات الفساد. .
اللافت للنظر ان معظم السرقات الكبرى كان اكتشافها وليد الصدقة، ولم يكن بجهود الأجهزة الرقابية ولا الأمنية، وهذا يعني وجود عشرات المتواطئين والمنتفعين والمتسترين والانتهازيين. .
ختاماً: لدينا تساؤلات نرسلها إلى صديقنا في البصرة: هل تعلم الآن لماذا يستهدفك القطيع، ولماذا يناصبونك العداء ؟. ذلك لأنك عقل يرفض الخنوع. يرفض الاستسلام. ويرفض التعايش مع الضباع. .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي