|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
عبدالله عطوي الطوالبة
2024 / 8 / 23
يلحظ دارس ديانات شرق المتوسط السامية، أو الإبراهيمية كما باتت توصف أخيراً، المشابه بينها ولا سيما اليهودية والاسىلام. مصدر التشابه، وفق ابداعات علمي الأرخيولوجيا والأنثروبولوجيا الحديثين، يرتبط أساساً بظهور هذه الديانات في مجتمعات تتشابه ظروفها الاجتماعية والبيئية. فالدين يتفاعل مع ظروف البيئة والمجتمع، يتأثر بها ويؤثر فيها. أما التمايز بين الديانات التي تظهر في بيئات مجتمعية متشابهة، فيعود إلى الإختلاف الزماني في الظهور حيث تفرض المستجدات نفسها.
ظهرت اليهودية وبعدها الاسلام في بيئة صحراوية جبلية، تسود فيها أعراف القبيلة ومفعولها، في مرحلتها التاريخية. في بيئة كهذه، للقمر مكانة خاصة على صعيد المعتقدات والعادات والتقاليد. وعليه، فإن الشهور قمرية في الاسلام وفي اليهودية، والصوم قمري، ومواعيد التضحية قمرية. القمر ذات رمزية ثابتة في الاسلام، إذ يعلو الهلال المآذن ويوظف دائماً في متعلقات طقوس العبادة، ومنها استقبال شهر الصوم.
في البيئة الصحراوية، كان تقديس الأحجار والجبال واضحاً في الديانات القديمة. فقد قدَّس البدو الصخور النادرة والأحجار والجبال، كما يؤكد المفكر الفذ الراحل، سيد القمني. كذلك قدَّس اليهود جبل "حوريب كاترين" في سيناء، ويطلقون عليه اسم "جبل الله". ومن المعلوم أن عرب الجاهلية والاسلام يقدسون جبل عرفات. وكان اليهود يقدسون كل مرتفع من الأرض، فيقدمون عنده قرابينهم وأُضحياتهم. أما الرقم "7"، فيحاط بالتقديس في اليهودية وفي المسيحية وفي الاسلام. تقول التوراة في قصة الخلق، إن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استراح من عناء عمله في اليوم السابع. على هذا الأساس، يقدس أهل التوراة اليوم السابع. فهو بنظرهم السبت، من "شباث" أو الثبات والسكون. هذا اليوم مقدس عند اليهود، فلا يعملون خلاله ويقللون من حركتهم فيه قدر الإمكان. ويعتقدون أن انتهاك هذه الطقوس لسبب ما، نذير شؤم.
في الديانة المسيحية، تحدد اليوم السابع ب"الأحد". ولا بد للباحث أن يجد في المسيحية أحاديث عن "سيوف الحزن السبعة في قلب العذراء" و "الخطايا السبع المميتة" و "أبطال المسيحية السبعة". ولقد خالف الإسلام اليهودية والمسيحية في اليوم السابع، فكرَّس له الجمعة. وأفسح الإسلام مجالاً رحباً للرقم "7"، كما يتأكد ذلك في آيات قرآنية كريمة عديدة، منها: (ولقد أتيناك سبعاً من المثاني)(الحجر:87). (وسبع سنبلات خُضرٍ وأُخر يابسات)(يوسف:43). (كمثل حبة أنبتت سبع سنابل)(البقرة:261). (والبحر يمدُّه من بعده سبعة أبحر)(لقمان:27). وليس بمقدور الباحث عدم ملاحظة المبالغات المتعلقة بالرقم "7" في الديانات الثلاث. ومن أمثلة ذلك، " السبعون اسرائيلياً الذين اختارهم موسى لمقابلة الإله يهوه في جبل سيناء"، و"السبعون تابعاً للمسيح"، وفي آيات قرآنية كريمة، منها: (واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا)(الأعراف: 155).
وأنت عزيزي القاريء المحترم، ما السر أو السبب برأيك، في تقديس الرقم "7" في الديانات السامية أو الابراهيمية الثلاث؟
السلام عليكم.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |