موقف ابن حبان من الامام علي الرضا عليه السلام

رحيم فرحان صدام
2024 / 8 / 25

من المواقف الغريبة حيال اهل البيت عليهم السلام موقف ، محمد بن حبان البستي (ت 354هـ/960م) من الامام علي الرضا اذ كتب عنه ما نصه:"
عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا وَهُوَ عَليّ بن مُوسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب أَبُو الْحسن من سَادَات أهل الْبَيْت وعقلائهم وَجلة الهاشميين ونبلائهم يجب أَن يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَنهُ غير أَوْلَاده وشيعته وأبى الصَّلْت خَاصَّة فَإِن الْأَخْبَار الَّتِي رويت عَنهُ وَتبين بَوَاطِيلُ إِنَّمَا الذَّنب فِيهَا لأبى الصَّلْت ولأولاده وشيعته لِأَنَّهُ فِي نَفسه كَانَ أجل من أَن يكذب ."
هل يريد منا ابن حبان ان لا نروي عن الامام عن طريق اولاده وشيعته وان الذنب هو ذنب اولاده وشيعته فهل ننقل من اعداءه!؟
وهل الامام محمد الجواد ابن الامام الرضا غير جدير بالثقة ولا يجوز ان نروي عنه الحديث ّ؟
والاغرب من ذلك كله هو ان ابن حبان من الداعين الى زيارة قبر الامام الرضا والدعاء عنده لأنه يستجاب الدعاء عند قبره اذ يقول ما نصه : " وَمَا حلت بِي شدَّة فِي وَقت مقَامي بطوس فزرت قبر عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا صلوَات الله على جده وَعَلِيهِ ودعوت الله إِزَالَتهَا عَنى إِلَّا أستجيب لي وزالت عَنى تِلْكَ الشدَّة وَهَذَا شَيْء جربته مرَارًا فَوَجَدته كَذَلِك أماتنا الله على محبَّة المصطفي وَأهل بَيته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ ".
من الواضح التناقض الصارخ عند هذا الرجل الذي يدعو الله ان يميته على محبة المصطفى وَأهل بَيته عليهم السلامّ! فهل الامام محمد الجواد عليه السلام ليس من اهل البيت !
والطامة الكبرى انه بعد ان ذكر الامام الرضا في كتابه الثقات، واذا به يذكره في كتابه المجروحين فقال :" عَليّ بن مُوسَى الرِّضَا يروي عَن أَبِيه الْعَجَائِب... كَأَنَّهُ كَانَ يهم ويخطء".
فهل الامام الرضا في نظر ابن حبان احد الثقات ام احد المجروحين الذي " يهم ويخطء".
انها الازدواجية في العقل العربي المعروف بالتناقض.
{انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) } [الأنعام: 24].


وللمزيد ينظر : ابن حبان ، محمد بن حبان بن أحمد التميمي البستي (ت 354هـ/960م ).
1-الثقات، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد، دار الفكر، الطبعة الأولى ، (بيروت -1395هـ/ 1975م). (8/ 456).
2-كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، تحقيق: محمود إبراهيم زايد ، الناشر: دار الوعي - حلب، الطبعة: الأولى، 1396ه. (2/ 106).

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي